اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

حين يهان الفريق الوطني على بعد امتار من السفارة الصحراوية

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/06‏/2012 | السبت, يونيو 23, 2012


عندما يعرف المواطن الصحراوي ظروف إستقبال أعضاء الفريق الوطني بالعاصمة الجزائرية قبل توجهه الى كردستان للمشاركة في البطولة العالمية للبلدان غير المعتمدة في الفيفا لايسعه الا ان يقول "الله يسمحنا منهم امساكين".
فالسفارة الصحراوية بالجزائر لم تكلف نفسها عناء البحث عن مكان لائق لاقامة الفريق الوطني حيث اقام وفد المنتخب بدار للايجار وكأن الفريق مجرد مجموعة من المسافرين العابرين الى دولة اجنبية وليسوا حاملين للالوان الوطنية في إحدى البطولات العالمية.
فقد اوضح مصدر من الفريق الوطني انهم امضوا يومين قبل ذهابهم الى كردستان بدار للايجار بالعاصمة الجزائرية ظروفها لاتليق بمستوى فريق وطني. وبعد عودتهم من المشاركة كان من المفترض ان يقضي الفريق الوطني يومين للراحة بعد المجهود الكبير الذي بذله في البطولة العالمية الا ان ظروف الاستقبال غير المريحة على مقربة من اكبر سفارة صحراوية بالعالم اجبرته على اقتصار المدة والسفر في اول طائرة عسكرية متجهة للمخيمات. فبعيدا عن اجواء المأدبة التي اقامتها السفارة على شرف الفريق والتي كانت للاستهلاك الاعلامي فقد كانت وجبة "العدس" هي الوجبة الرئيسية في الدار التي اقام بها الفريق الوطني بعد قدومه من كردستان. 
لن نتحدث هنا عن التلاعبات في التاشيرات والجوازات من قبل السفارة الصحراوية بالجزائر والتي اصبحت امور روتية.
ولن نتحدث عن بيوت السفارة التي اصبحت ملكية شخصية ومفاتيحها في جيوب اناس متنفذين في السلطة الصحراوية ولاعلاقة لهم بالسفارة الصحراوية التي تحول الكثير من موظفيها الى سفراء للقيادة الصحراوية فلكل قائد ممثل بالسفارة المذكورة .
ولن نتحدث عن سيارات السفارات التي يجب ان توضع عليها علامة "ملكية خاصة" بعد ان اصبح عملها مقتصرا على السياحة او جمع النقاط لدى القادة الكبار.
ولن نتحدث عن المواطنين الذين يجبرون على الوقوف كالمتسولين امام باب السفارة في اكبر شوارع العاصمة الجزائرية في منظر يحط من الكرامة الانسانية من اجل حل مشاكلهم الادارية. دون ان تكلف السفارة نفسها عناء السماح بدخول مواطنيها ولو الى مقربة من بوابة السفارة. فالسفارة الوحيدة بالعاصمة الجزائر التي لاتصدر تاشيرات ويجبر رعاياها على الوقوف امامها هي السفارة الصحراوية وهي مفارقة عجيبة. 
ولن نتحدث عن كلمة السر المتوفرة لدى كثيرين ممن هم فوق القانون وتسمح لهم بالدخول والخروج من السفارة دون المرور على من يسمى بالخافر الذي لاسلطة له الا على المواطنين البسطاء اي فئة "الله غالب اعليهم".
ولن نتحدث عن اشياء كثيرة لايسمح المقام بذكرها وهي وللاسف تحدث وبصورة يومية في اكبر سفارة صحراوية.
لكن ان يصل الامر الى إهانة الفريق الوطني وعلى بعد امتار معدودة من اكبر سفارة للدولة الصحراوية. نعتقد ان القضية لايمكن السكوت عنها. ففضيحة استقبال الفريق الوطني تجبرنا على التحدث وبصوت عالي وتحيلنا الى الحديث عن مغارة "علي بابا" الخاصة بالنظام الحاكم، وهي خزينة السفارة التي لايعلم ما فيها إلا فخامة الرئيس او قريبه المكلف بالمالية بالسفارة. وكان الاولى بهم إستئجار فندق ولو من درجة نجمة واحدة بدل ان يتركوا افراد الفريق الوطني يتسكعون بشوارع العاصمة الجزائرية بسبب الازدحام وانعدام الراحة بمكان الاستقبال. وكان من اضعف الايمان ان تفتح السفارة خزانتها والتي غالبا ما تفتح بمكالمات هاتفية من رئاسة الجمهورية من اجل ضمان سفر مريح وظروف استقبال مناسبة للمنتخب الوطني الذي لم توفر له السفارة الصحراوية الا تذاكر مجانية على متن الطائرة العسكرية.
بعض المتابعين علقوا على تعامل السفارة الصحراوية بالجزائر مع الفريق الوطني بانه كان سيختلف لو ان الفريق يضم عائلات لقياديين بارزين حينها ستعلن حالة استنفار في اكبر سفارة للدولة الصحراوية و سرعان ما تتحرك هواتف 061 المملوكة لاصحاب السفارة من اجل الدفاع عن القضية الوطنية بمفهومها الضيق.
ماذا نريد من فريق وطني لاتوليه القيادة اي اهتمام. فالفريق وعلى لسان المدرب الوطني يعاني من نقص كبير في الامكانيات. حيث لا يمتلك الفريق الا شعار واحد وكرة واحدة للتدريب. 
 اضافة الى مشكل الاقامة ونقل اللاعبين لان التدريب يحدد مكانه ثم يتم الاتصال بكل لاعب للحضور على نفقته الخاصة.
لطالما رفعت القيادة الوطنية مبرر الاستثناء وهو الشماعة التي يعلق عليها النظام الصحراوي كل اخفاقاته الداخلية والخارجية، لكن لاندري هل سيرفع النظام ومن جديد مبرر الاستثناء . فالفرق المشاركة ليست فرق دول على غرار الفريق الصحراوي بل هي لاقاليم لاتحظى باي اعتراف دولي.
ضعف قطاع الرياضة هو نتيجة منطقية لضعف السياسة فلو كانت القيادة الوطنية تفكر على فريقنا الوطني وعلى مؤسساتنا الوطنية بنفس الطريقة التي تفكر بها على مصالحها الخاصة لتمكن فريقنا الوطني من الخروج بوجه مشرف من المنافسة العالمية. فبعملية حسابية بسيطة تكفي تكلفة مأدبة واحدة من "العرظات" التي تقيمها الكتابة العامة بصورة منتظمة تكفي لتمويل وتجهيزات الفريق الوطني لهكذا مواعيد كروية.
نوجه تحية الى اشبال المدرب احمد بابا حياي على مابذلوه من جهد من اجل تشريف القضية الصحراوية في اول مشاركة عالمية. والى وزارة الشبيبة والرياضة التي حرصت على رفع الالوان الوطنية وعزف النشيد الصحراوي في المنابر العالمية.
ونقول في الاخير لقيادتنا الوطنية انه بامكانكم ان تخدموا مصالحكم الشخصية لكن ليس بالقدر الذي ينسيكم في واجبكم تجاه القضية الوطنية.