اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

العيد بطعم الحيرة ، ووهج حضور وزارة الثقافة يخبو وسط الزوبعة

كتب بواسطة : futurosahara on 04‏/11‏/2011 | الجمعة, نوفمبر 04, 2011


بقلم : أحمد بادي محمد سالم
 رويدا.. رويدا..,  ليس كفجر الأوديسيا المفعم بملاحم الشجعان وسير الفرسان,  بل تماما مثل وخز إبر سهام الليل الحالك في أفئدة عشاق الحب العُذري الخالص,  يزحف العيد على  مضارب خيمنا,  لكنه يأتي متدثرا بلباس الحيرة ومصبوغ بلون الآسى هكذا اراده الخاطفين,  لكن  لماذا نحن بالضبط ؟ ! .
 مالذنب الذي إغترفه الشعب اللاجئي المسكين  كي يهديه الخاطفين العيد بطعم الحنظل ويطعنونه بمخرز السم القاتل وهو الذي لايعرف من أشكالهم إلا طيفهم الغادر وفعلهم الشنيع, ماذنب "روسيلا"  و"إينوا"  و"إينريك"؟!    هل ذنبهم أنهم ارادو يوما ما  أن يمسحوا دموع الأطفال الصحراويين ويمنحوا لبراءتهم رونقها البهي ؟  وهل ذنبهم أنهم كانوا أكرم من بني عمومتنا من الأعراب والمستعربين ؟  وهل ذنبنا اننا إخترنا ولسنوات مرغمين ,  إختلط حربَها وسِلمها  المكان السيء  في المنطقة الخطرة  المهجورة  " أح ماذا " .
 السؤال هنا للمتعاطفين الحلفاء والمتشفِّين الأعداء  ماذا كان سيحصل لو كانت الامم المتحضرة فرضت إرادتها في  تسعينيات القرن الماضي على المحتل المغربي , اما للإصدقاء المتبرعين وللعارفين   بخبايا الامور مالذي كان سيحدث لو  جسدت قيادتنا الرشيدة المحتارة هذه الايام مقررات مؤتمراتها الديمقراطية بإعمار مناطقنا المحررة منذ ان بدأ سيل العطايا يتدفق لهكذا مشاريع .  
وسط الزوبعة  ثمة رسالة بسيطة  يُجمع عليها كل الصحراويين الشرفاء  لخفافيش الليل  لن تغطفوا زهرة العمر من نضالنا المستميت أو تغيروا مجرى إرادتنا في الحياة والصمود ..  واخرى عميقة  لقيادتنا المؤمنة بحتمية فناءنا  البيولوجي  في أرض "لحمادة"  شكرا لحرسكم على سلامة مخيمنا الذي تحرسه عيونوكم  من شُرفات أبنيتكم بتندوف الشقيقة  فقط خفِّضوا أسعار ماشيتكم نكون لكم شاكرين .. كي يمر العيد بأقل الضررين .."أرزية الضيوف ... وضعف لخلاص" ..
ورغم الذي حصل  سيأتي العيد مُرحبا به وسنضحي كبقية خلق الله المؤمن برسالة محمد النبي الكريم وأبوة خليل الرحمان أبونا "إبراهيم " عليه السلام  تجسيدا لرؤيته الصادقة وإتباعا لسنة رسولنا الكريم حتى وإن كان في الحلق غصة وفي القلب ألم . فلانامت أعين الخاطفين الجبناء
 في سنوات الهدوء الناعم والحل المعلق بين  الأرض والسماء وكثرة المبعوثين  الأممين  شكلا وإسما  وفي زخم الاحداث الكبرى التي مرت  بها القضية الوطنية سنوات السلم الزاخر  ظلت  وزارة الثقافة الصحراوية تشكل الإستثناء بحضورها المتميز والريادي عدة وعتاد ..
و هاكم يرحمكم الله امثلة ," الكاذب ايبعد اشهودو " على رايء المثل الشعبي ..
كاد وهج القضية أن يخبوا وسط جاليات الشمال فحمِلت الوزارة مهمة التوعية النبيلة بحجم المخاطر التي تهدد الهوية قريب منا و عند الحليف,  لذلك وجب ان تكون" تيندوف"  محطة لأسبوع الثقافة الصحراوية كل سنة .  مل الشباب روتين الحياة في مخيمات اللاجئيين وتناسته القيادة من سُلم اولوياتها  فتفتقت عبقرية القائمين على شؤون تلك الوزارة عن ضرورة تأسيس مهرجان سينمائي يختلط فيه الرمل بالرقص  لكنه يمنح للشباب أيام حلوة مفيدة , دعكم من الحضور المتميز في كل مناسبات منابر  التضامن مع الحقوقيين والمعتقلين بقي فقط أن تؤسس الوزارة مهرجانا سنويا للمخطوفين توشح به ليل منفانا الطويل في ارض الميعاد !!!
لكن مع كل هذه الإنجازات الوقورة مضاف إليها نية الوزارة في إغراق المكاتب الوطنية الفقيرة  بأزيد من 14 ديوان في قادم الايام  والسنوات ,  غاب وهج عطاء الوزارة يوم اوقوع الحادثة المفجعة, 
الى اللحظة  لاصدى للوزارة ولاصوت مع انها تملك جيشا من المدارس الشعرية الشعبية والعربية المواظبة على الذود عن الحياض كلما طُلب منها ذلك .لذا لم تُقِم  الوزارة مثلا يوما تضامنيا مع المختطفين تمنح فيه التغطية للتلفزة المتعطشة للتفرد بخبر هام,  ويتم فيه نقل لحظات الآسى والسخط التي  إعترت الشعب باسلوب يؤثر في القلوب المرهفة والنفوس الجياشة  
 و لم  تحرك الوزارة الوصية في عز أيام الزوبعة   لواعج رهافة إحساس منتسيبها بخواطر مصبوغة بالتألم  والآهات او ابيرات حافلة بشتى إيقاعات الألم والمعاناة لفقد عزيز وضيف كان بينا يمشي قبل أن يغدر به ولم نسمع بعد  أنغاما تشدو بحجم عطاءات هؤلاء  المتضامنين  المخطوفين غيلة وغدر ثم   يقدم  كل هذا مشاركة من الوزارة  في الجهد الوطني المبذول منذ حدوث الوقيعة .
 صمت الثقافة وسط الزوبعة  قد يحول العيد مأسأة  طالما لم يجد المواطن البسيط   من ينثر مابداخل نفسه  من هموم ويعبر عنها باسلوب راقيء وناعم  وجميل دون ان يؤثر ذلك في ميزانية الدولة المرصودة للبحث عن المختطفين , والمخصص قليل منها لأضحية العيد   وملابس إمام  صلاته الذي سيتكلم ربما عن  "السبيء المحرم شرعا " طالما تجزم غالبية  القيادة  إلا أحدهم  أن وراء  الأمر برمته   "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي",   فلاأحد اقدر على هته الوزارة من ذلك الفعل النبيل .. حتى حُجَّاجنا على صعيد عرفات الطاهر ستعجزهم  الكلمات!! 
وفي إنتظار جديد قبل المؤتمر  كل عيد وأنتم في أرضكم المحررة وبين ظهرانكم ضيوفكم غير مختطفين ولا خائفين .. ولا مسبين ...!!
عيد سعيد لكل الصحراويين