ابو علالي
ابو علالي ليس اسمي الحقيقي انما اسم مستعار , فأنا الى اليوم لم اتزوج لانه في المخيمات مجرد العيش صعب فمابالك بأن يفكر شاب مثلي بالزواج , لكني اخترت ان اكتب بهذا الاسم تفاؤلا لما هو افضل , سأكتب وسأقلب الاية , في الغرب يقولون ام عازبة وانا سأكون أب اعزب في إنتظار ان ياتي يوم احكي فيه لعلالي عن ايامنا هذه وعن حالنا , وقبل ذلك سأحكي له عن طفولتي وعن ايام دراستي ب9يونيو , تلك الايام التي لا تنسى , 09 يونيو ليس مجرد تاريخ وانما مكان كان بالامس منبعا للعلم ومدرسة للاجيال واصبح اليوم سجنا وخشبة مسرح لمهزلة البرلمان .....
سأحكي لعلالي .....
في قبة 09 يونيو يصنع كل شيء الا الديمقراطية . هناك يصنعون الشاي على نار الفحم الهادئة بينما يكتوي المواطن البسيط بجحبم اللجؤ ....
في قبة 09 يونيو يصنع النواب الى جانب " خصومهم " الوزراء جوا من الحميمية والالفة يثير الاعجاب , هناك يتناولون " بنافا " ويقتسمون العيش....
في قبة 09 يونيو يملك النواب كل شئ الا السلطة والقرار , يملكون الغرف والسيارات وحتى الحصانة ...
في قبة 09 يونيو النواب مجرد دمى مبرمجة على رفع الايدي لا غير , تتقن جيدا لغة " نعم" اما "لا" فلا ...
سأحكي لعلالي ...
البرلمان لدينا فريق من الممثلين يتم انتقاءهم بدقة وفق معايير معروفة ( قليل الكلام , متمصلح, ومضمون الولاء اضافة طبعا الى حسن الاداء .....)
يتم تقسيم الممثلين الى لجان كل حسب قدرته على اداء الدور , وتبدأ المسرحية ...
في البداية وفي غفلة يحاول البعض بدافع الحماسة ان يجسد دوره على الواقع , يطلق العنان لمفردات قاموسه البلاغي فيستجيب اعضاء جسمه لاوامر الدماغ فيؤدي الحركات على احسن وجه والتمثيل كلام وحركات ..لكن الامر هنا يتعدى حدود التمثيل انه على حدود الواقع ..." الامر خطير "
عندها يتدخل المخرج stop ويعيد الممثل الى جادة الصواب ويذكره بأن الامر مجرد تمثيل يجب ان يخدع به الجمهور , لكن الممثل لا يجب ان يخدع نفسه , وهكذا يبدأ مشهد اخر في مسرحية برلمان 09 يونيو
Action في المشهد الثاني يكون كل الممثلين قد أخذوا العبرة وفهموا الدرس . التعليمات واضحة لا لبس فيها "رفع الايدي وإتقان نطق نعم "
وهكذا تتابع المشاهد دون اخطاء ولا مفأجات حتى ينقضي عمر المسرحية أي ثلاث سنوات...
سأحكي لعلالي ...
في وقت اكتب فيه هذه الاسطر يكون الزمن الفاصل بيننا وبين العرض الجديد للمسرحية مجرد ايام معدودات , لقد سمعت إشعارا بالامر عبر وسائل الاعلام لكني لا أنوي الحضور ولا أعتقد ان هناك من سيحضر فهذه المسرحية منفرة ولم يعد لها جمهور , رغم ان المخرج في المؤتمر الاخير قلص من زمن العرض من ثلاث سنوات الى سنة ونصف في محاولة منه لجلب الجمهور ...
سيدي المخرج تقليص الوقت ليس حلا مادام العرض ممل والسيناريو سيء والتشويق غائب واوجوه الممثلين الموحشة هي ذاتها وحتى انت يا سيدي شخت وشاخ فيك الابداع ...
سأحكي لعلالي ...
السبب الذي دفعني للكتابة عن البرلمان هو كلام وزير الداخلية " حمادة سلمى "عن تعزيز الدور الرقابي للبرلمان كإنشغال معبر عنه بحدة من طرف الجماهير في المؤتمر الاخير , حمادة تناسى انه من تحايل على إرادة الجماهير في المؤتمر عندما صوتت لعدم تولي اعضاء الامانة الوطنية لمناصب حكومية حتى تتاح الفرصة للبرلمان لمحاسبة الحكومة دون الاصطدام بفيتو الامانة ..
لحمادة لن اقول اكثر مما قاله أحد المتدخلين في المؤتمر ( فليشهد التاريخ انك خالفت شرع الله يا حمادة وخالفت القانون )
اما لك انت يا ابني علالي فسأقول " هذه مجرد واحدة من مسرحياتنا الرديئة الاخراج , سأحكي لك عن البقية متى لمست فيك القدرة على استيعابها .
إعتذار : تتوجه مجلة المستقبل الصحراوي باعتذار الى القلة القليلة من البرلمانيين الشرفاء الذين يدافعون عن هموم الوطن والمواطن رغم الصعوبات والاكراهات .