اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الى فخامة رئيس الدولة

كتب بواسطة : futurosahara on 11‏/12‏/2011 | الأحد, ديسمبر 11, 2011


ابراهيم احمد
فخامة الرئيس، نستسمحكم مسبقا ان قدمنا رأيا ناقدا في إطار سليم وبنية حسنة والله وحده عليم قصد التذكير( إنما الذكرى تنفع المؤمنين) في مصير مشترك يتطلب جمع الجهود والتلاحم والتشاور والتناصح في جو أخوي نتبادل فيه اطراف النقد بالرأي والرأي الآخر لتطوير وتقوية الذات والاداة لتحقيق المصير المشترك الغير قابل للتفرد أو الانسياغ وراء ثلة متمصلحة او مراعاة اخلاك أشخاص ¨عود لحبزي¨ على حساب المصير المشترك الهاوي على حافة النهاية بسبب سوء تشخيص الطبيب الحاكم واهمال متعمد من طرف طاقم التمريض ، و¨حشمة القاعدة الشعبية على عرضها¨ التي منحتكم طاعتها و ولائها ببراءة وسخاء .
فخامة الرئيس، ان واقعنا يختلف كل الاختلاف عن واقع الامم الاخرى لكونها تتمتع بسيادتها ومهما اختلفوا او قصروا او اهملوا او تناسوا او حتى تناحروا ... ففي ظل السيادة كل شيئ قابل للتدارك ، بينما واقعنا كاللغم خطأك الأول و الاخير، لا سيادة و لا مصير .
فخامة الرئيس، لقد أجبرتم على توقيف اطلاق النار لأسباب خارج عن إرادتكم وخارج كذلك عن النطاق الشرعي المتمثل في الاستشارة الشعبية ، لكنكم لم تجبروا على توقيف عمل بناء مؤسسات الدولة وتقويتها، الخاضع لارادتكم والذي هو مطلب شعبي و واجب وطني ، فقد اوقفنا مع توقيف اطلاق النار كل شيء.
 فخامة الرئيس، هل ادركتم هذا الواقع المتردي ؟  فلول هناك تصول وتجول واخرى تغتصب وتبيد وغيوم من قلة الامن والاستقرار تخيم ، لا قانون ولا سلطان مهاب ، لا مدير يتفقد ولا وزير يزور ولا صوت يعلو فوق صوت السيوف والسيول (النقود) ، ولا شعور فوق الإحساس القبلي و زرع ثقافة لفريك والنعرات ،لا ناهي ولا منتاهي ، فإلى أين نحن ذاهبون ؟ 
فخامة الرئيس، ان الثروة الوحيدة التي نمتلك وهي الضامن الاساسي وسر الوجود منذ نشأة الكون حتى نهايته هي الثروة البشرية (الاجيال) فهل نالت الحظ الاوفر من اهتماماتكم وهل اجبرتموها على التأهيل والتكوين ليكونوا خير خلف لخير سلف ، ام بئس السلف الذي لم يترك نعم الخلف؟ سيدي الرئيس، هل اشعركم من وكلتموه هذه المسؤولية يوما ما ام بادرت فخامتكم بزيارة تفقدية ولو كانت رمزية  لحال هذه الثروة الغير نقدية ؟ .
فخامة الرئيس، لسنا بصدد نبش الماضي الأليم و لا تعظيم الواقع الحالي الهزيل ولا تجريح اي كان ولا تصفية حسابات ، لكن التاريخ لايرحم ومليء بالعبر والموعظة ولاسيما لما يكون الامر يتعلق بالنشء وسر الوجود والتواصل! فقد تساءلنا في الثمانينيات من القرن الماضي عن سبب تعليق ومنع المنظمة لمتابعتنا للدراسات العليا؟ فجاء الرد في العشرية الاولى من هذه الالفية لا ابتدائي ولا اعدادي ولا هم يحزنون.
فخامة الرئيس، نستسمح سيادتكم إن ركزنا على مقامكم بالمخاطبة لأنه لا يوجد  في الواقع الا شخصكم او امر الواقع المعاش ، فالقاعدة الشعبية مغلوب على امرها ، وحلقة الوصل النخبوية هم غائبون أم مغيبون ، لاهون ، ساهون يتمصلحون في ظلمات الليل على أنين الشعب المقهور.
فخامة الرئيس أنتم مقبلون على التجديد من خلال مؤتمركم القادم والله تعالى اعلم في ظرف استثنائي فيه نكون او لا نكون ، كمن يدخل ثيابه في مغسلة بدون صابون.
عذرا سيدي الرئيس, اظن انكم قد حضرتم مسودة طاقمكم للسنوات الاربعة القادمة ريثما تنتهي اشغال مؤتمركم ، راجيا ان تأخذوا بعين الاعتبار القدرة والمكان المناسب والذين هرموا في اماكن بدون فائدة ولا نتيجة.
وشكرا