اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

قراءة اولية للتعيينات الاخيرة في الحكومة والرئاسة والخارجية

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/09‏/2012 | الأحد, سبتمبر 23, 2012

يستحيل على اي كان إجراء قراءة منطقية لقرارات الانظمة غير الديمقراطية والتي تصدر قراراتها بعيدا عن المؤسسات المنتخبة . وبما ان الجميع على دراية ان التعيينات كانت وفقا لارادة ومزاج الرئيس فلا احد يمكنه ان يعرف خلفية التعيين الا سيد "البيت الاصفر". لكن الملاحظ ان الحركية الجزئية التي اعلنتها رئاسة الجمهورية يوم 22 سبتمبر 2012 لم تأتِ باي جديد بحكم ان القائمة ضمت نفس الاسماء المألوفة باستثناء اعادة الاعتبار لبعض المغضوب عليهم. 
فاعادة وزير التعاون السابق الحاج احمد الى امريكا اللاتينية بعد الغموض الذي اعقب عودته الى العمل تدل على عدم رضى الرئيس عن قرار الاستقالة الذي يعتبر من المحرمات في نظر النظام الصحراوي، اضافة الى ان عودته الى امريكا اللاتينية يرتقب منها توطيد العلاقات الخاصة مع بعض بلدان المنطقة خاصة بلاد شافيز ، لان الوزير المنتدب المكلف بامريكا اللاتينية كان له الفضل في إقامة علاقات مباشرة مع الرئاسة والدوائر النافذة في فنزويلا دون المرور على قسم افريقيا بالخارجية الفنزويلية وهو القسم الذي استطاع اللوبي المغربي بامريكا اللاتينية اختراقه لصالح الرباط. كما ان هناك تخوف من الاهتمام الدبلوماسي المغربي بمنطقة امريكا اللاتينية .
تعيين احمد سالك القايد صالح كمدير مركزي للتشريفات يعتبر الجواب المناسب  للرسالة التي بعثها الى الكتابة العامة قبل اشهر واشتكى فيها من الاقصاء والتهميش . جواب الرئيس على رسالة المدير المركزي الجديد للتشريفات تختلف عن جوابه لصحفيي الاذاعة الوطنية مما يعني ان الرئيس لايقرأ الا الرسائل المختومة بطابع "التوازنات" .
 اعادة مالعينين الصديق الى منصبه السابق كمستشار بالكتابة العامة ياتي استكمالا لسياسة تهميش الرجل منذ ان غادر السفارة الصحراوية بالجزائر. ومنصب المستشار الذي منح له هو منصب شرفي اكثر مما هو عملي لينضاف الى قائمة البطالين الذين تعج بهم الكتابة العامة.
تعيين ابراهيم المخطار كوزير للتعاون كان امرا متوقعا منذ المؤتمر الثالث عشر للجبهة، ويحسب الوزير الجديد على التكنوقراط في النظام الصحراوي. ويعني تعيينه في هذا المنصب ان مجال التعاون سيصبح اكثر تبعية لمؤسسة الرئاسة منه للوزارة الاولى وهي علاقة غامضة كانت السبب المباشر في إعلان الوزير السابق الحاج احمد عن استقالته. لان وزارة التعاون اضافة الى مؤسسة الهلال الاحمر من المؤسسات المعروفة تقليديا بتبعيتها للوزارة الاولى واي اخلال بهذه القاعدة يعني ان الوزير الاول سيفقد ورقة ضغط قوية داخل "الشهيد الحافظ".
إعادة الاعتبار للدبلوماسي حمدي ابيهة بعد تعيينه وزيرا منتدبا مكلف بافريقيا وهو واحد من عمداء الدبلوماسية الصحراوية واستطاع تحقيق الكثير من الاعترافات لصالح القضية. وكان ينشط في الظل وبعيدا عن الاضواء، ويحسب على فئة المغضوب عليهم من قبل الرئيس ووزير الخارجية، واعتبر بعض الملاحظين تعيينه كوزير مستشار مفاجئة في التعيينات الجديدة. ومن المنتظر ان يعطي تعيينه ديناميكية للدبلوماسية الصحراوية بالقارة الافريقية هذا ان لم تواجهه بعض العقبات من قبل "سفراء الرئيس" النافذين بالقارة السمراء.
ابعاد مولود سعيد بعد اكثر من عقدين من احتكاره لتمثيلية الجبهة بواشنطن كان امرا متوقعا ولو ان الجميع يمني النفس ان تنتهي سياسة احتكار الكراسي ليس فقط في السفارات والتمثيليات بل حتى في المناصب السامية كالوزارات ورئاسة الجمهورية. ويحسب الوزير المنتدب المكلف باسيا على فئة "دبلوماسيي الرئيس". ويقع على عاتقه في مهمته الجديدة اعادة العلاقات مع ايران وتوثيقها مع الهند وهي دول محورية في القارة الاسوية. 
يشار الى ان احد المعنيين بهذه الحركية تفاجأ بعد اخطاره باللائحة المنشورة بمجلة المستقبل الصحراوي مما يدل ان الرئيس لم يستشر اصحاب المناصب الجديدة . وعلق على الحركية الجديدة بان لافائدة منها على القضية وانها غير واضحة الاهداف. فاذا كان هذا رد فعل احد المشمولين في التعيينات الجديدة فكيف سيكون رد فعل المواطن العادي المغلوب على امره والذي مل من سياسة تدوير الكراسي بين نفس الوجوه لاكثر من 37 سنة؟.