اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

إذا انسحبت المينورصو لن يتم إعلان الحرب

كتب بواسطة : futurosahara on 16‏/09‏/2014 | الثلاثاء, سبتمبر 16, 2014



بقلم : السيد حمدي يحظيه

مثلما أصبحت قضية الصحراء الغربية نسياً منسياً ولا يوجد "عطار" ولا "دلال" يشاهر بها أو "يعطر" بها في الأسواق السياسية والإعلامية وأسواق البورصات، وبعد إن احتلت داعش بجزاريها ولحي أهلها وفتواهم وخرجاتهم أكبر الشاشات وأشهر صفحات الجرائد، أصبحت أيضا بعثة المينورصو منسية كأنها لو توجد أصلا، ولم يتحدث عنها الإعلام ولا أي أحد ما عدا بعض الذين بصقوا على صور سياراتها حين مرت بهم في يوم ذكرى مجيئها الذي يوافق التاسع من سبتمبر كل سنة. .

الآن في الحقيقة يمكن أن تنسحب بعثة المينورصو وتترك الصحراء الغربية في صمت أو تموت دون أن يحدث أي تبادل لإطلاق النار أو يحدث أي تصادم. هل يظن أي منا الآن أن انسحاب المينورصو من الميدان سيتبعه خرق وقف إطلاق النار وبداية الحرب؟. أكاد أجزم أنه إذا انسحبت اليمنورصو من الميدان لن يتم لا خرق وقف إطلاق النار ولا حرب ولا أي شيء مما يمكن أن يخطر على الذاكرة وبالبال. ما يحدث في الميدان الآن لا تتحدكم فيه المينورصو ولا المغرب ولا الصحراويين، لكن تتحكم فيه الأقمار الصناعية والماندوات البعيدة المدى في واشنطن وباريس التي تقول يجب أ ن لا يتحرك أحد من مكانه. ابقوا في رقعة الشطرنج التي تم تثبيتكم فيها منذ دخول بعثة المينورصو.

أن انسحاب المينورصو لن تتبعه الحرب، لهذا من الأفضل أن تنسحب حتى توفر على الأمم المتحدة ميزانية تمويل جنودها القلائل الذين لا زالوا في الميدان يسبون ويشتمون اليوم الذي جاؤوا فيه للصحراء الحامية.

بالنسبة للمغرب لا يستطيع أن يفعل أي شيء ما عدا المسرحيات، فهو غير قادر لا عسكريا ولا سياسيا على تغير واقع ما بعد وقف إطلاق النار. بالنسبة للصحراويين هم أيضا غير قادرين سياسيا – سياسيا فقط- على تغيير واقع ما بعد وقف إطلاق النار. الجميع، خاصة أصحاب الأقمار الصناعية وأصحاب الماندوات البعيدة المدى، يطالبهم بالحفاظ على الواقع مثلما هو خاصة ميدانيا، ويحذرهم من أن استئناف الحرب قد يجر المنطقة إلى حرب كبيرة، ويجرها إلى خطر حرب الأرهاب ويجرها إلى عدم الاستقرار وعدم التوازن، ويجرها حتى إلى يوم القيامة. إن هذا التحذير يأخذه الصحراويون مأخذ الجد ويريدون بقاء صورتهم نظيفة في أعين أصحاب الماندوات الكبار وأصحاب الأقمار الصناعية، ويخشون أن يتم وضع جبهتهم على قائمة الحركات الإرهابية- ملاحظة: أصحاب الأقمار الصناعية لا يهمهم إذا إن عندك الحق أو معك القانون، أذا أغضبتهم يضعونك على قائمة الحركات الإرهابية بجرة قلم-.

لو كانت بعثة المينورصو في الصومال ولم تنظم الاستفتاء في الوقت المتفق عليه كان الصوماليون قد طروها بالحجارة وبالأحذية وبالعصي وربما سقوا كلابهم في قبعات أفرادها الزرقاء. بالنسبة للصحراويين- المتضررون الوحيدون من تواجد هذه البعثة-، بسبب سمعتهم وحلمهم، لا يريدون أن يطردون المينورصو على الطريقة الصومالية لإنهم يرون أنها طريقة غير حضارية ولا ترفع من سمعتهم وبالتالي، وكنتيجة لذلك، أصبحت البعثة المذكورة في حصانة وتحتمي بأخلاق الصحراويين الرفيعة وبسمعتهم.        

إن وجود المينورصو الآن في الصحراء الغربية لم يعد له أي مبرر، فهي لن تنظم الاستفتاء، ولن يحدث أي تبادل لإطلاق النار حتى تتدخل هي وتوقفه. إن تواجد المينورصو من الآن فصاعدا لن يكون إيجابيا وممكن أنه قد يخلق بعض المصاعب لها مثل غضب الصحراويين منها، فيصبحون- إن لم يكونوا فعلوا- يبصقون على سياراتها إذا مرت بهم. إن حلم الصحراويين وحفاظهم على وقف إطلاق النار جعل البعثة تعيش في أريحية تامة بحيث أنها، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ أكثر من عشرين سنة، لم تسجل سوى حالة "خرق" واحدة لوقف إطلاق النار في الجانب الصحراوي. وحالة خرق وقف إطلاق النار هذه هي فقط نكتة وغير حقيقية، وقام بها شيخ صياد في البرية. أطلق الشيخ النار على أرنب فقتله، وفجأة أحاطت به سيارات بعثة المينورصو وبدأت وسائل الاتصال تتحرك وتتصل بنيورك. كتبت البعثة تقريرا تقول فيه أن أحد الصحراويين في الأراضي المحررة أطلق النار اتجاه خط الدفاع المغربي، وهذا خرق سافر لوقف إطلاق النار. سبحان الله. 
يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.