اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

قراءة في التصعيد المغربي بعد قراره اغلاق المناطق المحتلة امام الوفود الاجنبية ...

كتب بواسطة : futurosahara on 15‏/08‏/2014 | الجمعة, أغسطس 15, 2014


قرار بمنع كل الاجانب صحفيين كانوا ام مراقبين ، ساسة أو مجرد متعاطفين مع القضية من زيارة الاراضي المحتلة يرافقه قرار بالتشدد تجاه ناشطي الانتفاضة وفتح ابواب السجون من جديد امامهم . 
خطوتين تاتيان من حيث التوقيت لتكشفان بالملموس عن الوضع الذي يزداد صعوبة بالنسبة للمخزن لكن اذا ما اضفنا لذلك حربا اعلامية ودعائية انطلقت بالموازاة مع ذاك التصعيد والتي فتحت فوهات كل مؤسسات الاحتلال الاعلامية في اتجاهات مختلفة لم تسثني مبعوث الامم المتحدة ولا من اسمته بالرجل الثاني في الجبهة زاعمة ان استقالة الاول حتمية وانشقاق الثاني عن حركته مسالة وقت ، يظهر لنا متسوى افلاس المخزن الذي سبق وان تحدثنا عنه مرات سابقة . 
الحديث عن تصعيد المخزن لموقفه يكشف لنا عن ضعف تسييره وادراته للمعركة فلا هو قادر على المغامرة بتنزيل ما اسماه الحكم الذاتي ولا هو قادر على مواصلة المفاوضات مع الطرف الصحراوي بوساطة روس . اذا ما هو الحل ؟ ان يبقى الوضع على ما هو عليه ، مسالة مستحسنة ان لم تكن جيدة بالنسبة للمخزن الذي راهن طيلة الثلاث والعشرين سنة الماضية على استنزاف الجبهة ومخيمات اللاجئين مستخدما كل الاساليب والوسائل لتحقيق ذلك. لكن الامم المتحدة ولنخص بالذكر "القوى العظمى" لم تعد قادرة على استيعاب وتحمل الوضع لاسباب امنية واقتصادية وسياسية ايضا ، وهو ما تفسره خطوة الولايات المتحدة في مسودة قرارها لتوسيع صلاحيات "مينورسو" ، والازمات في العلاقة بين المغرب وفرنسا وتشدد بريطانيا في تعاطيها مع مسالة تقرير المصير دون الحديث عن خطوات حلفاء غربيين باشهار ورقة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وما يشكله ذلك من قلب للتوازنات التي ظلت لصالح الحليف المغربي طيلة الاربعة عقود الماضية . الحل من منظور المخزن ، هو العربدة و التهديد باحراق المنطقة ، لكن خططه الفعلية باغراق المنطقة بالمخدرات و استخدام كل الوساطات للتحالف مع الجماعات الاجرامية والارهابية من اجل تسويق استحالة عزله من الحرب على الارهاب كانت اهم ما راهن عليه ولايزال الى حدود الان . 
ويكفي التذكير بفشل العديد من الجهود لتسويق ذلك من بينها مهمة مندوب ادارة السجون الى الولايات المتحدة في اطار الحوار الاستراتيجي والذي لا يملك من الادلة يقدمها للتاكيد على تورط البوليساريو مع جماعات الارهاب سوى بانخراط 100 من عناصر الجبهة ضمن تلك الجماعات ، او الحديث عن الودود دروكال . وعلى الرغم من السخاء في التعامل مع العديد من مراكز البحوث كمعهد واشنطن وغيره فان صرخة المخزن لم تلق اي تجاوب فعلي الحل يكمن ايضا حسب الرباط في تجنيد مرتزقته من الخونة للتشويش على فترة انتشاء الصحراويين بنصرهم والتهيئ للطبعة الثانية مما بات يسمى اكجيجيمات وكانه لم يستوعب طبعتها الاولى . 
ظل ينظر للمغرب قبل مطلع العقد التاسع على انه واجهة الليبرالية والديمقراطية والتعددية الحزبية وسوقت لتلك النظرة مراكز البحوث والدراسات الغربية قبل ان يكتشف أمر تازمامارت واكدز وقلعة الزهور مكونة وغيرها من مراكز الاعتقال التي لم يسمع احد من قبل عن معاناة من خبروا ومروا من تلك الاقبية السرية ، وبات النظام المغربي في قفص اتهام كل المدافعين عن حقوق الانسان والشعوب لتتأكد مزاعم جيل بيرو و لاكوتير وغيرهم ويضطر النظام المغربي لنثر مساحيق تجميل على وجهه القبيح ( تجربة التناوب ، اللجنة المستقلة للتعويض المادي + هيئة الانصاف والمصالحة ، احتضان كبار المعارضين ...) . لكن تيرموتر الصداقة والعداوة تتحكم فيه المصلحة كما هو معلوم ، وليس بمدى اخلاص الانظمة وتبعيتها للغرب الرأسمالي لا الصليبي او الصهيوني كما يعتقد العديد . 
وطالما ان المغرب استنفذ كل اوراقه التي كان يوهم العالم الغربي بامتلاكه لها ، فان صلاحيته انتهت كعلبة السردين ، انتهت وهو لايملك الشجاعة لاعلان ذلك علنا، ففضل ان يلف ويدور وهو يخاطب الشعب المغبون ويأمره بتحمل مسؤولياته والدفاع عن "القضية" والوطن .. على الجميع الاستنفار فالوضع صعب والامور لم تحسم والقضية امام تطورات حاسمة ... نحن في مرحلة الحسم اذن و العهدة على ملك المغرب ، ولا يملك هذا الاخير من اوراق يشهرها داخليا سوى تسعيد القمع والترهيب وارسال رسائل فارغة المحتوى ، التقفت بعناية وتركيز من الطرف الصحراوي داخل الارض المحتلة وفي مخيمات اللاجئين لكن الرد كان مسؤولا نحن صابرون مثابرون والله مع الصابرين . 
فلازال المخزن في نفس الدائرة ، دائرة رد الفعل و الصحراويون في دائرة صنع الفعل وتمة فارق كبير خاصة في النتائج . تصعيد القمع ، لن ياتي الا بنتائج عكسية ، فالصحراوين ظلو لطيلة سنوات الاحتلال رهن القمع وارهاب الدولة المغربية ولم يثنيهم ذلك عن ترك هويتهم المتميزة خاصة بنضالها ومواقفها وتعنتها تجاه خصومهم . ، تصعيد القمع هو دليل على افلاس المخزن وبزوغ فجر جديد عنوانه قيام الدولة الصحراوية المستقلة على كامل التراب الوطني.