أما رسميا فقد مر مرور الكرام ، فالنظام الصحراوي لم يكلف نفسه تخليد الذكرى بما يتناسب ورمزية الحدث كمحطة تاريخية بارزة في مسار نضالنا الوطني.
فهل أصبح النظام الصحراوي يخشى حتى من ذكر كلمة "الكفاح المسلح" في إطار تطبيق إجراءات بناء الثقة المعدومة مع المحتل المغربي ؟.
ألم يكن من مصلحة البوليساريو إغتنام هذه المحطة التاريخية من اجل التأكيد على حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال؟ خاصة وأنها تزامنت مع سحب المحتل المغربي لثقته من المبعوث الاممي وهو مايعني ببساطة ان عداد الجولات التفاوضية التي اشرف عليها المبعوث كريستوفير روس بين الطرفين قد عاد الى الرقم صفر.
لايخفى على اي متابع للسياسة النظامية حجم التناقض الواضح بين الخطاب الرسمي للقيادة الصحراوية التي تؤكد في كل مرة وحتى من دون مناسبة على ضرورة العودة للكفاح المسلح وبين مرور ذكرى اطلاق اول رصاصة في ظل صمت رسمي مريب، وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام على مصداقية التصريحات الرسمية المتعلقة بقضية العودة لاستئناف القتال ضد المحتل المغربي.
يبدو ان النظام قد أعاد هيكلة الاحداث والمناسبات الوطنية بما يتماشى و سياسة تقسيم الكعكة بين رموزه خاصة وان حدثي مهرجان السينماء ومهرجان الثقافة اصبحوا ذا اهمية اكبر من مناسبات وطنية على غرار إعلان الجمهورية أو تأسيس الجبهة الشعبية وذكرى إندلاع الكفاح المسلح، وقد يذهب النظام الحاكم وفي عصر ضعفه السياسي الحالي الى ابعد من ذلك باعادة النظر في المناسبات الوطنية وإعادة ادماج المناسبات الحديثة وعلى رأسها مناسبات وزارة الثقافة وهي مناسبات كانت كارثية على الخزينة العمومية في زمن الازمة الاقتصادية العالمية.
