اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لسنا شعب حمير

كتب بواسطة : futurosahara on 14‏/03‏/2012 | الأربعاء, مارس 14, 2012


السالك صلوح
في دائرتي الجميلة التي أحب دائما أن أتحدث عنها وعن أعلامها من رجال  ونساء مخلصين لهذا الوطن وحتى عن من يحسبون على أنهم خارج "فريڭ" قيادتنا ، وفي ركن شمالي  من خريطة مخيماتنا التي نحبها ونلعنها ،والى زمن ليس ببعيد كانت تسكن بين ظهراننا إمراة كريمة من الرعيل الأول "العريفات" اللواتي شمرن عن سواعدهن ليخلطوا "عجنة" جدران  مرافق و مدارس درسنا نحن بها وبقيت إلى اليوم صروحا و معالما للأجيال شاهدة على تفاني تلك النسوة، قالت تلك المرأة رحمها الله  يوما وبعفويتها المعهودة  كلمة وهي تتأفف ("أف") من ثقل كيس طحين القمح "فرين" كانت تجره مع إحدى زميلاتها ومر من جانبهما "حمار"(أكرمكم الله) يجر عربته حملن عليه بعض النسوة مؤنهن فقالت:.." اللهم اجعل دائرة الدورة كلها حميرا..". و بقدرة قادر أصبحت دائرتنا اليوم  من أكثر الأماكن المشهورة بوجود ذلك الصنف من الحيوانات حتى أصبح يقال مجازا انه في دائرة الدورة  يغلب الحمير على البشر، أردت سياقة ذلك في مستهل كلامي هذا لأنني اعتقدت  و الأكيد أن غيري كثير أن هناك من أصبح يعتبر أن هذا الشعب هو قطعان من الحمير "المڐوبة" ولا يمكن أن يكون بينه من يقدِرون الأشياء و يفهومنها فهما صحيحا، تعزز لدي ذلك بعد ما عايشت كل فصول المهزلة الـ13 وتبعاتها بتفاصيلها المقززة  وترسخ لدي الإدراك أننا و للأسف  أصبحنا نشبه والى حد كبير شعب  "الثورة المغدورة" البلشفية التي تناولها الكاتب الانجليزي الكبير "جورج ارويل" في روايته الشهيرة "مزرعة الحيوانات"، وكيف أن عنوان المثالية والنبل والحريات الفردية  والشعارات  المخدرة  واستغلال طيبته بعناوين أخرى توظف لمصلحة "القيادة الأخيار" لمصادرة الرأي العام وتخديره وخداعه والكذب عليه بطرق ملتوية، وكيف يتم التصنع بامتلاك كاريزمات القادة "الرموز".. المتنفذين .. والأهم من هذا كله و الأخطر؛ نرى  تسيّيس الإعلام والمنابر العامة وتحويلها  كأداة للسيطرة على العقول وخداع الجماهير،عن طريق عكس الحقائق وتضليل الوقائع، بل والتلاعب بالثوابت وتحريفها وتخوين وتسفيه  أبناء الشعب المخلصين ومناضليه بمناسبة أو بدونها، انه زمن الرداءة "الحمارية".
فعندما تصادر إرادة الشعب جهارا و تعسفا باسم "المصلحة العامة" دفاعا عن تماثيل ورقية منصوبة على منصات مبنية فوق  جثامين الشهداء، و من أجساد ضعفاء الشعب من مقاتلين ومواطنين بسطاء تحت ذريعة أن "لابد للجثة من رأس" على رأي أحد الشعراء الصحراويين الكبار، فإننا وحتى إن تركناها تمر هكذا فهذا لا يعني بأننا  "شعب حمير"  وبأننا سوف نبقى راضون إلى ما لانهاية عن الواقع الذي سبق وان قلنا انه مرفوض مرفوض.ولن نقبل بزيادة سنوات أخرى من هكذا وضع على  "عشراية لحمير فحرب التحرير".
الآن وقد أصبحت كل الولايات تعج بالحمير منها ما فيه نفع للمواطن اللاجيء ، ومنها هو ضرر له  فأننا يمكن أن نقول ان الله استجاب لدعوة تلك المرأة التي تغمدها الله في جناته ورحلت عنا دون أن تدري ان الحمير طغوا  وتكبروا  أكثر من اللازم  في هذه الحمادة حتى أصبحوا يحكموا البشر "والعياذ بالله".