اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

ديبلوماسية مؤتمر انتوما اشكون .. من التقطير الى سوء التدبير

كتب بواسطة : futurosahara on 02‏/10‏/2012 | الثلاثاء, أكتوبر 02, 2012


انتوما اشكون العبارة التاريخية والخالدة التي اطلقها رئيس الجمهورية في المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو دفاعا عن الانجازات الوهمية للسلك الدبلوماسي الصحراوي، وهي انجازات لم يرها الا الرئيس الذي يصدق الكلام المعسول والتزوير الفاضح للحقائق الذي يتقنه بعض رجال الدبلوماسية الصحراوية اثناء تواجدهم في الكتابة العامة، فاحيانا يوهمون الرئيس بان الحزب الليبرالي الصيني اعلن تأييده لكفاح الشعب الصحراوي رغم ان الصين لاتعترف بالدولة الصحراوية ولاوجود لحزب ليبرالي صيني اصلا بحكم ان الصين هي دولة الحزب الواحد. لكن بعض رجال الدبلوماسية الصحراوية يدركون المستوى الحقيقي لرئيس الجمهورية وللعزلة التي يعانيها بالكتابة العامة ولمحدودية المعلومات التي يطلع عليها بحكم ان ما يأتيه من معلومات هو فقط مايجود به عليه مستشاري رئاسة الجمهورية او الدائرة الضيقة التي تحيط به وهي دائرة خبيرة في فن النفاق السياسي اكثر من خبرتها في السياسة العالمية. هذا الواقع هو الذي شجع بعض الدبلوماسيين على اختلاق انتصارات وهمية واحزاب خيالية حتى ان بعضهم قد يذهب الى الادعاء بان دولة "ميكرونيزيا" التي لاتوجد بالخارطة العالمية قد تعترف بالدولة الصحراوية لإيمانهم ان الرئيس يفقه جيدا في الفسيفساء القبلية اكثر من فهمه في العلاقات الدولية. 
هذا الواقع كان له الاثر السلبي على اداء الدبلوماسية الصحراوية التي تراجعت على المستوى العالمي رغم المجهود الكبير الذي يبذله بعض الدبلوماسيين الشرفاء من اجل القضية الوطنية. وخير دليل حجم المشاركة في اكبر تظاهرة سنوية مساندة للقضية الصحراوية بالعاصمة الاسبانية مدريد والتي انخفض عدد المشاركين فيها من 30.000 قبل سنوات الى 5000 مشارك العام الماضي والسبب يعود في الاساس الى الوهن الذي اصاب سلكنا الدبلوماسي. هذا التراجع يرجعه المراقبون الى المعايير المعتمدة في اختيار منتسبي الخارجية الصحراوية وهي معايير ضبابية وبعيدة عن الشفافية وتأتي بنتائج غير متوقعة، فلا غرابة ان تجد من يحسن اللغة الانجليزية بطلاقة مرميا بجنوب السودان، ومن لايحسن تلك اللغة معززا مكرما بجنوب افريقيا، مثلما ان دولا بحالها كالنرويج مثلا اصبحت  ملكية حصرية للسيدة الاولى "امنيحة " بالمثل الشعبي، كل هذا  لان المعايير المعتمدة في التعيين لاتفرض الحصول على مستوى تعليمي معين بقدرما تفرض تقديم فروض الولاء والطاعة لسيد الكتابة العامة، ماحول الديبولماسية الصحراوية من ديبلوماسية ثورة الى سفراء ومبعوثي شخص الرئيس مثل رسل الملوك والقياصرة قديما، نفس اساليب الاختيار نجدها كذلك في اسبانيا حيث الكتلة الشعبية الاكثر دعما للقضية ومع ذلك يصر الرئيس على تعيين بعض الممثلين الذين لايعرفون المبادئ الاولية للغة الاسبانية لكنهم يجيدون لغة التملق للرئيس، في حين يعاني خريجي الجامعات الكوبية من البطالة القاتلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين او يعملون بشركة "سوناتراب" اي صناعة الياجور بالمخيم لانهم لم يتعلموا مبادئ لغة الكتابة العامة قبل لغة بلاد كاسترو.
وبهكذا اساليب ثورية بناءة  بات المواطن الصحراوي البسيط قبل المتابع الفطن يضع الكثير من علامات الاستفهام على طبيعة النظام الحاكم في الجبهة بعد ان تحول من نظام يفترض به ان يكون ديمقراطيا الى نظام اقرب الى نظام الشخص الواحد. وهو مايفتح الكثير من علامات الاستفهام في حال خلو الساحة السياسية من هذا الشخص لاي سبب من الاسباب.
إن عصر الضعف الذي تمر به الدبلوماسية الصحراوية تتحمل وزره بدرجة اكبر الكتابة العامة التي تولي اهتماما لرضاء "اللوياجيركا" الصحراوية في التعيينات الدبلوماسية حتى بات التغيير المنتظر يعتمد فقط على معرفة اي القبائل سيطالها "مقص الرئيس" هذه المرة، بدل ان يولي النظام الاهتمام اكثر لرضى القاعدة الشعبية التي تمني النفس بإحداث تغيير يعيد قطار الديبلوماسية الصحراوية لسكة الأنتصارات في ظل محاولة العدو المغربي لضرب القضية تحت الحزام بأيادي صحراوية من الخونة وازلام المخزن السابقين.
 إن من يزرع اشواك القبلية  ويرهن القضية لنزواته الشخصية ويذعن لكلام "لمظحكينو " من بطانة السوء التي تحيط به في الكتابة العامة وخارجها لن  يجني أزهار النصر ولن يحيي الديبلوماسية من موتها السريري َ !!! وعلى الباغي تدور الدوائر.