اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الصحراء الغربية ليست قضية وهمية ولامصطنعة

كتب بواسطة : futurosahara on 17‏/09‏/2014 | الأربعاء, سبتمبر 17, 2014

مكارم ابراهيم  / الدنمارك
احتلال المغرب للصحراء الغربية :تم احتلال الصحراء الغربية من طرف المغرب عام 1975 بموجب الاتفاقية الثلاثية المناقضة للقانون الدولي بين اسبانيا والمغرب وموريتانيا انذاك. الاتفاقية تقسم الاقليم بين المغرب وموريتانيا مقابل 35 % من مبيعات الفوسفات والسمك تذهب لاسبانيا لمدة عدة سنوات.الجدير بالذكر ان هذه الاتفاقية لم تسجل في الامم المتحدة.
المزاعم التاريخية للمغرب على الصحراء الغربية ( حلم المغرب الكبير):
مزاعم المغرب التاريخية وحلمه لبسط سيادته على الصحراء الغربية وموريتانيا وجزء من الجزائر وجزء من مالي وهذا مايطلقون عليه بالمغرب الكبيروموضح في خريطة لحزب الاستقلال المغربي وهذه الخريطة تبناها القصرالملكي فيما بعد. ومن نتائج هذا الحلم كانت حرب الرمال سنة 1963 بين المغرب والجزائروكان هذا بعد عام من استقلال الجزائروتحررها من الاستعمار الفرنسي. وللعلم فان المغرب لم يعترف بموريتانيا كدولة مستقلة الا سنة 1969. والمغرب لم لن يتمكن من استرجاع ايضا الجزء الذي كان يطالب به من دولة مالي والجزائر.فللعلم انه في سنة 1972 تم التوقيع على اتفاقية رسم الحدود بين المغرب والجزائر وتم تسجيلها في الامم المتحدة .
احتلال المغرب للصحراء الغربية يواجه مشكلة حقيقية في عدم الاعتراف الدولي بسيادته على اقليم الصحراء الغربية اخر مستعمرة في افريقيا . الامم المتحدة ومنذ 1963 الى حد الساعة لازالت تطالب بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. والجدير بالاشارة ان محكمة العدل الدولية لم تعترف بمزاعم المغرب التاريخية والسيادة على اقليم الصحراء الغربية بل طالبت محكمة العدل الدولية بتصفية الاستعمار من الاقليم من خلال استفتاء تقرير مصير يختار فيه الشعب الصحراوي مستقبله بكل حرية وشفافية.والسؤال الغير المفهوم عند الغالبية هو الموقف المتناقض للمغرب تجاه الصحراء الغربية فتارة نجده يطالب بالسيادة على الصحراء الغربية وتارة يطالب باستقلالها عن الاستعمار الاسباني وبعذ ذلك احتلالها عسكريا وضمها بالقوة !ونتسائل هنا لماذا المغرب يقتسم الصحراء الغربية مع موريتانيا عام 1975 ان كان يؤمن حقا بسيادته التاريخية على الصحراء الغربية؟
المغرب والحل العسكري: منذ عام 1975 وحتى عام 1991 استخدم المغرب في غزوه اللاشرعي للصحراء الغربية المقاربة العسكرية ببسط سيطرته على مناطق من الصحراء الغربية ولكن نظرا للمقاومة الباسلة للشعب الصحراوي الذي انضوى تحت ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو لم يستطع المغرب حسم الصراع عسكريا , بل على العكس تكبد خسائر فادحة والتاريخ يشهد على ذلك ولهذه الاسباب لجا المغرب لسياسة الاحزمة الدفاعية او مايسمى بالجدار الذي طوله 2700 كلم والذي يقسم الاقليم الى نصفين وهذه الاحزمة المحصنة بالالغام والرادارات هدفها حماية الجيش المغربي من ضربات المقاتلين الصحراويين الذين في مرحلة ما من الكفاح استطاعوا تحرير 90 % من الاراضي الصحراوية والهدف الاخر من الحزام او الجدار الرملي هو استغلال وسرقة الثروات الطبيعية الموجودة في الصحراء الغربية لصالح النظام المغربي .
استفتاء تقرير المصير : وافق المغرب على استفتاء تقرير المصير نتيجة للضغط العسكري والدولي ومع محاولة قلب نتائج الاستفتاء لصالحه بعد اتمام عملية تحديد الناخبين الصحراويين الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء وهذه العملية كانت تحت اشراف بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية فيما بعد تبين للمغرب انه في حالة اجراء استفتاء تقرير مصير حر وديمقراطي ستكون النتيجة حتما بان غالبية الصحراويين سيصوتون لصالح الاستقلال , ولهذا السبب سعى المغرب جاهدا للتهرب من تطبيق الاستفتاء في الصحراء الغربية وبدا في خلق الحجج الواهية والتبريرات المختلفة يوميا للمماطلة وربح الوقت , ففي سنة 2007 قدم المغرب في الامم المتحدة خطة او اقتراح يسمى بالحكم الذاتي لحل النزاع في الصحراء الغربية كخيار وحيد من اجل فرضه على الشعب الصحراوي وبالتالي القفز على الشرعية الدولية وعلى حقوق الشعب الصحراوي. ويجدر الاشارة الى انه يمكن للمغرب اعطاء مايسمى بالحكم الذاتي لمنطقة الريف المغربي الذي يطالب منذ مدة بالحكم الذاتي ,لكن لايمكن ان يتكرم المغرب على الصحراويين بالحكم الذاتي ببساطة لان الصحراء الغربية ليست مغربية .
ومن جهتها قدمت ايضا جبهة البوليساريو والتي هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي للامم المتحدة مقترح لحل النزاع .المقترح او الخطة تتكون ليس من خيار واحد كما قدمه المغرب بل قدمت ثلاث خيارات يختار فيها الشعب الصحراوي احد الاختيارات الثلاثة بكل حرية وديمقراطية في استفتاء تقرير المصير وطبعا باشراف الامم المتحدة الخيارات الثلاثة هي التالية:
1. الاستقلال التام
2. الحكم الذاتي
3. الاندماج مع المملكة المغربية
وبما ان المغرب لم ينجح عسكريا ولادبلوماسيا في ضم الصحراء الغربية لم ينجح ايضا في اقناع المجتمع الدولي بان الحكم الذاتي في الصحراء الغربية هو الحل الوحيد لان المجتمع الدولي مايزال حتى هذه اللحظة يطالب بحق الصحراويين الشرعي في ان يختاروا بكل حرية وديمقراطية مستقبلهم !
المغرب وحقوق الانسان في الصحراء الغربية:
اكبر خرق لحقوق الانسان في الصحراء الغربية يتمثل في مصادرة راي الصحراويين من طرف المغرب في اختيار مستقبلهم بكل حرية فمنذ بداية الاحتلال عانى الصحراويين من التهميش والتشريد والاغتيالات والسجون والتعذيب وتقديم المدنين للمحاكم العسكرية وحرمانهم من ابسط الحقوق في وطنهم كل هذا موثق من طرف العديد من المنظمات الدولية الحقوقية الوازنة على سبيل المثال وليس الحصر امنستي انترشانونال وهيومن رايتس ووتش وفريدوم هاوس ومركز كندي للعدالة وحقوق الانسان. وللعلم فان سجل المغرب في حقوق الانسان حسب منظمة فريدوم هاوس الامريكية الامريكية اسوأ الاسوأ.
منذ الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وهو يضرب طوق امني واعلامي على المنطقة كما ا ن هناك حذر على زيارة المراقبين المستقلين والمنظمات الحقوقية للاقليم كل هذا يبين الحاجة الملحة ان الامم المتحدة تكلف بعثة المينورسو المكلفة بتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية بمهمة مراقبة حقوق الانسان في الاقليم..
المغرب واستراتيجية الاستثمارات الاجنبية في الصحراء الغربية:
لايكل المغرب ولايمل من محاولة ضم الصحراء الغربية بالقوة ولهذا تجده يسعى جاهدا مرارا وتكرار منذ وقف اطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 لجلب الاستثمارات الاجنبية لمنطقة الصحراء الغربية المحتلة من اجل اضفاء الشرعية لاحتلاله وتمويله .لكن هذه الاستراتيجية بدات تفشل ايضا فهناك العديد من الشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات الاجنبية بدات تتراجع منذ مدة عن استثماراتها في الصحراء الغربية او الشراء منها لانها بدات تدرك ان استثماراتها في الصحراء الغربية غير شرعية ومناقضة للقانون الدولي وتطيل عمر الاحتلال المغربي للاقليم بتمويله. وهذا يبشرببدا حصار اقتصادي على الاستنزاف المغربي لخيرات الصحراء الغربية.اخر من انسحب من هذا الاستنزاف الغير شرعي كانت اربع بلديات دنماركية حيث توقفت عن شراء ملح الطريق من الصحراء الغربية ( هذا الملح يستخدم لاذابة الثلوج في شوارع الدنمارك في فصل الشتاء البارد وهذه الشراءات كانت تمر عبر شركة امريكية تستغل ثروات وخيرات الصحراء الغربية ).
لايفوتنا ايضا ان نشير الى ان هناك حكومات دول غربية صوتت ضد اتفاقية الصيد الاخيرة بين الاتحاد الاوربي والمغرب التي تشمل المياه الاقليمية الصحراوية وهذه الدول هي السويد والدنمارك ويسجل ايضا تحفظ بعض الدول على هذا الاتفاق الغير شرعي. فهذا يعتبر تقدم على صعيد الدول الاوربية لوقف استنزاف الثروات الطبيعية الصحراوية.
المغرب ومحاولة تشويه جبهة البوليساريو بالارهاب والجريمة المنظمة:
ومحاولة منه لنزع الاعتبار من هذه الجبهة يلجا المغرب بكافة الطرق لتشويه جبهة البوليساريو ومحاولة الصاق تهمة الارهاب بها امام المجتمع الدولي. جبهة البوليساريو هي حركة تحرير وطني هدفها الرئيسي هو تحرير الصحراء الغربية من الاحتلال المغربي. ولقد صرحت جبهة البوليساريو لمرات عديدة بارتباط الحكومة المغربية الوثيق بالارهاب الدولي فعلى سبيل المثال ارتباط الحكومة المغربية بحركة الجهاد والتوحيد الارهابية في مالي والتي اختطفت المتعاونين الاجانب من مخيمات اللاجئين الصحراويين بهدف اتهام جبهة البوليساريو بالارهاب ولاظهار ان مخيمات اللاجئين الصحراويين غير امنة للزوار الاجانب بهدف عزل هذه المخيمات من التضامن الدولي .والحقيقة ان القوات العسكرية لجبهة البوليساريو بما لها من خبرات عسكرية عالية يمكن ان تساهم الى حد كبير في محاربة الارهاب والجريمة المنظمة في مناطق الساحل والصحراء.
وفي نفس الوقت فان المغرب يواصل حربه النفسية على البوليساريو من اجل ان لاتكون الجبهة هي الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين ويحاول خلق حركات وهمية موازية للجبهة لاضعافها وهذه الطريقة معروفة من قبل الانظمة الاستعمارية.
المغرب والرجوع الى المربع الاول في النزاع:
يعمل المغرب مؤخرا على تصعيد تواجده العسكري في الصحراء الغربية وهذا بجلب المزيد من القوات العسكرية والعتاد للاقليم.وهذا التصعيد يمكن ان يسبب في حرب جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو وبالتاكيد ستكون نتائجه وخيمة على الشعبين المغربي والصحراوي وخصوصا على اقتصاد المغرب وعلى استقرار وامن المنطقة عموما ,التي تعاني اصلا من عدم استقرار سياسي وامني.
ونتسائل هنا لماذا يصعد المغرب الان الاوضاع عسكريا في الصحراء الغربية بعدما فشل المغرب في حل النزاع عسكريا في الماضي؟ وهل يمكن ان يتحمل المغرب امام المجتمع الدولي مسؤولية خرق توقيف اطلاق النار بينه وبين جبهة البوليساريو التي تشرف عليها الامم المتحدة منذ 1991؟.
وهل الوضع الاقتصادي في المغرب يمكن ان يمول حرب جديدة في الصحراء الغربية؟ويمكن ان نختم اسالتنا بالسؤال التالي ماذا سيربح المغرب بعد كل هذه السنوات من هذه المغامرة العسكرية الجديدة في الصحراء الغربية بعد فشله الذريع على كل الاصعدة ؟.
يجب ان يدرك المغرب ان العالم كله يرفض الاستعمار وسياسة ضم اراضي الغير بالقوة .فنحن نعيش اليوم عصراحترام حقوق الانسان وممارسة الديمقراطية . كل العالم شاهد كيف ان اندونيسيا والسودان اقامتا استفتاء تقرير المصير واحترما نتائجها وكيف ان بريطانيا تحترم حق الشعب الاسكتلندي في تقرير مصيره بكل حرية وديمقراطية. ولهذا على المغرب ان لايسبح عكس التيار الدولي ويحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ككل الشعوب في العالم . بناء اتحاد المغرب العربي الكبيرلابد ان يشمل الجمهورية الصحراوية ان اراد ان يكتب له النجاح (على الاتحاد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية) فالاتحاد الاوربي تم تاسيسه باحترام الدول الصغيرة والوحدة الاختيارية لابسياسة الضم بالقوة.
الجمهورية العربية الصحراوية حقيقة لارجعة فيها :
كسبت الجمهورية الصحراوية اعتراف دولي حيث 82 دولة تعترف بها وهي ايضا عضو في الاتحاد الافريقي وعضو مؤسس لهذا الاتحاد. وهناك العديد من البرلمانات الدولية والاحزاب والمنظمات تطالب دولها بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية, فالجمهورية الصحراوية لها حكومة شرعية وبرلمان ومؤسسات وجيش وسفارات وتمثيليات دبلوماسية منتشرة تقريبا في جميع انحاء العالم وهي ايضا تمارس سيادتها على المناطق المحررة من الصحراء الغربية.

يمكنك مشاركة الموضوع مع اصدقائك عن طريق الضغط على إشارة الفيسبوك ادناه.