بقلم : يحي محمد سالم
ليست هذه العبارة لأحد الزعماء العرب المعصوف بهم وبانظمتهم الفاسدة ولاهي لاحد أبواقهم المأجورين والمتخندقين بفعل الخوف والتزلف خلف تحصينات الديكتاتور المتهاوية !!!
ولاهي لاحد نواب مجالس العرب التي عادة ماتكون مليئة بمن هم اكثر ولاءا لحكومة الحاكم منهم لإرادة الشعب !
أنها وللأسف إحدى أهم المطالب التي عبر عنها المشاركون في أشغال المؤتمر 13 للجبهة "حسب محضر المداولات الذي نشرته مجلة المستقبل الصحراوي", اولائك الذين لهم الحق وحدهم وليس لغيرهم في التعبير والتدبير بإسم الشعب برمته وبتفويض تام من كل فئاته العمرية ومن مختلف تواجدات الفعل الوطني !
العبارة "النكتة" والتي جمعت في صيغتها الواحدة شمل المتناقضات المتنافرة لتجعل منها أحد أهم المطالب الأساسية التي عبر عنها المؤتمرون بإعتبارها نقطة جوهرية في إنشغالات العامة ومن الضروري تطبيقها !
وردت في الصفحة12 في الترتيب الثالث تحت التبويب السياسي التنظيمي بل ووردت بأسلوب تائه تماما :
( عدم الإنجرار وراء الربيع العربي ...!)
إن هذه العبارة وبقدر ماتحمل من هشاشة في اللغة والمعنى ومن ركاكة في الصياغة والتركيب فإن تاثيرها أشد وقعا وإيلاما لدى الأشقاء العرب ليس من كونها إستهتارا بمعجم العرب فحسب بل لكونها تسفيها لتضحياتهم الثمينة والغالية في مختلف ميادين وساحات التغيير بدأ من البحرين وإنتهاءا في الرباط . إنه لمن العيب الفاضح والمشين أن نقزم تضحيات إخواننا العرب في ربيعهم الخالص ونعتبره مجرد "إنجرار" لأن آلاف الأرواح البريئة التي أُُزهقت كانت ضريبة لأن يكون للشعوب الحق في تقرير مصائرها بالأساس وليس لأنها ترفض أن يحكمها فلان أو علان لبشخصه حتى لايُفهم الربيع العربي في بعض المنابر ومنها مؤتمراتنا بالغلط !
وهو مايبدو انه قد حصل بالفعل وللأسف فإن ذلك حدث من طرف أولي الألباب والأمر منا وتلكم الطامة الكبرى والمهزلة العظمى!
إننا وبقدر ماتُشعرنا هذه العبارة بالتقزز وما تثير فينا من ألم الحسرة والإنفعال فإنها تجعلنا نشعر بخجل بالغ ونحن الذين طالما رددنا في إعلامنا وإعلام غيرنا -العربي أساسا- أننا نعول على تحول هام يُحدثه الربيع العربي ماسيخلق تعاطفا وتأييدا اكبر على مستوى الساحة العربية سيؤدي حتما الى تطور إيجابي في الموقف العربي تجاهنا مما سيشكل صفعة جديدة لنظام الإحتلال الملكي في المغرب .
فهل بعدم الإنجرار وراء الربيع العربي سيحدث ذلك ؟!!!