اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

خطوة نادرة .. في الإتجاه الصحيح.

كتب بواسطة : futurosahara on 28‏/06‏/2012 | الخميس, يونيو 28, 2012


بقلم : الصحفي البشير محمد لحسن
ان يقدم وزير أو رئيس او أي مسؤول مهما كبر أو صغر استقالته فذلك يعتبر امرا عاديا، نظرا لفشله في وظيفته، أو وجود معوقات تمنعه من اداء مهامه وفقا لمبادئه و قناعاته. لكن الغريب في الأمر هو أن يقدم وزير استقالته في حكومة لا تعرف الاستقالة او التقادم او الفشل.
استقالة وزير التعاون الصحراوي طرحت الكثير من التساؤلات حول الاسباب التي دفعت الرجل الى إتخاذ هذه الخطوة الجريئة، و غير المعهودة، على الاقل لدى الاوساط الشعبية الصحراوية، لكن المعلومات القليلة المتوفرة، و على تضاربها، تؤشر الى وجود خلافات عميقة بين المعني و جهات عليا في الحكومة الصحراوية، حيث تذكر بعض المعطيات ان السبب الجوهري هو محاولة الرجل إدخال تعديلات جوهرية على عمل وزارته خارجيا و داخليا، كمركزة قطاع التعاون لدى الوزارة، و متابعة كل المشاريع مهما كان صغرها من قبل الوزارة، و كذا حسر العلاقات و التنسيق مع أي منظمة او جهة اجنبية على الوزارة.  و هو ما رأت فيه بعض الجهات المتنفذة تهديدا لمصالحها. رواية أخرى ترى أن الاستقالة جاءت بسبب عدم تسلم الوافد الجديد للوزارة صلاحياته كاملة، و مواصلة جهات عليا التعامل مع الوزير السابق في بعض الملفات، و هو ما رأى فيه الوزير الجديد انتقاصا من مهامه و دفعه للاستقالة حسب الراوية.
و سواء كانت اسباب الاستقالة شخصية تخص المعني نفسه، او كانت عامة احتجاجا على اداء الحكومة او مضايقته، لكن الأكيد هو ان الوزير المنتدب السابق ليس حديث عهد بالنظام الصحراوي، و لا بطريقة التسيير التي يتبعها ومنذ سنوات العديد من المسؤولين الخالدين، و مما لاشك فيه انه يعرف جيدا الخطوط الحمراء التي لا يجوز لأي مسؤول الاقتراب منها.
لكن الاسباب و مهما تعددت لايمكن ان تكون وليدة اللحظة، بل هناك تراكمات تسارعت لتظهر ان التوافق الذي خرجت به حكومة المؤتمر الثالث عشر لم يكن بالصورة التي نراها، حيث ان حكومة ما بعد المؤتمر الثالث عشر جاءت بنفس الوجوه تقريبا و ان تغيرت بعض الحقائب او التسميات.
لقد واجهت الحكومة الحالية العديد من الامتحانات التي كان بإمكانها ان تثبت فيها انها تتعاطى مع هموم المواطنين، و لعل ابرز التحديات هو ازمة ارتفاع اسعار المحروقات بالمخيمات و التي مست مباشرة جيب المواطن، بارتفاع اسعار معظم خطوط النقل الى نسبة 100% لكن اداء الحكومة وتعاطيها مع الازمة لم يختلف عن الحكومات السابقة و كأن الازمة لا تعنيها لا من بعيد او قريب، رغم تشكيل البرلمان لجنة تحقيق في الموضوع.
الازمة الدائمة و المستمرة و التي على ما يبدوا ستحظى بنفس الاهتمام الذي حظيت به ازمة المحروقات، هي ازمة العطش التي تمس المخيمات دون استثناء في فصل الصيف، دون ان تحرك أية جهة ساكنا، رغم تذمر المواطنين و معاناتهم.
وبعد ان اكملت الحكومة شهرها السادس بنفس الاداء تقريبا الذي كانت عليه قبل المؤتمر، و بعد ان برزت الخلافات الى السطح بتقديم وزير التعاون استقالته، يكون الوزير قد فتح بابا يصعب اغلاقه، و تبقى الحكومة في انتظار المزيد من الاستقالات، و يبقى الشعب في انتظار المزيد من الازمات.