اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الاذاعة الوطنية تحتضر

كتب بواسطة : futurosahara on 05‏/07‏/2012 | الخميس, يوليو 05, 2012


الكوري سيداتي 
صحفي بالاذاعة الوطنية
الاحتضار هو مرحلة تسبق الموت يمكن الخروج منها إذا تلقى المحتضر عناية طبية فائقة ومركزة تنتشله من مخالب موت محقق.
لست هنا بصدد الحديث عن الموت والحياة والصحة والمرض لكنني اخترت هذا العنوان والمقدمة لادخل في الحديث عن الاذاعة الوطنية الصحراوية التي تعيش هذه الايام حالة احتضار بطيئة قد يتوقف معها صوت الصحراويين المكافح. 
منذ فترة ليست بالقصيرة والاذاعة الوطنية تعاني من التهميش الممنهج  من قبل السلطة التي تركت هذا الصرح الاعلامي الكبير الذي حمل ولازال وسيبقى ان تم انقاذه رسالة الصحراويين معبرا عن تطلعاتهم وطموحاتهم في الحرية والاستقلال, تركته يواجه مصيره بنفسه بجهد صحفييه وتقنييه المضاعف والذي غطى في كثير من الاحيان على فشل السلطة وضعف تسييرها وتخبطها وعشوائتها في احيان كثيرة، وتحمل الصعاب من اجل شي واحد هو ان لايتوقف صوت الشعب الصحراوي عن البوح، يدفعهم في ذلك حبهم للوطن وغيرتهم عليه ومن وراء ذلك وازع اخلاقي إفتقده الكثيرون من قادتنا اليوم المتعودين على اسلوب "لفكايع" ان لم تلبى طلباتهم. 
اليوم جاءت حادثة طرد الزميلين اسلامة الناجم رئيس التحرير والبشير محمد لحسن مذيع الاخبار ورئيس قسم البرمجة من قبل وزير الاعلام لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير، وهي الخطوة التي لم تتضح بعد الخلفيات الحقيقية التي دفعت اليها، ومن وجهة  نظري جاءت إما بقرار صادر من اعلى هرم السلطة او قرار احادي من طرف وزير الاعلام، وهو قرار مجحف وظالم لاثنين من خيرت الصحفيين الصحراويين الوطنيين المدافعين عن قضيتهم والذين اثرو  كشف المستور للراي العام والمساهمة في تنويره وتقديم النصح للحكومة خدمة للمصلحة الوطنية. 
هذا القرار ستكون له تبعات سيئة اولا على سمعة ومكانة وزير الاعلام الرجل الطيب المتواضع الذي يبدوا انه بدا في الغرق في مستنقع النظام ومن ثم على سير العمل داخل الاذاعة التي ستفتقد لخدمات اثنين من اكبر صحفييها ويفتح القرار الباب واسعا امام عدة تساؤلات , لماذا لايطرد الا صحفي الاذاعة دون غيرهم ؟، ولماذا في هذا الوقت تحديدا ؟ وكيف سيتم التعامل مع هذا القرار على مستوى السلطة؟.
ماوراء الاكمة ظهر 
قرأت مؤخرا مقالا في المستقبل الصحراوي للصحفية المغربية حورية بوطيب كشفت فيه عن فضيحة في اكبر وسيلة إعلام رسمية  مغربية  تتعلق بالاوضاع المزرية التي تعيشها القناة، وجدت فيه الكثير من اوجه الشبه مع الأوضاع في اكبر وسيلة إعلام رسمية صحراوية سبحان الله، اتفق الاعداء على تهميش وسائل إعلامهم الرسمية مع وجود بعض الفرق ففي المغرب تهمش التلفزة وعندنا تهمش الاذاعة, قد يتساءل البعض كيف يحدث ذلك عندنا؟ الاجابة ها هنا : الاذاعة الوطنية تعيش واقعا مزريا لايوفر ظروفا ملائمة للعمل ظروف صعبة لاتخضع لمعايير العمل داخل مؤسسات الاعلام  فهيئة التحرير تعمل بجهازي كمبيوتر متهالكين لم تعد عمليات الصيانة تجدي معهما نفعا، واستدويوهات بتقنيات حديثة لكنها وسط بناية متهالكة  الي جانب خط انترنت ضعيف جدا تم قطعه مؤخرا لمدة شهرين دون ان يحرك احد ساكنا, وتنضاف الي هذا مشكلة الهاتف الذي لاتملك الاذاعة اي خط هاتفي خاص بها والعمل يتم بخط الهاتف الثابت الخاص بديوان الوزير ويتم التحكم فيه وفي المدة الاخيرة تم وقف العمل به بسبب عجز الحكومة عن دفع الفاتورة الشهرية المترتبة عليه. 
وتوجد بالاذاعة مشكلة مزمنة اخرى، فلكم ان تتصورو اذاعة وطنية بدون سيارة في الوقت الذي تعج فيه شوارع مخيمنا المتواضع بعشرات السيارات الحكومية التي يستغلها افراد متنفذين لمصالحهم الشخصية  فيما تلتزم الحكومة صمت القبور في الرد على هذا الامر الذي اصبح طرحه يتعبنا كثيرا، ولكم ان تتصورو مايعانيه صحفي الاذاعة من مشاق ومتاعب اثناء تأدية عملهم خارج المحطة في المخيمات والاراضي المحررة فتنقلاتنا تتم وفق مايعرف في اللهجة الحسانية ب "التلصاق في الحديد". 
ومع مشكل السيارة يطرح غياب ميزانية خاصة بتسيير عمل الاذاعة نفسه بالحاح، فمن غير المعقول ان تسير اي مؤسسة بدون ميزانية فما بالك بوسيلة اعلام رسمية  تواجه العدو "ويندار منها اللي دور لمراة من عتروسها", هذا غيظ من فيض اردت ان يطلع عليه الرأي العام الوطني كي نصبح ابرياء من تهمة قتل الاذاعة الوطنية ووقف صوت هذا الشعب الكريم،  وليكون القاتل معروف قبل اي يخفي معالم فعلته ويخرج كما عادته امام الناس ليقول لهم تركناها في ايادي خائنة تخدم مصالح الاحتلال. 
هذه صرخة استغاثة من اجل انقاذ احد اكبر مكاسب الشعب الصحراوي قبل فوات الاوان، فا الوضع اصبح لايطاق ومع طرد الزميلين اسلامة والبشير  بطريقة ناعمة يقطع الشك باليقين وتتضح نوايا القوم الساعية لاسكات هذا الصوت الذي اصبح في نظرهم مجرد هيكل متأكل لايستمع له الا المسنون والمتخلفون، اما هم فيكفيهم انهم في تلفزتهم يظهرون وفي القرار ايضا رسالة لنا جميعا تقول زملائكم السابقون وانتم اللاحقون.