اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لعبة المخابرات المغربية القذرة

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/10‏/2012 | السبت, أكتوبر 06, 2012

من "أكديم أزيك "الصحراوية ..الى "بوياك "الفرنسية 



فتحت احداث ضاحية بلدة "بوياك " الفرنسية والتي كانت شرارة وقودها مواطنيين مغاربة هائجين ضد عزل صحراويين وامام بيت يجمع كل المسلمين دون تمييز، فتحت الباب على عدة اسئلة مشروعة باتت تفرض نفسها بعد تعدد ظاهرة إعتداء المواطنين المغاربة على المواطنين الصحراويين بسبب قناعاتهم التامة بعدالة قضيتهم.
ومع ان الظاهرة ليست بالجديدة ولن تكون بالاخيرة بكل تأكيد فالسؤال الجوهري هنا هو مالذي يدفع بمواطنين مغاربة فارين من بطش سلطانهم وواقعهم المر وكانوا اقرب لتقديم انفسهم قرابين لحيتان البحر من تقديم انفسهم فداء لملك غاصب حول احلامهم الى كابوس وآمالهم الى أضغاث على وقع مهرجانات من قبيل موازين واكادير وغيرهما يعود ريعها لجيوب جوقة القصر التي حوله من أقارب وأصدقاء بينما يموت المغاربة البسطاء بأمراض من العصور الوسطى على سفوح الاطلس الصحراوي الشاهقة او في طرقات المملكة الريفية المهترئة . فمالجديد الذي حول علاقة المغاربة بملكهم الى سمن على عسل وجعل قلوب المغاربة تتوحد خلف وهم الوحدة الترابية وهم الذين يحلمون بدولة الريف وبلاد سوس والظهير البربري وغيره . 
لم تبخل الطبقة الساسية المغربية ومعها جوقة الإعلام المخزني أية وسيلة لمحاولة استقطاب الرأي العام المغربي حول وهم الدفاع عن الحوزة الترابية للمملكة، فكان لابد للمسرحية من بطل يقود الاوركسترا وبعد النجاح يرمى للبحر او للألغام في الجزء المحتل من الصحراء الغربية . فكان المواطن المغربي المغلوب على امره بمثابة فأر التجارب الذي سيحقن بكل هذه الاكاذيب ومن ثم يترك ليكمل ولوحده فصول المهمة القذرة . 
هل ينسى المغاربة الشرفاء كيف زج الملك الهالك "الحسن الثاني" بالمئات منهم في مسيرته المشؤومة وحيث من لم يمت عطشا مات جوعا بسبب طول المسير وقلة المؤونة، ومن حالفه الحظ في الوصول لفظته شوارع مدن الصحراء الغربية المحتلة متشردا يعيش على الخمور والامراض النفسية من جنون وهلوسة ومن ثم تجنيده في حرب خاسرة زكان مصيره إما ألاسر بآيادي جيش التحرير الشعبي الصحراوي حيث وصل عدد الأسرى المغاربة خلال سنوات الحرب مايزيد عن 4000 أسير لكن حين انعمت عليهم جبهة البوليساريو بإطلاق سراحهم كي يعودو لعوائلهم رفض ملكهم الهالك إستقبالهم أو حتى كتابة حياة جديدة لهم مايعني انهم فائض زاد عن حاجته لرعاياه المخلصين، أما البقية المتبقية فقد قضت نحبها موتا ذليلا في دروب الصحراء العصية .
اليوم بعد كل هذه العلاقة الملتبسة بين المغاربة البسطاء وملكهم الثري ونخبهم الفاسدة يجد المواطن المغربي البسيط نفسه سيف للمخزن يسلطه على رقاب الصحراويين العزل بعدما عجز عن ذلك بسيوف طائرات حلفاءه من العرب والعجم الذين ارادو كسر عزيمة الصحراويين لكنهم عجزوا .
لقد اكد الصحراويون دائما وابدا ان حربهم لم تكن مع المغاربة البسطاء الشرفاء الذين نتقاسم معهم الدين وبعض من العادات والتقاليد وهم جيران بحكم الجفرافيا والتاريخ ثم انه وفي عالمنا الواسع هذا ثمة قصص تجمع بين مواطنيين صحراويين وإخوانهم المغاربة أردنا أم كرهنا ذلك، خاصة في الغربة حيث يوحد الإثنين الألم والبحث عن مستقبل افضل، والدين الواحد بينهم في انسجام يسكت الإعلام عن النبش فيه . لكن اليوم يجد المواطن الصحراوي نفسه مجبرا على الرد على استفزازت بعض المواطنين المغاربة الذين تدفع لهم مخابرات المخزن في سبيل إشعال الفتن واحراق غصن الزيتون بين الشعبين الجارين . 
لقد زجت قوات المخزن المغربي بمستوطنيين مغاربة في تفكيكها لمخيم "أكديم أيزيك" خريف العام ماقبل الماضي ماصب الزيت على نار رماد إبتلاع الصحراويين لوجود مستوطنين مغاربة على ارضهم يمشون بينهم ويأكلون في اسواقهم ولم يمسهم ضر وهم المعتدين ومع ذلك كانو عونا للقوات الغازية على المدنيين العزل، فكان لابد ان يكون الرد عليهم بمقدار دعمهم للغدر والخيانة. وماكادت جراح "اكديم ايزيك" تلتئم بصعوبة حتى عاودت قطعان المستوطنين المغاربة في "الداخلة "المحتلة الكرة بعد مقابلة لكرة القدم وهنا كان رد الصحراويين العزل بمنطق الجزاء من صنف العمل. وان كنا في كل هذه الامثلة لم ننسى المناوشات اليومية بين الطلبة الصحراويين والطلبة المغاربة المحسوبين في صف أزلام المخزن المنتفعين .
تعود الظاهرة اليوم لكن هذه المرة خارج حدود الصحراء الغربية المحتلة وكذا خارج المدن المغربية مما يكرس نهج المخزن في تصدير أزماته للمغاربة اينما كانو وحيثما وجدو ويجعل منهم حد السكين التي يراد لها القطع ثم ترمى في أي شارع من أي عاصمة . هنا فقط على المغاربة الشرفاء التفطن للظاهرة والوقوف في وجهها.
إن التعايش السلمي بين الشعوب هو الوسيلة الوحيدة لتنمية مستدامة ورفاهية تضمن رغيف العيش للجميع .والبقاء للشعوب وليس للانظمة . ثم ان من إستل سيف الظلم قتل به كما قال احد الحكماء للحجاج الثقفي .
الشعب الصحراوي مسالم يحب الجار لكنه عصيء على المذلة والخنوع !!!