اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ازمة علاقات بين الرباط ومدريد

كتب بواسطة : futurosahara on 16‏/07‏/2012 | الاثنين, يوليو 16, 2012


تعرف العلاقات المغربية الاسبانية ازمة على خلفية نشر قوات اسبانية في الجزر الجعفرية في مياه البحر المتوسط المقابلة للاراضي المغربية على بعد ايام قليلة من زيارة 'سرية' قام بها وزير الداخلية الاسباني الى المغرب لتفقد اضرحة جنود اسبان قتلوا قبل 90 عاما في معركة مع المقاومة المغربية وبعد 10 سنوات من ازمة جزيرة ليلى.
وتم استدعاء السفير الإسبانيا بالرباط انطونيو نافاور وطالبت منه الرباط تقديم التوضيحات اللازمة لتصريحات وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديث دياث حول وضع أفراد من الحرس المدني الاسباني فوق جزيرة 'إشفارن' بالجزر الجعفرية التي تسيطر عليها اسبانيا منذ سنة 1848 .
وقال المسؤول الاسباني انه تقرر إرسال قوات الحرس المدني (الدرك الإسباني) الى الجزر الجعفرية ابتداء من فاتح اب (اغسطس) المقبل وستبقى هناك بشكل دائم حيث ستكون مركزا لمكافحة الهجرة السرية وكذلك المخدرات.
وكانت ازمة كادت ان تتحول الى مواجهة مسلحة في تموز (يوليو) 2002 حينما قامت الحكومة الاسبانية بارسال قوات من الحرس المدني الاسباني مرفوقة بالطائرات والزوارق الحربية الى جزيرة ليلى البعيدة اقل من مائة متر من الاراضي المغربية لطرد وحدة مغربية مكونة من 4 من رجال الدرك المغاربة
وتدخلت في حينه لنزع فتيل التوتر الولايات المتحدة الامريكية. وتم الاتفاق بين الرباط ومدريد على ابقاء جزيرة ليلى والجزر المماثلة لها على ما هي عليه وان لا يقوم أي منهما باي اجراء احادي دون التشاور مع الطرف الاخر. 
وقام وزير الداخلية الإسباني يوم الاثنين الماضي بزيارة لموقع انوال القريب من مدينة الحسيمة بهدف تكريم الجنود الإسبان الذين سقطوا في تموز (يوليو) 1921 في معركة أنوال بين القوات الاسبانية والمغربية بقيادة بن عبد الكريم الخطابي وقتل فيها اكثر من 25 الف جندي اسباني ومنحت حكومة مدريد بداية حزيران (يونيو) الماضي وسام سان فيرناندو لكتيبة ألكنترال للخيالة 14 الشهيرة بمشاركتها في تلك الحرب ثم قام بزيارة للشاطئ الذي انزل به الإسبان قواتهم سنة 1925 للقضاء على مقاومة الأمير محمّد بن عبد الكريم الخطابي.
واظهرت حادثة زيارة وزير الداخلية الاسباني السرية لموقع انوال ارباكا لدى السلطات المغربية وعدم التنسيق بين الجهات المعنية بمثل هذه الزيارات حيث دخل المسؤول الاسباني معبر انصار بين مدينة مليلية وبقية الاراضي المغربية رفقة خوان خوسي إمبرودا رئيس حكومة الحكم الذاتي في مليلية وعبد المالك البركاني ممثل الحكومة المركزية ورافقته من المعبر الى موقع انوال حراسة من الدرك الملكي فيما كانت وزارة الخارجية المغربية تستعد لاصدار بيان يعبر فيه عن انزعاجها من سلوك المسؤول الاسباني الا انها تغاضت عن ذلك بعد ان علمت ب'ملابسات' الزيارة وترتيبها.
وقال مصدر مغربي لـ'القدس العربي' ان في بلد مثل المغرب يعتبر من الصعوبة بمكان دخول شخصية اجنبية بمستوى وزير داخلية اسبانيا الى الاراضي المغربية دون علم وترتيب مع السلطات المعنية وانه كان يمكن للحادثة ان تمر دون تعليق رسمي مغربي لولا تصريحات خورخي فرنانديث دياث بنشر قوات اسبانية في جزيرة اشفارن بالجزر الجعفرية.