لرباس ولد الزاوي
السيد الفاضل ولد القاضي,لقد سبق لي في مناسبة سابقة الاطلاع على مقا ل لك بجريدة الداخلة نيوز,حينها راسلتك مباشرة حول مضمون المقال ,وطبيعة المؤشرات المكونة لبنية ذلك الخطاب ,وفي نفس الوقت شاطرتك جزءا من تلك الافكارمن حيث المبدا,مع ابداء اوجه الاختلاف بيننا
.رغم ان موضوع حقوق الانسان كان و سيبقى هاجسا مشتركا يجمع بيننا .و اتذكر ان ردك على رسالتي كان مشجعا بل و مطمئنا.هذا بالطبع مع احتفاظ كل منا بخصوصية استعمال ادواته المعرفية دون توجس او شطط.ان الدافع وراء مكاتبتك الان ,ليس من باب الترف,او الاستفسار او التوضيح,ولا حتى الاستئناس .بل ان الخرجات الاخيرة لجمعيتكم الموقرة,والتي اصبحت تحيد شيئا فشئا عن خطها الاصلي لترتمي في شباك السياسة لخدمة جهات عرفت عبر تاريخها الطويل بحبس الانفاس وتكميم الافواه هي السبب الاساس للنقاش.اذا كان التعبير الحر المسؤول من المكونات الضامنة لحقوق الانسان ,واذا كان ابداء الراي المخالف قيمة انسانية سامية تنص عليها الشرائع السماوية و القوانين الوضعية,و انتم في جمعيتكم تؤسسون لهذا العمل النبيل ,فلماذا هذا اللغط الغير مبرر و الغير مقبول حول مداخلة داخل قبة البرلمان ؟ان تلك المداخلة التي نختلف مع صاحبها في قضايا عدة,ليست نشازا ولا استفزاز ات حتى تجند لها جمعيتكم كل اسلحة التهجم و التسفيه.ان ما قاله ولد بلالي هو ترجمة لهموم و اهتمامات شريحة اجتماعية عريضة من الشعب الموريتاني,و في نفس الوقت اعادة لموقف الدولة الموريتانية الرسمي, الذي انهى و الى الابد ما زرعه نظام ولد داداه رحمه الله.ان موضوع حقوق الانسان امر لاخلاف حوله,اذ نعتبره كونيا لا مجال فيه للتحايل او المزايدة لانه شان انساني واحد في كل الازمنة و الامكنة.وبنفس هذا المنطق ,فان ما تعرض له الاخوة الموريتانيون داخل سجون البوليساريو امر مرفوض ,يتطلب منا جميعا نفض الغبار عنه ,مع ما يترتب عن ذلك من استرجاع للحقوق عبر اليات تسمح للجميع بالتقاضي العادل.الا انه اصبح معروفا للقاصي و الداني منذ مدة ان اهتماماتكم انخرطت ضمن اجندة خارجيةتوظفهالاغراض استخباراتية ,خصوصا بعد انفضاح امرها مؤخرا,وهو ما ابعدكم عن الاهداف التي اسست من اجلها جمعيتكم. ان الغوص في الذاكرة الجمعية,قبل ان يكون تشفيا اونكيا للجراح فهوتصالح مع الذات و الاخر.ونحن هنا ومن باب الحرص على اعادة جمع لحمة مجتمع البيظان ,نستحسن من جمعيتكم الموقرة,والتي تتوفر على امكانات ماديةمحفزة,ان تدرج الشهداء و المفقودين وضحايا التعذيب الصحراويين ابان الغزو الداداهي للصحراء الغربية,ضمن دائرة انشطتها الحقوقية,ذلك ان الجهات المختصة بالبوليساريو اهملت هذا الملف.وهو كما تعلمون لا يقل اهمية عن الملف الذي تنشطون من اجله.ختاما ,ومن باب المزاح,ان لم يطر الغراب ,اهو معزة؟؟