اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ملك المغرب ومخزنه يقيمون الكمائن لبن كيران

كتب بواسطة : futurosahara on 19‏/04‏/2012 | الخميس, أبريل 19, 2012


السيد حمدي يحظيه                     
الآن تأكدنا إن ملك المغرب، محمد السادس، يريد الإطاحة بسرعة وبكل الوسائل، الشرعية وغير لا شرعية، بحكومة بن كيران. أي إن ما يقع على الأرض يكشف إن الملك، الشاب الديمقراطي، المحتضر ال .. ال .. لا يريد  حكومة ديمقراطية تفرزها الصناديق. ورغم أنه من البداية كان واضحا للأعمى والبصير، الغبي والجاهل أن " نجاح" بن كيران وشلته أصابت الملك بصدمة نفسية مدمرة بسبب حدوث ثقوب لم يتفطن لها المخزن في صناديق الاقتراع. . ومع  أن حكومة بن كيران "الاسلامية"( الإسلاموية) تقبل اليد وتركع وتتعنت حول مواصلة استعمار الصحراء الغربية إلا أنها لم تكن الحكومة التي كان يريد الملك والمخزن. أول مرة يخطأ المخزن في لعبة الانتخابات؛ المخزن كان يحسب كل شيء بالملمتر، وكان يوجه الانتخابات فيفوز من يريده الملك والقصر أن يفوز. حين فازت شلة بن كيران حصل نكسة كبيرة. لا احد من أصدقاء الملك "الديمقراطيين" في فرنسا والولايات المتحدة يريد من تُشم فيه رائحة الإسلام أن يحكم أو يقترب من السلطة في المغرب.      
إذن على المخزن أن يصحح الخطأ ويعد سيناريوهات تَسير متوازية حتى يتم التخلص من الحكومة الإسلاموية: 
السيناريو الأول هو وضع العراقيل أمام الحكومة في الداخل وتركها تصارع واقع المغرب الصعب وحدها؛ أي أن مؤسسة القصر والمخزن تبتعد عنها وتقطع عنها الدعم المالي وتوقف عنها كل أنواع المساعدات. 
أما السيناريو الثاني فيتمثل في وضع الكمائن السياسية في طريقها وحفر الحفر أمامها حتى تسقط فيها. 
لنرى بعض الأحداث التي وقعت على الأرض حتى نتشبث بصحة ما قلنا حول عدم مرور التيار بين الملك الحكومة الحالية..
حسب الكثير من الأنباء الصحفية من المغرب ذاته فإنه تم خفض في الميزانية العامة التي كانت توجه للحكومة المغربية بمعدل 20%، وتم تسجيل عجز في ميزانية التعليم والصحة والخارجية يقدر ب15%.  الأمر الثاني أن عناك برود واضح وشديد في العلاقة بين بن كيران والملك ذاته يجعل البعض يقدر إن حكومة بن كيران إذا لم تحصل على الميزانية كاملة من الممكن أن تستقيل. الشيء الآخر أن الملك الآن لا يجتمع إلا مع مستشاريه ولا يجتمع مع حكومة بن كيران. 
بالنسبة للسيناريو الثاني الذي أعده المخزن، وهو الأخطر، فيتمثل في وضع الكمائن وحفر الحفر السياسية في وجه حكمة بن كيران. لنرى كم من كمين وضعه المخزن للحكومة المذكورة.
أولا: 
هذا السيناريو بدأ منذ اليوم الثاني بعد فرز النتائج. عمد الملك إلى تشكيل حكومة موازية، حكومة ظل، من العيار الثقيل باسم مستشارين. فقبل حكومة بن كيران كان هناك ثلاثة مستشارين أو اربعة فقط للملك، أما بعدما فازت فأصبح عدد المستشارين – هنا نتحدث عن المستشارين من العيار الثقيل- أكثر من ستة؛ أي حكومة مصغرة جديدة تضم الفاسي الفهري كوزير للخارجية وتضم عالي الهمة كوزير للداخلية. 
ثانيا: 
حين زارت هيلاري كلينتون المغرب مؤخرا أستقبلها الفاسي الفهري رسميا وتحادث معها حتى بدون حضور وزير خارجية المغرب العثماني. وحين انتهى اللقاء بين الاثنين استقبل العثماني الوزيرة المذكورة؛ أي أن العثماني حين التقى مع كلينتون لم يكن وقتها فوق الطاولة ما عدا العظام. 
ثالثا:
قيام وزير خارجية حكومة بن كيران، العثماني، بطلب منه بزيارة إلى الجزائر لمدة يومين. الهدف من الزيارة كان محاولة إقناع الجزائر بفتح الحدود مع المغرب حتى، ربما، يحسب التاريخ لحكومة بن كيران أنها توصلت لشفرة لغز بقاء الحدود مغلقة مع الجزائر. لكن قبل إن يصل العثماني إلى الجزائر بيوم صرحت الجزائر عن طريق وزيرها المكلف بالشئون الأفريقية أن قضية الحدود ستكون خارج النقاش. ورغم أن الملك وافق على الزيارة إلا أن هدفه من الموافقة كان بقصد توبيخ حكومة بن كيران فيما بعد لإدراكه أن الجزائر لن تتفاوض، لا مع بن كيران ولا مع آخر، حول فتح الحدود إلا طبقا لقضية الملفات العالقة التي توجد كلها بيد الملك. 
رابعا:
قيام وزير الاتصال المغربي، الذي كان يسب الجزائر دائما على شاشات التلفزيون، بزيارة " عمل" للجزائر للوصول إلى ذات الهدف الذي فشل فيه العثماني: فتح الحدود. فشلت الزيارة أيضا رغم موافقة الملك المغربي عليها( هنا نقول موافقة الملك عليها لاقتناعنا أنه لا تطير ذبابة ولا تنزل في المغرب إلا بعلم الملك). إن الفشل في إقناع الجزائر ومحاولات الاستجداء جعلت حنق الملك ينصب على حكومة بن كيران، وأنها هي التي- حسب بعض المواقع الالكترونية- " جابت العار للمغرب". 
خامسا:
الحدث الخامس والخطير هو مشاركة بن كيران نفسه في جنازة الراحل بن بلة وانسحابه منها. هذه المرة كان العمل مخزنيا بامتياز. هنا ظهر لنا بكل وضوح إن الملك ومخزنه يحفران الحفر ويقيمان الأشراك والكمائن لحكومة بن كيران. كيف؟ 
ببساطة الرجل، بن كيران، هو مسلم، ملتحي نصف، يرأس حكومة يظن المغاربة والكثير من الناس أنها حكومة إسلامية. ذهاب بن كيران إلى حضور جنازة مثل جنازة بن بلة، كان عليه أن يلتزم بطقوس الجنازة في الدين الإسلامي؛ أي أن من رأى جنازة عليه أن يترك كل شيء وينضم إلى موكبها ويرافقها إلى القبر. إذن كان على رجل مسلم مثل بن كيران، ملتحي، رئيس حكومة إسلامية أن يلتزم بقواعد الإسلام في قضية الجنازة ولا يلتزم بلعبة السياسة. بن كيران فعل العكس: ترك الدين جانبا والتزم بالأوامر الملكية. كل شيء كان مدروسا بالملمتر. ببساطة، الملك يريد توريط بن كيران وحكومته لا أكثر ولا اقل. هل يُعقل أن الملك والمخزن وبن كيران كان يخفى عليهم حضور عبد العزيز رئيس الصحراء الغربية من عدمه. بكل تأكيد كانوا يعرفون حتى لون الكوستيم والبذلة التي سيلبس. 
حسب ابسط التحاليل فإن الأمر يتعلق بوضع فخ من طرف الملك والمخزن لبن كيران لا أكثر ولا أقل. في البداية جاءه الأمر من الملك أن يذهب إلى الجزائر للمشاركة في الجنازة، لكن لم تُعطى له تعليمات للانسحاب إذا حضر رئيس الصحراء الغربية. لقد تركه الملك حتى غرق وقرأ مع الناس آيات الترحم ثم فأجأه بمكالمة تطلب منه أن ينسحب. 
على من وقع اللوم هنا؟ بكل تأكيد فقد وقع على المسلم الملتحي رئيس الحكومة الإسلامية في المغرب وليس على الملك ولا على المخزن رغم أنهما كانا وراء المسرحية. في الصباح قال الجميع، بما فيه  التيار الإسلامي في المغرب،  أن تصرف بن كيران خارج الدين وخراج الإسلام، وأن الجنازة لا يجب التصرف في طقوسها على أساس سياسي. 
sidhamdi@yahoo.es