اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مصطفى الخلفي، بيتزا (pizza ) غريبة

كتب بواسطة : futurosahara on 27‏/03‏/2012 | الثلاثاء, مارس 27, 2012


السيد حمدي يحظيه     

1) وصفة الإسلامي والشيوعي 

مصطفى الخلفي، وزير إعلام المغرب والناطق باسم حكومته، الحالي هو، لمن لا يعرفه "مثقف"\ إسلامي مغربي خلاط جلاط. أي أنه يركب الكثير من الموجات أو الكثير من الحمير( حشاكم) في آن واحد. فهو يصلي في المسجد ليراه الناس في الصباح، وفي المساء، قبل أن تغرب الشمس، يرتكن مع الشيوعيين في مقرات حزب العدالة والتنمية من أمثال بن كيران والعثماني والداودي، وهناك قد يشربون أحيانا. إذن هو، من جهة، "إسلامي" أو " إسلاموي" يحاول عن طريق لحيته - التي ليست حليقة بالصفر وليست طويلة حتى تصل إلى منتصفه مثل لحى السلفيين- أن يوهم الشارع المغربي المغلوب والمغبون المتعاطف مع الإسلام الحقيقي، يوهمهم أنه إسلامي متشرب حتى الأوردة والعظام والمخ والنخاع بالدين وبالعقيدة السمحاء؛ من جهة أخرى هو " مثقف"، أي أنه يكتب في الجرائد، يظهر على شاشات التلفزيون، يشارك في المحاضرات الثقافية، يحضر للجامعات وفي رصيده كم هائل من الشهادات الجامعية. إذن هو عجينة أو بيتزا خليط من الإسلامي الذي يذهب إلى المسجد ولا يحلق لحيته تماما ومن المثقف الذي له أراء في الشيوعية وفي المقاومة وفي وحدة المغرب العربي. 
2) المثقف الخائف
قبل إن يصبح "وزيرا" "وناطقا رسميا" باسم حكومة بن كيران كان مصطفى الخلفي يملأ علينا شاشات الفضائيات العربية، وكان لا يترك فضائية حتى لو كانت تابعة لإسرائيل إلا وظهر فيها محللا ومناقشا لموضعات الساعة مثل الإصلاح في العالم العربي وفي المغرب بصفة خاصة. وربما أن الأمر وصل به في بعض المرات إلا الأقتراب من قول "أنه يحبذ أن يكون في المغرب مملكة دستورية غير المملكة المستبدة التي تحكمه الآن"، وأن المغرب يستحق حكما أحسن من هذا"( هو في الحقيقة لم يقل هذا مثله مثل " الصحفي على انوزلا خوفا من الملك، لكنه كاد ينطق به في بعض الأحيان). 
3) لديه حساسية من الجزائر 
وإذا كان الخلفي هذا كان حاضرا دائما ومثابرا على الحضور في المسجد وفي مقر حزبه " الإسلامي" الذي يترأسه " الإمام" " والفقيه" بن كيران، وفي التلفزيون فإنه من جهة أخرى، وحتى يقترب من قلب الملك محمد السادس كان أهم حديث يشغل به المغاربة ويشغل به العالم هو إظهار الجزائر أنها عدو للمغرب. فالرجل لا يتدخل في تلفزيون إلا وحَمَلَ على الجزائر كأنما لا يوجد عدو للعرب ولا للمغرب ولا للعالم ما عدا الجزائر. والأطم والأدهى هو أنه في بعض الأحيان يتحدث عن الجزائر في موضوعات لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد ولا من منتصف بالجزائر ولا بالمغرب ولا بالصحراء الغربية ولا بالمغرب العربي ولا بإفريقيا. بعبارة أخرى الرجل لديه حساسية من الجزائر ويظن أنه متخصص في الشأن الجزائري. فمن أشهر عباراته " محاولة التوسع الجزائري" " العسكرة في الجزائر" " منافسة الجزائر للمغرب"، " الجزائر تقف في وجه بناء المغرب العربي." 


حين قذفت به الأيام، التي لا تستر، إلى الجزائر، وهو في وزن أثقل من وزنه الحقيقي ( وزن وزير)، وجد نفسه في موقف حرج جدا. ماذا سيقول للجزائر وهو الذي كان يكيل لها الميزان شتما وسبا وقذفا. في أي موضوع سيتكلم مثل هذا الرجل الذي لازالت تهجماته وأفتراءاته على الجزائر تملأ أذان الجزائريين.؟ إن زيارة الخلفي للجزائر غريبة جدا، أغرب من الغرابة نفسها. من الذي بعثه، هل بعثته الحكومة الشكلية التي هو عضو فيها أم بعثه الملك.؟ الكثير من الأسئلة. فهو، بحسه وبتثعلبه ومكره يعرف أن زيارته للجزائر هو قمة العبث، ويعرف إن نتائجها سيتركها وراءه في أي مكان. فهو، بسبب ماضيه، ليس بالشخص المؤهل للقيام بأي شيء مع الجزائر، وهو أيضا غير متأكد من مهمته ويعرف أنه غير مرغوب فيه. هل يمكن تقبل وهضم وبلع ولو بشرب بحر من الماء أن الخلفي، الذي يسب الجزائر ويتهجم عليها صباح مساء على المباشر، يمكن أن يعود من عندها بشيء. هو يعرف ذلك ومن بعثه للجزائر يعرف أكثر. 
القفزة المميتة 
كل ما كان يقوم مصطفى الخلفي من مسرحيات وألعاب بهلوانية وسحرية في جامع لفنا بمراكش كان يهدف إلى شيء واحد: الوصول إلى السلطة والانضمام إلى المخزن السياسي المغربي. وفي سبيل الوصول لذلك سخر كل ما يعرف من مكر ومن شلاوش: اللحية غير الحلقية تماما( رمز الإسلام المعتل)، الثقافة ( رمز التطور) العمل السياسي( خداع الناس)، الظهور على الشاشات( شحت الشهرة). 
وفي الواقع نجحت خلطة مصطفى الخلفي في الوصول إلى السلطة. بين ليلة وضحاها أصبح الخلفي وزيرا وناطقا باسم حكومة المغرب" الديمقراطية ". لا أحد يظن أنه صدق أول وهلة، لكن فعلا مصطفى الخلفي أصبح وزيرا كبيرا بسرعة البرق.
إن ما حصل مع مصطفى الخلفي يجعل الكثير من الشبان الطامحين للانضمام للمخزن السياسي في المغرب يحلقون لحاهم نصف غدا، يتسابقون على التلفزيون، ينضمون لأحزاب إسلامية " معتدلة": أحزاب اللحية فيفتي، والسياسة فيفتي. 
وإذا كان الخلفي، عن طريق قفزة واحدة، قد وصل إلى ما كان يحلم أن يصل إليه بالكثير من القفز والتدحرج ولعق الأحذية والزحف( ينضم للمخزن السياسي الغني القوي المتمفصل) فإن قفزته تلك قد تكون قاتلة. فحكومة بن كيران التي أنضم إلهيا صاحبنا ما هي، في رأى المتابعين للشأن السياسي المغربي، إلا حكومة لامتصاص غضب الربيع العربي لا أكثر ولا أقل: ولا تميل ولا تعادل ومتى انتهى دورها في تذويب غضب المغاربة سيحلها الملك. إن أنضمام السي الخلفي إلى هذه الحكومة، حكومة الخدعة الملساء، قد كشفه على حقيقته. فهو ليس بإسلامي حقيقي إنما مزيف، وهو ليس بمثقف له كلمة فاصلة قاتلة، إنما هو مثل الذي أراد أن يسير على الحبل فسقط ومات.