اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مهما كان الثمن ليس اغلى من الوطن

كتب بواسطة : futurosahara on 13‏/02‏/2013 | الأربعاء, فبراير 13, 2013


الشابة مولود ديدي
 يعد ملف الاعتقال و الاختطاف من ابرز الملفات العالقة في قضية الصحراء الغربية والتي لم تجد  الاهتمام الإعلامي والدولي اللازمين، حيث تحتفظ المملكة المغربية بأكثر من 151اسير حرب صحراوي وأكثر من 500 مفقود مجهول المصير, ناهيك عن عشرات المعتقلين السياسيين الذي قضوا غيلة وغدرا تحت سياط التعذيب في مجاهل زنازين المملكة المغربية، بسبب مواقفهم السياسية,ومازال المعتقلون والمختطفون والأسرى يعانون من أصناف التعذيب النفسي والجسدي ومعاملات قاسية داخل السجون وسط تواطؤ دولي و صمت أممي رهيب و تقديمهم تارة إلى   محاكمات سياسية بقوالب مدنية تارة وعسكرية تارة أخرى كما هو الحال مع مجموعة ال24 معتقلا سياسيا المتواجدة بسجن سلا 2  منذ شهر نوفمبر  2010.
وتعرف هذه المجموعة المقدمة لمحاكمة عسكرية بمجموعة اكديم ازيك نسبة الى المخيم التاريخي الذي اقامته الجماهير الصحراوية بالقرب من العاصمة المحتلة العيون يوم 8 اكتوبر من سنة 2010 وكان جل عناصر المجموعة  حينها اعضاء في لجنة حوار المخيم الذي صنف كشرارة لما بات يعرف بالربيع العربي .
ولكن ورغم اسهام المجموعة في اسقاط دكتاتوريات عدة في عالمنا العربي والاسلامي , الا انها لم تحظ بتضامن وتآزر العرب والمسلمين في وقت طالبت فيه جمعيات ومنظمات وشخصيات غربية بوقف المحاكمة العسكرية ,وهنا مكمن التساؤل الاهم اين هي الامة مما يكابده شعب الصحراء الغربية العربي المسلم ؟ ,ولماذا يقدم الغرب السند والمعونة في وقت يغيب فيه العربي عن نصرة اخيه, بالرغم من حرص الإسلام على سلامة الحريات، حتى لغير المسلمين الذين يعيشون في كنف الدولة الإسلامية، مع مراعاته الكرامة الإنسانية؟ .
وإذا كان الاسلام حث على معاملة الأسرى المسلمين  في  اسرهم ومعاملتهم معاملة أدمية انسانية  فمن  اللازم على المسلمين أن يقوموا بواجبهم تجاه أولئك المظلومين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي،و الذين احتلت ارضهم بغير وجه حق وكابدت عائلاتهم مرارة الفراق واللهفة للقائهم او معرفة اخبارهم, فلا يوجد بيت من البيوت الصحراوية الا ويعيش وجع فقدان أسير أو معتقل او مفقود؛ لذا تقع على أهل الأسرى والشعب الصحراوي مسئولية والعالم العربي والاسلامي  مسؤوليتان اخلاقية وشرعية وواجب المشاركة في تخليص الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال المغربي.
يأبى الأسرى الصحراويون في سجونهم ومعتقلاتهم إلا أن يحملوا على أكتافهم مهمة توحيد الشعب، وإعادة رسم حدود الوطن، وإعادة البريق  إلى القضية الصحراوية، بعد أن مزق الاعداء  وحدة الشعب، ومزقوا لحمة الوطن، ويسعون الى تشويه صورة القضية،
إنهم يستحقون منا كل التضحية، و الوفاء ، فهم الذين استطاعوا بأمعائهم الخاوية، وأجسادهم النحيلة، أن يحركوا العالم كله تضامنًا معهم ومع قضية شعبهم، إنهم أصحاب الفضل في إعادة البهاء إلى القضية الصحراوية، فما من مدينة صديقة او شقيقة  إلا وشهدت فعالياتٍ من أجلهم، وأقامت المهرجانات تضامنًا معهم، وانتفضت لنصرة قضيتهم، وعلا الصوت فيها منادين بحريتهم، ووجوب حسن معاملتهم، ووقف الممارسات القاسية بحقهم.
لقد استطاع معتقلونا بفضل ايمانهم واستبسالهم وصبرهم بكشف حقيقة الاحتلال ومن حيث لم يدري وبدل توجيه تهم مبررة وامام اعين المراقبين الدوليين الذين حضروا بكثافة تنجلي صورته الحقيقية صورة احتلال بشع طالما عبر عن رفضها معتقلينا السياسيين مجموعة كديم ايزيك وكل معتقل مر من سجون الاحتلال .
وتبقى الحقيقة المستعصية على الذوبان او التهديد او الترغيب واصدار احكام مدنية كانت اوعسكرية على غرار محكمة ابطال الملحمة التاريخية اكديم ازيك هي أن الشعب الصحراوي ماض نحو تحقيق اهدافه وان الضريبة مهما بلغت من ثمن فلن تكون اغلى من الوطن والحرية .