اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مقارنة بسيطة بين مفاوضات ايفيان والمفاوضات الصحراوية

كتب بواسطة : futurosahara on 19‏/03‏/2012 | الاثنين, مارس 19, 2012


قال رضا مالك الناطق باسم الوفد الجزائري المفاوض في إيفيان إن فرنسا لم تمنح للجزائريين استقلالهم هدية، مشيرا بمناسبة الذكرى الخمسين لوقف إطلاق النار بين جبهة التحرير الجزائرية والسلطات الفرنسية أن الجزائريين انتزعوا استقلالهم، وانتزعوا اعترافا من فرنسا بقيام الجزائر ككيان مستقل وقائم بذاته.

وأشار مالك في ندوة بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد النصر المصادف لـ19 آذار (مارس) إلى أن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار جاء بعد حرب تحرير دامت سبع سنوات ونصف، واستعمار دام 132 سنة، وكذا نتيجة مفاوضات شاقة امتدت لأكثر من سنتين، قبل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وأشار إلى أن جبهة التحرير وافقت لأنها لم تشأ أن يظهر ديغول، وكأنه رجل سلم وأن الجبهة مصرة على الحرب، وكان اللقاء في مولان الفرنسية في 25 حزيران (يونيو ) 1960، وأن الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تشكلت في عام 1958 كلفت كل من محمد الصديق بن يحي وأحمد بومنجل للقيام بهذه المحادثات، مشدد على أنه بمجرد وصولهما أغلق عليهما داخل مقر محافظة مولان، ولم يسمح لهما بإجراء اتصالات مع الصحافة، مؤكدا على أن هذه المفاوضات فشلت لأن الطرف الفرنسي كان يبحث عن شيء واحد هو وقف إطلاق النار، وأن هذا الأمر كان مرفوضا من طرف جبهة التحرير، مالم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأكد أن ديغول سارع بإعادة فتح قنوات الاتصال، ووقعت عدة لقاءات ومحادثات، في مدينة 'لوغران'والتي عرفت فشلا أيضا، بسبب مشكلة الصحراء، ليتم تعليق المفاوضات وفي أيلول (سبتمبر)1961 أعلن ديغول أن موضوع سيادة الجزائر على الصحراء ليس فيه أي لبس، وبعد إجراء لقاءات سرية بين الطرفين، تم الدخول في الجولة الثانية من المفاوضات في السابع من آذار (مارس) 1962، والتي كان من المفروض أن تدوم ثلاثة أيام، لكنها استمرت حتى 18 من الشهر نفسه، لأن اتفاقية إطلاق النار كانت بحاجة إلى تدقيق، وفي يوم 18 آذار (مارس) 1962 على الساعة الخامسة مساء تم التوقيع على اتفاقيات إيفيان، ووقع من الجانب الجزائري كريم بلقاسم ومن الجانب الفرنسي لويس جوكس الوزير المكلف بالشؤون الجزائرية.
وبمقارنة بسيطة بين مسار المفاوضات الجزائرية الفرنسية والمفاوضات الصحراوية المغربية يتضح لنا البون الشاسع بين التجربتين، فالطرف الصحراوي ارتكب خطأ استراتيجيا فادحا بتوقيعه على اتفاق وقف اطلاق النار العام 1991 دون التوصل الى اتفاق نهائي مع المحتل المغربي.
ينضاف الى ذلك ان فرنسا كانت تستجيب لمطالب جبهة التحرير الوطني الجزائرية على وقع ضربات المجاهدين الجزائريين، بينما يحاول الوفد الصحراوي المفاوض ان يجبر وفد المحتل المغربي على الرضوح لإملاءاته تحت وقع بعض الضربات في المجال الحقوقي والديبلوماسي وهي امور من اليسير على العدو المغربي الالتفاف عليها خاصة وانه اكتسب تجربة كبيرة في كيفية التعامل مع الوفد الصحراوي المفاوض .