اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

عرش على الجماجم لوطن من الاهانات

كتب بواسطة : futurosahara on 27‏/08‏/2012 | الاثنين, أغسطس 27, 2012


محمد لحسن
لن أتحدث هنا عن الجماجم التي أسقطت عن أجسامها ليعيش الملك، ولا عن تلك التي أقبرت حية ليبقى الملك، ولا عن تلك التي أذيبت مع أجسادها في الحمض من اجل الملك والملكية في المغرب، فهذه على الأقل دفعت ثمن مواقفها وكرامتها وكبرياءها فموت الكرامة اشرف آلاف المرات من حياة المذلة.
ولكني سأتحدث عن جماجم أخرى لازالت على أجساد أصحابها ولازال أصحابها أحياء يرزقون لكنها مثيرة للشفقة والسخرية معا، فهي حياة ليست أحسن من الموت وخصوصا في تلك العملية التي يسمونها البيعة، فوالله لن تستطيع ان
تتمالك نفسك من الضحك عند رؤية طقوسها، وخاصة لحظة خروج الملك الى الحشود التي تنتظره منذ ساعات طوال أمام باب القصر، يرتدون نفس الثوب جلابيب بيضاء ونعال صفراء وجوارب بيضاء ويقول بعض المطلعين على البروتوكول
المغربي أن هذه الجلابيب يمنع معها ارتداء السراويل.
الأمر لا ينتهي عند هذا الحد فما أن يخرج الملك حتى ينادي احد "عبيد "الملك في تلك الحشود التي تتقدمها طبعا الحكومة وكبار الموظفين في الدولة ينادي فيهم بشكل مجموعات، ويبدأ بوزير الداخلية وعمال وولاة المملكة صائحا فيهم:
- "الله يصلحكم قال لكم سيدي".
وما أن يسمع هذا الصياح حتى تخر هذه المجموعة راكعة وهي تصيح:
- "الله ايبارك في عمر سيدي".
والإشكال أن الخادم لا ينتهي عند هذا الحد بل يصيح مرة أخرى:
- "الله يرضي عليكم قال ليكم سيدي". ليخروا راكعين مرة أخرى وهم يكررون نفس الشعار السابق.
وتتكرر هذه العملية خمس مرات.. يعني خمس ركعات لغير الله، وعندما تنتهي الركعات يذهبون في حال سبيلهم. لتقوم باقي المجموعات بنفس الركعات المهينة أمام سيدهم الذي يعود أدراجه إلى القصر دون أن يكلف نفسه عناء الكلام، بل يتكلم احد عبيده نيابة عنه وهو يصيح:
- "قال لكم سيدي كذا وقال لكم كذا".
وما يثير السخط هو استسلام هذه الحشود التي هي نخبة الشعب المغربي من علماء ومفكرين، ومثقفين، الخ لمثل هذه الاهانة، فكيف يقبل هؤلاء البشرالذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا أن يعاملوا بهذا الشكل اللا إنساني؟ أين ذهبت نخوتهم وكرامتهم وعزتهم؟ أين ذهب إباء المسلم فيهم؟ أين ذهبت عزة الإنسان التي هي روح العصر والتي تضمنها جميع الشرائع الوضعية والسماوية؟
لا أملك إجابة على هذه الأسئلة ولكني متأكد أن هذه النخبة التي تقبل أن تعفر جباهها في الأرض من أجل بعض فتات الموائد لا يرتجى منها خير للشعب المغربي في الحاضر ولا في المستقبل.
والغريب في الأمر أن هذا الشخص الذي أللهوه هو أغنى ملك لأفقر شعب فهو يتربع على المرتبة السابعة لأغنى ملوك العالم حسب ترتيب مجلة فوربس متفوقا بذلك على الملكة اليزابيت ملكة بريطانيا وامير قطر واميرالكويت. ولكم ان تقارنوا بين شعوب هذه الدول وبين الشعب المغربي، مثلا بين حال الشعوب الخليجية في قطر والكويت وحال الشعب المغربي او حال المواطن البريطاني والمغربي.
للأسف لا يوجد مجال للمقارنة. الملكية في المغرب لم تترك للمواطن المغربي شيء فهي تلتف على المغرب سياسيا بمؤسسة المخزن و"تستحوذ" عليه اقتصاديا بشركة "آونا" التي يملكها الملك محمد السادس ولم تترك للمواطن المغربي
إلا تجرع الاهانات ويبدو انها ستطول مادامت النخبة المغربية لا تملك ذرة نخوة او كبرياء ومادام الشعب المغربي متقاعسا عن الدفاع عن حقوقه.