اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الملك المغربي يستشهد في خطابه بحديث “نبوي” لا أصل له وغير موجود في الأحاديث الصحيحة والضعيفة

كتب بواسطة : futurosahara on 11‏/10‏/2014 | السبت, أكتوبر 11, 2014

استشهد ملك المغرب محمد السادس في خطاب له يوم الجمعة وجهه الى الشعب المغربي من منصة المجلس التشريعي بحديث نسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم. وتفيد كل المعطيات الدينية والتاريخية بعدم وجود هذا الحديث الذي لا أصل له. وسبق للملك المغربي الحسن الثاني أن ارتكب الخطأ نفسه في خطاب بمناسبة افتتاح البرلمان سنة 1978.
وليضفي شرعية دينية على كلامه لجأ الى حديث نبوي مزعوم  قائلا “وأستحضر هنا، قول جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اللهم كثر حسادنا”. لأن كثرة الحساد ، تعني كثرة المنجزات والخيرات. أما من لا يملك شيئا ، فليس له ما يحسد عليه”.
وتفيد كل المعطيات بعدم وجود هذا الحديث في المراجع والمصادر الدينية وباللغة الدينية “لا أصل له” نهائيا. في هذا الصدد، وخبر “اللهم كثر حسادنا” لم يرو لا في الصحاح  مثل صيح البخاري وصحيح مسلم ولا في السنن مثل سنن ابن ماجة ولا في المسانيد مثل مسند الإمام أحمد  ولا في الأجزاء ولا في الأطراف ولا في غيرها. و لم يروه حتى أولئك الذين جمعوا الأحاديث الموضوعة (الأحاديث المكذوبة) وصنفوها لتحذير الناس منها. و عموما كما يقول أهل الصنعة من المحدثين:هذا حديث لا أصل له.
وبدأ المغاربة من  رواد الفيسبوك يتساءلون عن صحة الحديث، واستشارت جريدة إلكترونية “صدى نيوز″ آراء علماء أمة المغرب، واعترف أغلبهم ومنهم العالم مصطفى بنحمزة القريب من المؤسسة الرسمية بعدم صحة الحديث قائلا “الأمر ليس هكذا”  ولعله  سكت حتى لا يحرج ملك البلاد. وبدوره، رفض رضوان بنشقرون وهو من علماء السلطة التعليق على الحديث الوارد في الخطاب.
وتطوع عالم مغربي شاب لا ينتمي الى علماء البلاط واسمه رشيد بوطربوش وهو من مؤسسي اتحاد علماء المسلمين،  ليقول في هذا الشأن  “في الحقيقة هذا الحديث ما وقفت عليه أبدا لا في كتب الحديث الصحيحة التي درستها على مشايخي ولا في غيرها ولا أعرف له أصلا، لا عند الصحاح ولا عند الضعاف”.
واستطرد الدكتور بطربوش  قائلا: “هناك بعض “الأحاديث المشتهرة على الألسن”،  وزاد موضحا : إنه ” ممكن أن يكون هذا الحديث من هذا النوع وهي في الغالب ضعيفة جدا أو لا أصل لها”، وأضاف “في جميع الأحوال الإشكال يكون بالاستشهاد بحديث ضعيف أو موضوع من أجل استنباط أو إثباث حكم شرعي”.
وقال في ذات التصريح “ربما من كتب هذا الخطاب رأى أن هذا الكلام رائج فاعتمده في الخطاب دون أن يعود إلى أهل الاختصاص، لأن العلماء الشرعيين لا وزن لهم ولا يستشارون في مثل هاته المناسبات”.