اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لهيب الرياضة يغطي على رتابة السياسة

كتب بواسطة : futurosahara on 27‏/04‏/2012 | الجمعة, أبريل 27, 2012


لم يكترث الشارع الصحراوي بمخيمات اللاجئين بقرار مجلس الامن الجديد حول الصحراء الغربية ويبدو أن الشارع الساخط على الوضع القائم قد نسي تماما الدور الذي تقوم به بعثة الهيئة داخل الإقليم، فقد مر القرار دون أن يُحدث نقاشات طويلة عادة ماترافق الأحداث المهمة هنا بالمخيمات، إذ أن المواطن البسيط بات لايرى حل في الأفق المنظور ولاحتى الطويل طالما بقي المخزن المغربي متعنت والأمم المتحدة متخاذلة . رتابة الوضع السياسي الذي لم يأتي بجديد مع التقرير الأخير أضافت نقاط أخرى دحرجت السياسة نحو المؤخرة في إهتمامات المواطن الصحراوي المنشغل بيوميات معيشته الصعبة في المخيمات، في مسعى البحث عن السبيل الأنجع للعيش الكريم في واقع "مرفوض مفروض"، لكن مع ذلك لايبدو المواطن الصحراوي منعزل عن العالم الخارجي رغم عدم وجود تواصل دائم متمثل في إستغلال الشبكة العنكبوتية كل لحظة وحين لنشر القضية والدفاع عنها بما يسمى الدبلوماسية الشعبية بواسطة التعارف وتبادل المعارف مع الشعوب الأخرى في عالم القرية الواحدة، فثمة إهتمامات مشتركة يتقاطع فيها المواطن الصحراوي وخاصة فئة الشباب مع باقي سكان المعمورة الآخرين .
سحر الرياضة وتأثيراتها والولع بمتابعتها أمور تجد لدى الشباب الصحراوي شغفا كبيرا ومتابعة اشمل حتى بات الشارع الصحراوي منقسما بين أنصار مدريد وعشاق برشلونة وحرب الدعاية مستمرة تحرك رتابة العيش في المخيمات وتحول هدؤها الدائم الى حركية كبيرة كلما حل المساء وقرُب موعد لكلاسيكو الشهير .أو موقعة الفصل الفيصل في الليغا هذا العام. 
صدى لكلاسيكو الأشهر في العالم وصل الى مخيمات اللاجئين الصحراويين، مناصري الفريقين الأغلى في العالم .ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين لم يبخل كل منهم جهدا في الدفاع عن فريقه والتخمين في الخطة التي يمكن لكل مدرب ان يضعها لوقف زحف الآخر نحو التتويج بإعتبار المقابلة ستكون منعرج الليغا الذي سيتحدد من خلاله البطل بنسبة كبيرة.
مدريد الزاحف ببطء نحو التتويج أم برشلونة العائد من بعيد يقتفي أثر الميرنغي نقطة نقطة حتى كاد يزاحمه في المقدمة ما شكل تهديد حقيقي ينبغي التصدي له، يرى انصار القلعة البيضاء ذلك .بالمقابل بات في ظن انصار فريق الكتالان ومحبييه أن كرسيء التتويج ليس ببعيد .
إنطلق الكلاسيكو وساد هدؤ تام في المخيم اثناء اللقاء لايقطع صمته سوى تصفيقات عشاق كل فريق مع كل لقطة قبل أن يستسلم عشاق برشلونة أخيرا لإرادة رفقاء كريستيانو رونالدو بالتربع على عرش الليغا هذا العام. 
الجميع تفرق في إنتظار التعويض في رابطة الأبطال وهو مالم يحدث مطلقا، أخيرا الإسبان لن يكونوا ضيوف ميونيخ الألمانية ماي المقبل . خرجت الفرق الإسبانية من دوري رابطة أبطال اوروبا لكن زخم لهيب الرياضة لم يتوقف في أوساط شباب المخيمات الذين أصبحوا يتنفسون الرياضة في كل شيء بينما يزهدون في معارك السياسيين غير المربحة والمتعبة جدا والمملة، فهل ستعي قيادة البوليساريو الرسالة جيدا وهي التي تدرك تماما حجم مشاركة الشباب في كل الفعاليات التي تقوم بها !..