بشاري احمد عبد الرحمن
فخامة الرئيس الصحراوي
لا ذنب يذكر لكل العاملين في بعثة المينورسو إلا أنهم وضعوا في منطقة عجز أهل الحل و الربط فيها عن حماية مواطنيها وحفظ حقوقهم في العيش في حرية و كرامة و رخاء.
و لا شك أن مثل هذه الحالة إنما هي إنعكاس لتخاذلكم في الدفاع عن وطنكم وتقاعسكم عن حالة لا قانونية ولا أخلاقية ناجمة عن الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر1975، و لكن أيضا عن غياب رؤية إستراتيجية واضحة في التصدي للحملات المغربية و دعاياتها المغرضة في جميع المجالات ، إنكم سيادة الرئيس بإلقائكم للمسوؤليات مرة على إسبانيا كمسوؤلة تاريخية و مرة على الأمم المتحدة كمسوؤلة مباشرة عن إقليمكم و مرة على المملكة المغربية كقوة محتلة للإقليم إنما بذلك تتهربون من تحمل مسوؤليتكم كقيادة أخذت على عاتقها إيصال الشعب الصحراوي إلى بر الأمان حرا مستقلا بكل عزة و كرامة
و مرة أخرى نؤكد لكم بأن المجتمع الدولي لا يمكن أن يفعل لكم شيئا مادمتم أنتم مكتوفي اليدين تنتطرون الحلول تارة من إسبانيا و تارة من الإتحاد الأوروبي و تارة من الأمم المتحدة دون أن تعمدوا إلى أي تحرك أو خلق أزمة تلفت لكم إنتباه العالم ، و بسلوككم هذا سينساكم العالم خاصة مع وجود أزمات في الشرق و الغرب أكثر حدة وإستعجالا و أهمية وإلحاحا ، و ستبقى قضيتكم تتدحرج في أدراج الأمم المتحدة لأننا هنا نكتفي في مثل قضيتكم بإعطاء المهديئات فقط دون عناء البحث عن الدواء.
أما فيما يخص الضغوطات مع الأسف الشديد و الكيل بمكيالين فنحن كبعثة نتلقى كل التسهيلات من المملكة والهدايا و المزايا التي لم نحلم بها في أي بؤرة توتر أخرى في العالم ، كما نعامل معاملة فوق العادة في مخيماتكم من حراسة وتنقل وظروف معيشية لم نراها حتى في الفنادق ، فلماذا نجلب إلى أنفسنا المتاعب مادام الوضع القائم يريحنا و صمتكم يبعث لنا برسائل مطمئنة أنكم راضون بالوضع الراهن.
بالمناسبة سيادة الرئيس أضحكني كثيرا حديثك عن إزالة المملكة للجدار العسكري و إجراء الامم المتحدة لإستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي لأنك تعرف اكثر من غيرك إستحالة ذلك ، ثم أن كثرة رسائلك قد تبعث برسائل خاطئة إلى أكثر من جهة ليس أقلها أنها علامة ضعف و إستجداء دون فائدة من جهة لا حول ولا قوة لها في حين أنها قضية مقدسة و أرض الشهداء.
في إنتظار حزمكم العاجل و أخذ زمام المبادرة ـ تقبلوا سيادة الأمين العام للجبهة أسمى التقدير و الإحترام.
توقيع الأمين العام للأمم المتخاذلة