اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

السّن بالسّن في الحرب و السّلم

كتب بواسطة : futurosahara on 25‏/03‏/2012 | الأحد, مارس 25, 2012


محمود بابيت
يبدو أننا لا زلنا في منىء عن حقيقة ــ سلم إتفاقية وقف اطلاق النارـ مع المخزن الغازي .ففي هذه الأيام قام بقمعه المعروف بتكسيرالعظام ونتف شعر الرؤوس و هتك أعراض البيوت و الزج بالأبرياء في السجون ...و زاده تكسير أسنان النساء و الشيوخ و الأطفال بمناسبة زيارة مستشار السيد رئيس الجمهورية لمدينة العيون المحتلة. فيالها من زيارة قضت على أخر بسمة لهؤلاء الصامدين المقموعين بالقمع و الخذلان و التعتيم الإعلامي و غياب لجان حقوق الإنسان الدولية دون تحريك ساكن يذكر.
ليت المستشار خلق في عين المكان إشكال أو إعتصام أو إضراب عن أي شيئ أو جمع تلك الاسنان المتناثرة في صّرّة،و عرضها في معرض أمام القصر الأصفر بعيدة عن أفواهها عسى يوما يطالب بها أهلها طبقا لقانون السّن بالسّن و العين بالعين...
فهذا النظام الطاغية المبادر في الاتفاق من أول يوم أعلنت فيه القيادة عن وقف إطلاق النار نيابة عن الشعب إلى يوم يبعثون... يراه العالم يعبث ببنود الإتفاقيات كيف و متى شاء بجميع أشكال التجاوزات من قمع و قتل و سجن.
يتذكر الجميع أن وقف اطلاق النار سُبقَ بحدث اجتياح هذه القوات المتخندعة وراء جدار الذل ، فقنبلت المباني و أتلفت الآبار بالجهة المحررة من أرضنا الغالية و المقاتل الصحراوي يتفرج و قلبه يتألم حسرة على هذه المواقف المخجلة .
و بأمر من قائد القيادة إنسحبت القوات الصحراوية دون إطلاق رصاصة, فعاثت جيوش الاحتلال في الارض فسادا. أما المقصود من كل العملية أن يظهر للعالم تقدم جيش الاحتلال عبر شاشاته كمنتصر و ليس لحسن النية الممنوح على طبق كما يُسَوق مُنظرِي القصر الاصفر بالرابوني إلى اليوم دون خجل.
فتم وقف اطلاق النار بلا قيد و لاشرط و السؤوال المطروح لماذا غيب عنصر حقوق الانسان و غيب كذلك عنصر نهب الثروات و لماذا غيب خطر عنصر تجهيز الجدار العازل "الربط" و توسيعه و لماذا لا يعتبر تعثر المفاوضات عنصر مخل بشروط وقف إطلاق النار ؟؟؟...
و هل تطوير و تجهيز قوات الإحتلال على طول الربط أمر لا يهدد مصيرنا؟ .
فهل يا ترى فينا مثلا من التجاوزات ما نخفيه عن منظمات حقوق الانسان ؟ فإن كان كذلك، فعشرين سنة من المفاوضات كافية للتوبة و التكفير و كشف المكشوف عن خبايا كل التجاوزات التي إرتكبها البعض في حق صحراويين أبرياء كانوا أحياءا أو أمواتا ...؟