….المدينة الجريحة مستيغظة كعادتها ،تخيطها زرافات المارة ذهابا وايابا
وبين الفينة والفينة تصادفك جماعة اباء عهدتهم بتلك السماحة والمحبة وحسن المجلس ،يستوقف منظرهم وقد اكتسح الشيب الرؤوس، واعتلى الحواجب ورسمت التجاعيد لوحة تذكارية لأب محترم صنع المجد في عز شبابه،اوهنه الكبر واسترخت عضلات كانت بالأمس سر بهائه وحيويته ونشاطه،فما تلبث ان تطلق نفس حسرة عميقة مردفا ،سبحان مغير الأحوال.
تتسارع دقات قلبك كأنما ينذرك الحدس بأن هناك امر لامحالة واقع، ثم واصل مسيرتك التي لم تعد تدري الى اين ستقدوك وكلما تقدمت خطوة زاد انقباض قلبك شدة
تلتفت يمنة ويسرة ، تتعوذ من الشيطان الرجيم وتقولها وانت لاتشعر.""بسم الله الرحمن الرحيم
هرج ومرج قهقهات تهز جدران المقهى في الواجهة المقابلة ازيز السيارات يتقلب عليه هتاف من احد احياء المدينة يختلط عليك الامر تغيب عن الوعي للحظة فاذا بك تفتح عينيك على شاب بهي الطلعة متخلق توحي اليك نظرة من عينيه الباسمتين بانه عزيز كريم النفس طيب الخلق وقد وضع راسك على فخذه ينتظر استغاظتك الكلية ولم تكن تدري حينها بان تلك النظرة الساحرة كانت تستودعك الله وتضع بين يديك امانة اعظم مما تتصور.
يسألك بكل وقار : اوعيت ؛ انت اياك لباس شطرى فيك ياول لجواد ، اياك مانك باغي تلحك الطب واللا باغي تولحكك الحد تعرفو هون اكريب.
تقف مصافحا وتقول له جزاك الله خيرا انا لباس اعلي
تمضي في طريقك ويمضي الشاب مهرولا وكانما هناك امرا يتعقبه
