اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

السفير الصحراوي بالجزائر : الجزائر نجحت في عزل المغرب دوليا وصفعة الاتحاد الإفريقي قوية جدا

كتب بواسطة : futurosahara on 13‏/08‏/2014 | الأربعاء, أغسطس 13, 2014

 يرى سفير الجمهورية الصحراوية في الجزائر، إبراهيم غالي، أن “الهستيريا التي أصابت النظام المغربي وشنه هجوما شرسا على الجزائر بشأن القضية الصحرواية، دليل على نجاحها في عزل المغرب في إفريقيا ودوليا”. وتوقّع السفير من زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس إلى أراضي الصحراء الغربية الشهر المقبل، أن “تكون حاسمة لضغط مجلس الأمن على المغرب بهدف احترام الشرعية الدولية”.
أفاد سفير دولة الصحراء الغربية في الجزائر إبراهيم غالي، أمس، في لقاء مع “الخبر”، أن “النظام المغربي منذ بداية النزاع، ترتفع لديه الهستيريا كلما فشلت سياسته وآلته الدعائية، إلا وتوجه إلى الجزائر، فهي بالنسبة إليه عبارة عن مهدئات، لأنه في الأول كان المغرب يمارس سياسة تضليل الرأي العام الدولي، واليوم غير قادر على تضليله، لأن القضية الصحراوية أضحت معروفة على المستوى الدولي”.
 وأبرز السفير أنه “كلما ضعفت الحجة لإقناع الآخر توجه إلى الجزائر وحاول الرجوع إلى الأسطوانة القديمة عن صراع جزائري مغربي، لتسكين روعه والهلع الذي أصاب النظام، ثم أن الرأي العام المغربي ضلل 39 سنة كاملة، ولاتزال الأغلبية تعتقد هذه الإدعاءات، ومحاولات التكرار حتى يبقى المواطن المغربي يظن أن فشل سياسة نظامه لفرض الاحتلال هو الجزائر”. وتابع المتحدث: “في الوقت الذي تمر فيه 39 سنة على احتلال المغرب للصحراء الغربية، ولا بلد واحد في العالم يعترف له بالسيادة على الإقليم، وكل العالم يطالب، اليوم، باحترام حقوق الإنسان ووقف نهب ثروات الصحراء الغربية وبضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، لذلك لم يستطع النظام المغربي إقناع أي أحد بها”.
وعن أسباب ارتفاع وتيرة التصريحات الاستفزازية للمخزن، يجيب السفير: “أولا عجز النظام المغربي عن إقناع فرنسا والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بتغيير المبعوث الأممي كريستوف روس، وعجزه كذلك عن عرقلة مهمة هذا الأخير الذي من المرتقب أن يقوم بزيارة إلى المنطقة في سبتمبر المقبل أو بداية أكتوبر القادم، في خطوة تسبق تقديمه تقريرا مرحليا إلى مجلس الأمن”. وواصل المتحدث: “أما السبب الثاني، فيتعلق بموقف الاتحاد الإفريقي الذي يعتبر “القارة الإفريقية” للنظام المغربي، فتعيين مبعوث شخصي من الاتحاد يعني رجوع ملف قضية الصحراء الغربية إلى المنظمة القارية عن قوة، لأن المغرب حاول في السنوات الماضية تحييد أو طرد الاتحاد الإفريقي من متابعة الملف، وعليه فالاتحاد أمام قضية تصفية استعمار من آخر مستعمرة في القارة، ومطالب بلعب دور مساند للأمم المتحدة، وأيضا متعاون مع العواصم النافذة في العالم”.
ودافع إبراهيم غالي عن موقف الجزائر التي اتهمها المغرب بأنها طرف وليست عضوا ملاحظا في القضية الصحراوية، موضحا: “الجزائر دافعت منذ الاستقلال وقبله عن القضية إلى أن أصبحت إرثا بالنسبة للجزائريين، مثلما ساندت كافة الحركات التحررية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية”. وتساءل: “فكيف لا تقف نفس الموقف مع جار لها (الصحراء الغربية) تعرض غدرا إلى احتلال، ولا تدافع عن قضية تسير وفق الشرعية الدولية، ثم أن الجزائريين والمغاربة والموريتانيين وباقي دول القارة السمراء، دافعوا عن ضرورة تصفية الاستعمار الإسباني، لكن المغرب انقلب في مرحلة معينة بتواطؤ مع المستعمر السابق وفرنسا، وتبنوا موقفا غادرا في حق الشعب الصحراوي”.
وسألت “الخبر” السفير الصحراوي عن توقعاته بشأن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي، فأجاب: “أعتقد أنّها ستكون زيارة حاسمة تستبق تقديمه (المبعوث كريستوفر روس) لتقرير مرحلي في أكتوبر، ريثما يجهز التقرير النهائي في أفريل 2015، وإذا ربطنا الزيارة بمحتوى التقرير الماضي وتوصية مجلس الأمن ستكون في اعتقادي نقاطا هامة يطالب من خلالها المبعوث الأممي، بممارسة الضغط حتى ينصاع المغرب للشرعية الدولية على الأقل في بداية الأمر”.
كما توقع السفير في المقابل، أن يقوم النظام المغربي كرد فعل على “عرقلة زيارة المبعوث الأممي، فمنذ أفريل لم يجب المغرب على الأمم المتحدة، باعتبار أن المبعوث كان يطالب بزيارة إلى المنطقة، لكن المؤكد بالنسبة لنا وللقضية الصحراوية أن لهذه العرقلة حدود، عندما يتوفر إجماع بين مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهنا لابد من النظام المغربي الانصياع لإرادة هؤلاء”.
من جانبه، أوضح الوزير الصحراوي للبناء والتعمير بلاهي محمد فاضل السيد في تصريح لـ”الخبر”، أن “التصريحات الاستفزازية للملك محمد السادس ورئيس حكومته ووزيره للخارجية، تعبر عن عزلة المغرب في القارة الإفريقية وبين دول العالم، لحيازته على أفكار استعمارية وعدم تعاونه مع المجتمع الدولي وتجاهله لآليات الأمم المتحدة”. وقال الوزير إن “المغرب عند ضعف أطروحاته وحججه يرمي الجزائر باتهامات باطلة”، مشيرا إلى أن “الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي، مطالب من خلالها إقناع مجلس الأمن بمعية الدول المؤثرة في الأمم المتحدة، بممارسة ضغط على المغرب، ونأمل تسجيل استجابة من هؤلاء، وما على مجلس الأمن سوى تحمّل مسؤولياته لأن النظام المغربي خرج عن الشرعية”.