اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

رحابي ولمرابط والعلاقات الجزائرية المغربية

كتب بواسطة : futurosahara on 30‏/01‏/2012 | الاثنين, يناير 30, 2012



 الناطق باسم الحكومة الجزائرية الأسبق عبد العزيز رحابي 
''المغرب لا يريد حلا وإنما يخضع لضغوط أجنبية''
 ما هي العوامل التي دفعت إلى التقارب بين الجزائر والمغرب؟
 توجد ثلاثة عوامل رئيسية على الأقل، أولا التغييرات في المنطقة. ففي القراءة الدبلوماسية لاحظت الجزائر شبه اختلال في التوازن الجهوي بعد سقوط نظامي تونس وليبيا. فبعد الحدود المغلقة مع المغرب هناك خطر حدودي مع ليبيا. من الناحية الجيوستراتيجية الجزائر في وضع لا تحسد عليه لم تعشه منذ الإستقلال. أما العامل الثاني فهو تغيّر الحكومة في المغرب ووصول الإسلاميين إليها، وزيارة العثماني للجزائر جاءت بطلب منهم، مما قد يفتح صفحة جديدة في العلاقات. والعامل الثالث هو الضغوطات المتواصلة من فرنسا وأمريكا على الجزائر للتقارب مع المغرب.
كان واضحا في زيارة سعد الدين العثماني للجزائر وجود خطاب حذر من الطرفين، لماذا؟
 من جهة الجزائر، هناك طريقة جديدة في التعامل بطرح فكرة الحل الشامل نظير تطبيع كامل، والحل الشامل هو الذي يترك الأمور تسير بحذر، لأنه في نظر الجزائر يعني عدة أمور، أن يعترف المغرب رسميا بالحدود الجزائرية المغربية لأن الجزائر صادقت على اتفاقية 1972 في حين المغرب لم يفعل ذلك إلى اليوم. وملف تعويض الجزائريين الذين أممّت أراضيهم من السلطات المغربية مناقضة لاتفاقية ثنائية بين البلدين، تنص أن الرعايا الجزائريين في حال التأميم يعاملون كالمغاربة.
شخصيا لا أرى أي إرادة لدى المغرب في الوصول إلى حل، سيما ملف الصحراء الغربية لكنه فقط يعتمد على ضغوط فرنسية وأمريكية وهذا الأمر في النهاية لن يساعده لحساسية الجزائر تجاه مفهوم ''السيادة''. ومعلوم أن الفرنسيين والأمريكيين يضغطون على الجزائر للتطبيع مع المغرب في كل اللقاءات، وحجم هذا الضغط يعطي انطباعا أنهم غير محايدين.
لكن المغاربة يروّجون للعكس بأنهم يقيمون الحجة على الجزائر بمدّ يدهم؟
 المشكل في تسويق المسؤولين في المغرب لأطروحات بلدهم مع الإعلام الغربي وشركائهم عكس الحقائق. فالنخب السياسية والإقتصادية في المغرب نخب براغماتية تبحث الاندماج مع الغرب والتجارة مع الجزائر، أما نخب الجزائر فخطابها فلسفي تاريخي وعاطفي أكل عليه الدهر، لذلك أتوقّع دائما تطبيعا بطيئا لأني لا أؤمن بالحلول الفوقية في الدبلوماسية، معنى هذا أنه كلما استمرت قضايا الخلاف الجوهرية كلما بقيت العلاقات مترنحة.
الإعلامي المغربي علي المرابط ل الخبر الجزائرية 
الخلافات بين بوتفليقة ومحمد السادس لن تسمح بتطبيع العلاقات 
 استبعد علي المرابط في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' أن يكون هناك أي تقدم ملموس في ملف  تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، في الوقت الحالي بسبب ما اعتبره خلافات شخصية بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس، وأن التقارب لن يكون ما دام الرجلان يحكمان ولن تحل المشاكل القائمة بين البلدين.
ويرى الإعلامي المغربي في تحليله لواقع العلاقات بين الجزائر والمغرب وإمكانية التطبيع بين البلدين مستقبلا بأنه: ''من أجل تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب يجب وضع الملفات الشائكة جانبا ومن بينها قضية الصحراء، حيث نعرف أن الجزائر لن تغير موقفها من القضية. وعلينا أن نعي بأنه في هذا الملف لدينا مشكل مع الصحراويين وليس مع الجزائر حتى نتمكن من إحراز تقدم''. ويضيف ''أما بالنسبة للحدود فالجزائر لا تريد أن تفتح الحدود وهذا ما لم يستطع المغرب أن يفهمه، والرئيس بوتفليقة قال مرارا بأن الحدود لن تفتح، إذا ماذا يمكن أن نفعل؟ لذا نرى بأن عمق المشكلة ينحصر بين الرئيس بوتفليقة ومحمد السادس، لأن الشخصين لا يتوافقان على طول الخط''. واعتبر علي المرابط أنه لو كانت هناك إرادة حقيقية في التوصل إلى حل كل المشاكل،  ''فإن الزيارة إلى الجزائر كان من المفروض أن يقوم بها الملك محمد السادس أو رئيس الوزراء بن كيران، وليس العثماني الذي أزيح في السابق من قيادة حزب العدالة والتنمية لما كان كاتبا عاما للحزب''. واعتبر علي المرابط بأن زيارة وزير خارجية المغرب إلى الجزائر تدخل في إطار مسعى حزب العدالة و التنمية، الذي يقود الحكومة الجديدة لإظهار للرأي العام والمؤسسة الملكية قدرته على النجاح في ملفات شائكة عجزت عن الخوض فيها الحكومات السابقة، خاصة فيما يتعلق بملف التقارب مع الجزائر وفتح الحدود. 
وفي رده عن سؤال حول وجود ضغوط خارجية خاصة من الولايات المتحدة لإحداث التقارب، استبعد علي المرابط وجودها، حيث قال: ''نحن نعرف بأن الولايات المتحدة تقرر أشياء بالنسبة للمغرب، مثل ما فعلته خلال خروج مظاهرات حركة 20 فبراير للمطالبة بالإصلاحات، فقد منعت على نظام المخزن بأن يستعمل العنف ضد المتظاهرين، لكن الولايات المتحدة لا تقرر أشياء بالنسبة للجزائر''. 
نقلا عن جريدة الخبر الجزائرية