اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

من "لفقايع" الى الإستقالات، هل نضجت أساليب الصراخ في عرين الزعيم

كتب بواسطة : futurosahara on 27‏/06‏/2012 | الأربعاء, يونيو 27, 2012


بينما سيتسمر الفضوليين منا حول وسائل الاعلام لمعرفة الجديد ويفتحون آذانهم وعيونهم في إنتظار ردة  فعل الزعيم بقبول او رفض إستقالة وزير التعاون من الحكومة الصحراوية الجديدة و التي لم تبلغ عامها الأول في التأسيس.
 ترشح على ركح القراءات عندنا القراءة السياسية لهذه الخطوة المفاجئة لوزير التعاون الصحراوي أو ربما المعجزة كما وصفها بعض النشطاء الصحراويين,  قراءة تحيلنا بدون شك الى محاولة تجميع أجزاء الصورة المتشظية كي نصل الى استنتاج بسيط ، فمع ان خطوة الإستقالة هاته لاتزال على صفيح ساخن حتى اللحظة إلا انه ثمة محاولات سبقتها كانت تؤشر الى أنه في بيت النظام توجد "خوخة" تشبه هزات الزلازل الإرتدادية ذات المقياس الضعيف على سلم ريشتر تسجلها مراكز البحث المختصة دون ان يشعر المواطن بتأثيراتها .
 قبل إستقالة وزير التعاون كان احد اعضاء الامانة يتقلد منصب والي قد أعلن حسب المتابعين إستقالته  نتيجة لتداعيات قضية اختطاف المتضامنين الاجانب من مخيمات اللاجئين الصحراويين نهاية العام الماضي، وقبل ذلك رفض الزعيم إستقالة المرحوم محمد فاظل إسماعيل أيام كان وزيرا للإعلام واليوم تأتي خطوة وزير التعاون لتكشف حجم الثورات التي تقع داخل عرين الزعيم دون ان يحسها المواطن او يكتشفها الإعلام 
لطالما تمثل تململ بعض قيادات النظام من إستفراد الزعيم بكل الصلاحيات المتاحة في موضة أسمها "لفقايع" وهي تأخذ من الإستقالة الشكل ومن البقاء في فلك نعيم الإمتيازات الجوهر، والحجة في ذلك حتى لايقال ان الوزير الفلاني او العلاني يخدم أجندة العدو هنا يمكنه ان يصرخ في عرين الزعيم ولكن لايغادر القطيع .
 وهي موضة  تحول معها القائد الى مايشبه "عود لحبزي " يعطل مصالح الوزارة ويوسم برنامج الحكومة بالتراخي ويمنح لنفسه عطلة مدفوعة الأجر دون ان يثير حفيظة الزعيم أو يستفز برلمان الشعب، ومع مرور الزمن باتت موضة "لفقايع" رسائل سياسية بسلوك حضاري ناعم  لرفض خيارات الزعيم أو الإمتعاظ من بعض سياساته التسييرية لكن سرعان ما وجد الرجل في غض الطرف عن فهم  هذه الرسائل تسلية تمكنه من ملء فراغ الشارع الصحراوي بشتى الآراء بين مؤيد للوزير "المفقوع" وبين ساخط لتهميش رجالات الدولة الأكفاء في نظره ورميهم لخيارات صعبة تبدأ بالتململ وتنتهي بالخيانة وتحقيق نصر مؤزر للزعيم يضمن له التربع على العرين الى مالانهاية.
وسط كل هذا الضباب والطابوهات التي تحيط بحروب القيادة ومحاولتها  الخروج من تحت جلباب الزعيم، يبدوا ان أساليب الصراخ  والرفض في عرين الزعيم  أخذت تنضج من "لفقايع" كأسلوب تقليدي بحت  نحو الإستقالة المكتوبة  كأسلوب راقي لرفض بعض الممارسات التي لاتتماشى مع قناعات بعض القادة او تعطل بحسبه الوصول للأهداف المرجوة للمشروع الوحيد والاوحد لكل الصحراويين، أو كوسيلة لتبرئة الذمة امام الشعب والتاريخ تنصف صاحبها كلما وجهت له سهام النقد او الإتهام بالتواطؤ في إطالة عمر النظام الذي ينخر جسده الفساد ويفتقد لبوصلة توصل لطريق يعيد بريق المكاسب ولمعان المعجزة التي صنعها كل الصحراويين مجتمعين خارج عرين الزعيم الاوحد والأبدي .