شكلت عملية المداهمة الليلية المباغتة التي تعرض لها مخيم الإعتصام امام الكتابة العامة ب"الرابوني" إحدى أهم المفاجاءات المفجعة التي إستقبلنا بها السنة الميلادية الجديدة ، إذ ان ذلك السلوك الغير حضاري وبقدر ماينم عنه من إعتباطية حقيقية في التعامل مع المسائل الحساسة والشائكة فإنه يطرح التساؤل الجدي والمثير عن ماهية العقلية التي يتعامل بها النظام مع معارضيه ومن ظاهر الحادث فإن الحل الأمني بمفهومه القمعي هو السيد المسطير على عقلية المسيرين لشؤون البلاد والعباد ، فبدلا من ثقافة الحوار الجاد المبني في الأساس على الحق في الإختلاف مادام تحرير الوطن وتحقيق سيادة الدولة الصحراوية المستقلة هو نقطة التقاطع التي يتشاركها الجميع ، فماهو المبرر ياترى لمثل هذه التصرفات بل وفي الوقت عينه الذي نشهد فيه ربيعا عربيا جارفا هدفه إحقاق حق الشعب في تعبيره عن رفض المهانة والإستهتار والفساد وعن الحق في الإختلاف وذلك اضعف الإيمان
لايُخالجنا الشك ابدا في ان من قام بهذه الخطوة ومهما كانت دوافعه فإنه قدم خدمة جليلة لآلة الدعاية المخزنية المغربية المحتلة مثلما قدم لوجه القضية ولإرادة الشعب "وليس الشباب فقط" صفعة موجعة على وجه المكاسب الوطنية الكبرى التي تحققت من مزيج الدم والدموع وبتضحيات الأبناء والبنات وفي مختلف ميادين وتواجدات الفعل الوطني الصحراوي الخالص المستند الى مرجعية ثورة 20 ماي الخالدة وإرث شهداء معركة التحرير والبناء .
لقد أثبت هذا الفعل بالحجة والبيان أن هناك من يسعى الى مصادرة آراء الآخرين وإختزال التحرير وبناء الدولة الديمقراطية المستقلة في رزمة مكاسب بقدر أصابع اليد وبحجم عمر الإنسان وكأن قدرنا العيش بين المنفى والنفي.
لقد قال فولتير يوما :"قد اختلف معك في الرأي لكنني سوف اكافح من اجل حريتك " فهل يُدرك الذي أقدم على هذا التصرف ماذا قال ؟! وهل يعي مافعل ؟!
