اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الناشطون الحقوقيون ورسالتهم

كتب بواسطة : futurosahara on 01‏/02‏/2012 | الأربعاء, فبراير 01, 2012


بقلم:  السلامي محمود 
 الناشطون الحقوقيون القادمون من المناطق المحتلة مجال إعجاب لنا جميعاً لما يتمتعون به من روح معنوية عالية ، و إرادة صلبة في تقديم أغلى شيء من أجل قضيتهم. يخرجون من فم العفريت بمعانات شديدة، ليعودوا رافعين رؤوسهم، حاملين مبادءهم يُجاهرون بقناعتهم قائلين للعدو:
  ها نحن هنا من جديد .  فأفعل ماتشاء، لايأبهون بما قد يترتب عن تصرفهم من إساءة لهم.
 ولعمري  لهو التحدي بعينيه, التحدي الذي يستحق الثناء منا جميعاً ، من أفراد الشعب عامة، من الصامدين في مواقعهم، و من القابعين ، العاجزين عن أخذ المبادرة خوفاً من إزعاج الحليف العدو. 
إن سلوكات ومواقف الناشطين الحقوقيين الصحراويين مصدر إعجاب للرأْي الوطني. تجمع بين مواقف القبلي و المناضل، بين المحافظ  و المتطرف، تجمع بين الحاضر والغائب، تجمع بين المقتنع والمتردد، تجمع بين مفارقات كثيرة، فهي ببساطة تعكس طموحات الشعب في الحرية و ألإنعتاق. كما تُمثل أحد الشرايين التي تستمد الثورة منها   مفهومها العام  بحركيتها  الفاعلة التي تولد التغييرو تحقق الاهداف. و عندما تتوقف الثورة عن   الحركة فإنها تنحرف عن مسارها ألأول وبالتالي تفقد ثوريتها.
 وفي جميع الفرضيات  فإن زادَ هذه الحركة هو أفراد الشعب  بألإنخراط المباشر في صفوفها أو بأفكاره الشابة المتجددة.
 ومن ألمألوف في الثورات أيضاً ونحن لسنا إستثناءً، أن المناضلين يأتون من ألأطراف الى المركز{الثورة} ليتشبعوا بالفكر الثوري من مباديء وأدبيات أو ماتبقى منه إن صح التعبير  لشحن العزائم، وتقوية الروح المعنوية . وهي ذخائر فكرية تُكون الزادَ المُعين على الصمود وألإستمرارية و تجاوز المراحل وهذه علاقة متبادلة؟.  لكن في زمن التراجع الثوري يحدث العكس تماماً. حيث أن المناضلين يأتون من ألأطراف بزخم كبير من المعنويات وروح التحدي الى المركز{الثورة} لتغذيتها لعلها تقدر على البقاء إن لم يكن قطع المراحل.
ومن المريب في ألأمر أن الثورة في الشارع بينما السلطة في المؤسسات، والشعب يريد تعميف الثورة  و السلطة تريد البقاء وشتان بينهما. كل يُحاول تحقيق مآربه بفرص و إمكانيات متباينة، تجاذب متواصل ظلت السلطة تحسمه لصالحها.
 ومما لاريب فيه أن الناشطين الحقوقيين يعيشون عن كثب ذاك التجاذب بمد و جزره  وعطاءاتم ألامتناهية.
و قد يُخطيء البعض عندما يظن أنهم على درجة من السذاجة لايروْنَ سوى ألأعلام الوطنية ، ولا يسمعون غير الشعارات الشعبوية، ولا يفهمون غير عبارات الترحيب بالضيوف الكرام. فهم في واقع ألأمر يعلمون علم اليقين أن اللون ألأسود في العلم الوطني لازال يُراوح مكانه، وأن الشعارات  تصطدم بالواقع المعيش، وأن أهلهم وذويهم يئسوا ألإنتظارالمديد.  أما الترحيب لايعدو أنْ يكون أكثر من مجاملة إذا زادت على حدها إنقلبت الى ضدها كما يُقال .  إنهم يدركون أهمية التواصل الثوري بين ألأجيال وضرورة تقوية الحلقات المؤدية إليه. فهم يحملون أكثر من رسالة، رسالة المؤازرة للشعب في الملاجيء، رسالة ألإصرار على مباديء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. رسائل ليست أبدية، لابد أنها محصورة من حيث الزمان والمكان. فعلى المُرسَل إليه أن يتفحص فحواها،  فالرهان على إنتفاضة المناطق المحتلة  وحدها غير كاف في ظل الوضع الراهن والحصانة ألأمنية التي يتمتع بها النظام المغربي في المنطقة. 
 فالمعنيون باتخاذ القرارات مطالبون  بإحداث التغيير،و فك الحصاروكسر التعتيم ألإعلامي، وكشف التحايُل على شعبنا وقضيته العادلة، وألإبحار بسفينة الثورة قبل أن تتآكل من ألأحشاء.  و قد كان المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب على خلاف سابقيه، مناسبة تاريخية لهذا التحول بما قد يصدر عنه من قرارات تُنجز على أرض الواقع، تتماشى ومتطلبات المرحلة، لأن الكلمات برنينها المعتاد أصبحت مزعجة، لامصداقية لها، بل أصبحت رديئة لايصبر على سماعها غير المنتفعين من السلطة، أو أولئك الذين لاحول لهم ولا قوة.
قرارات فاعلة تغير ألأساليب المتبعة من ممارسات قبلية ومقاييس مادية، سُلطت على المواطنين وحقوقهم. قرارات تجعل من النظريات واقع معيش تقوم على العدالة والشفافية،تدفع الهيئآت والمؤسسات الى تأدية مهامها ، قرارات تُحمل القيادة  "الجديدة" مسؤولياتها في ألإصغاء الى ألإرادة الشعبية وألإمتثال لها، قرارات من هذا النوع  ستُخلص لامحالة اللاجئين من كابوسين. كابوس القيادة التي احترفت السلطة، وكابوس المستقبل المجهول.  
 وبخلاصة قرارت في مستوى التحدي الذي يصنعه  رفاقنا في المناطق المحتلة يستجيب ويتجاوب مع الرسالة التي يحملها هؤلاء.