اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

هل نجح المغرب في امتصاص الغضب؟

كتب بواسطة : futurosahara on 10‏/08‏/2014 | الأحد, أغسطس 10, 2014



بات الكل يجمع تقريبا على ان اسهل الطرق للعبور الى مخيمات اللاجئين هو المعبر المار عبر المملكة المغربية، وانه هناك فرق شاسع بينه وبين معبر الحليف الذي  يكلف المغترب الصحراوي الكثير من الوقت والعراقيل وعدم استطاعته التفاهم معه بخلاف المسؤولين المغاربة الذين حسب نظرة الاغلبية يتفاهمون ومتعاونين الى حد بعيد، هذا بالنسبة للجالية المقيمة بالديار الاسبانية اما بالنسبة للاجئين في المخيمات فيلاحظ ان هناك التباس كبير في الذهاب والاياب الى المناطق المحتلة، فالحجج كثيرة والمقصد واحد فهناك دعاوي للزيارة بحكم الفراق الطويل الامد الذي عاشته العائلات الصحراوية وان مدة الاستفادة من برنامج تبادل الثقة كانت قصيرة وغير كافية , وهناك المصالح المادية التي اصبح المواطن مرتبط  بالتزامات تفرض عليه التنقل بين الضفتين، ثم هناك العميل الذي يؤدي مهامه مندسا بين ذاك وذالك, وهناك الارث الذي اصبح يشوبه الغموض ولابد من فك الغازه والذي هو بدوره يتطلب من المواطن الاقامة لفترات طويلة وفي بعض الاحيان يجبره على التعامل مع السلطات المغربية اداريا، وهناك ومن اصبح يقصد الشمال من الجمهورية قصد الاستجمام والاستمتاع وتعويض مافاته في سنوات الحرب وقصر ذات اليد. 
هذا دون ان نتحدث عن قيادات الجبهة وعائلاتهم والوجهات المعروفة التي يقصدونها، ولنعد الى سؤالنا هل نجح المغرب في امتصاص غضب الصحراويين؟، سياسة المغرب كانت واضحة منذ البداية فهو يعمل على افراغ المخيمات من ساكنيها بشتى الوسائل فبعدما تعذر عليه ابادة الشعب الصحراوي في الحرب لجأ الى سياسة اخرى وهي الاغراء ونهج طريق الباب المفتوح وان الوطن غفور رحيم، بمعنى ان العودة الى الوطن تجب ما قبلها وباستطاعتهم العيش برفاهية  والاستقرار في ظل ظروف اقتصادية مغرية تتمثل في راتب شهري وسكن لائق،  لكن المبادرة لم تدم طويلا لانها لم تؤتي اكلها فصار لزاما عليهم البحث عن البديل وهو بالفعل ما وقع حيث توصل الى فتح الباب على مصراعيه من الشمال والجنوب ومن ثم الترحيب بجواز السفر الجزائري الموسوم بالعلامة المميزة الخاصة بالصحراويين ,وايهام الصحراويين ان المغرب تغير وان الشبح الذي طردهم من ديارهم وشردهم ايام الغزو قد انقرض وحل محله انسان وديع يعطي للانسانية حقها في ظل حكم راشد , مغرب محمد السادس ملك الفقراء والمستضعفين في اطار  جهوية موسعة تضمن للجميع التعايش بقدر من المساواة. كل هذا ولم نجب بعد عن هل المغرب نجح في امتصاص غضب الصحراوي؟ الانسان الصحراوي اثبت طيلة سنوات الحرب انه كائن يمكنه الاستغناء عن الجانب المادي والاكتفاء بالقليل من الزاد يتقوت به يعينه في الدرب لتحقيق حريته واستقلاله، وان مايمر به الان قد مر به سابقا قبل الغزو المغربي بل اكثر من ذالك اذ كان البدوي منه يعيش على قطعانه ويجوب الصحاري بنوع من الحرية منقطع النظير غير ابه بصخب الحياة وضجرها والمتمدن منه، كان مكتفيا ذاتيا بكل ما كان يجنيه من تجارة اوعمل يحترفه وان حالة اللاسلم واللاحرب تنتج حالة من ارتفاع الضغط وانخفاضه يصعب على المرئ فيه الالتزام بوتيرة واحدة في ظل الظروف الصعبة،  لكن يبقى الامر الوحيد الذي ليست فيه المساومة هو تحرير الوطن , فنحن لسنا بعيدين من موعد سيضربه لنا العدو في سبتمبر الشهر المقبل بجمعه مجموعة من ابناء جلدتنا اطلق عليهم اسم كجيجيمات 2  نتمنى ان تكون كمثيلتها كجيجيمات1 التي اعطت لمؤتمرنا الشعبي العام الثاني عشر صدى لم يكن ليصل لوكان لوحده،  سيحاول المغرب استغلال المجموعة في مجيئ السيد روس وتقديمهم على انهم فئة ممثلة لسكان المخيمات .هذا كله محاولة منه امتصاص غضب الصحراويين واذا اذا  ظهر المعنى لا فائدة في التكرار.          
بقلم : محمد العالم