اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

إما أن تكون قيادة ثورية أو لا تكون

كتب بواسطة : futurosahara on 21‏/10‏/2011 | الجمعة, أكتوبر 21, 2011

بقلم : محمد حسنا النفاع
لن يكون ما سندلي به إلا تكميل لكثير من المقالات السابقة لمثقفي الشعب الصحراوي من كتاب وغيرهم والذين يرسمون بالكلمات أمال وطموحات وخيبات شعبنا طوال عشرين سنة خلت راكمتها أخطاء قاتلة من ثوار لربما "ميخائيل ألكساندروفيتش باكونين" سيغفر لنا استعارة قوله في وصفهم: "إذا أخذت أكثر الثوار حماسة وعهدت له بالسلطة المطلقة ففي غضون سنة سيكون أسوأ من القيصر نفسه"، ونحن هنا لا ندعو إلى ألاسلطة حسب الاتجاه الفوضوي أو الأناركي لفكر باكونين، لكننا عازمون على أن نضغط ولو بشكل عسير حتى تفرز نخبة أو فكر قيادي ثوري خلال المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في النصف الأخير لشهر ديسمبر ألفين وإحدى عشر، وتكون هذه النخبة قوة قادرة على حماية الشعب الصحراوي من براثين الاستعمار المتعفن.
إن الوضع الذي يعيشه شعبنا الصحراوي من تخلف اجتماعي وسياسي وثقافي، سببه بالدرجة الأولى الطليعة الصحراوية التي منحها أفراد هذا الشعب المجزأ ثقته والذي يعاني الآمرات بفعل نظام المغرب المستعمر العميل للإمبريالية التوسعية، وهذا الوضع ساهم في نمو وترعرع نوع من الخيانة والعمالة للعدو في الصف القيادي الصحراوي لم يشهد لها مثيل منذ بدايات الثورة الصحراوية خلال سبعينيات القرن الماضي ، مقابل دريهمات معدودة ، وكلما تراكمت أخطاء هذه القيادة يفتضح المؤتمر الشعبي العام... والخ من التسميات التي تخفي الواقع القبلي والعشائري في أبهى حلله، فتهمش انتفاضات الشعب الصحراوي ولا يرد على فظائع الاستعمار بالطرق الدبلوماسية أو العسكرية المرجوة مما يزيد الطين بلة في تفاقم الوضع الصحراوي من سيئ إلى أسوأ، وهذا ما يدعو إلى الشك في مصداقية تلك الطليعة الصحراوية وحول طريقة انتخاباتها في كل مؤتمر.
إن الربيع العربي كما يحلو للإمبريالية تسميته، أبان عن الكثير من الحقائق، فمهما على شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، إلا أن القوى الرجعية العميلة لا تسمح بأن يتصدر الشعب صفوف المعارك ويطورها حسب تكتيكات إرادته في الإنعتاق من الظلم والاستبداد، كذالكم نحن الشعب الصحراوي لم نخرج عن هذا الإطار منذ ما يقارب الأربعين سنة من الآن والثورة مغدورة عندنا، فما من شك أننا كنا الشرارة الأولى في تفاقم هذه الثورات في البلدان العربية الأخرى خلال ملحمة كديم إيزك، إلا أن قوة ما أخمدتها في الثامن من نوفمبر الفارط وكان لها أن تكون النقطة التي أفاضت الكأس، فما الذي يجعلنا متخلفين في كل مرة عن ركب الحرية والتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام؟ أهي العطاءات الأمريكية سنويا في شكل غذاء لشعبنا المسكين؟ ألسنا حسب قول الشهيد الولي: نحن قوة قادرة ولسنا شعب جيعان يطلب الغذاء يطلب الطحين يطلب معرفت آش؟
هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها بنفسها حول الدرب المسلوك في ثورتنا من قبل القائمين عليها والساهرين على توجيه الشعب وتأطيره وكيفية بناء فعل ثوري صحراوي مقاوم جديد يكفل تقرير المصير والاستقلال لشعبنا، ولا نخفي خشيتنا أن يفتضح أمر من أمناهم على مصائرنا في قادم الأيام كصديقهم الراحل معمر القذافي الذي أبان عن حقده الدفين لشعبه ونعته بالجرذان وأنه سيصفى دار دار زنقة زنقة ومن أنتم، ومع ذلك تبقى هذه مجرد هواجس نرجو ألا تكون في محلها نطرحها للتمحيص والنقاش لأنه في دولة مستعمرة ومجزأة منهوبة الخيرات ومنكل بأهلها.

ولا تنظم الجماهير المنتفضة فيها أو يتقدم ببرامج واضحة متباينة من طرف الطليعة الثورية داخلها في دحر المستعمر ولم الشمل، يبقى كل شيء ممكن.