اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

مزادات الوطنية في اسواق النخاسة

كتب بواسطة : futurosahara on 11‏/12‏/2011 | الأحد, ديسمبر 11, 2011

مجيدي عبد الصمد
تروج عندنا  مع اقتراب اي مناسبة وطنية او اي استحقاق انتخابي  اوتغيير في المسؤولين عند اي حركية  يقوم بها المخول له ؟؟؟ فتطرح عدة  تساءلات من قبيل
لماذا  تغيير فولان من هنا الى هناك؟؟؟. لماذا وضعه هنا وليس هناك؟؟؟. كيف استطاع فولان ان يفوز في الانتخابات؟؟؟. كيف استطاع ان يفوز في ظل الاجواء المشحونة والتجاذبات القبلية الانتخابة؟؟؟. على اي اساس عين الرئيس  الوزير الاول ؟؟؟. وقبل بالوزراء الاخرين في المنصب كذا وكذا ؟؟؟؟؟. هل على اساس الوطنية اختير كل هولاء؟؟؟؟. ام على حسابات اخرى نظرا لسياسة دير اولدنا  لنتمرضو عليكم؟؟؟. وغيرها من التساءلات والتي تجمع في غالبها على الوطنية والاخلاص للوطن . ولابد لنا هنا ان نتعرف على الوطنية ونتطرق الى جوهر الاختلاف اوالخلاف في مفهومها من المنظور العلمي والفلسفي السياسي  ومفهومها عندنا، نحن الصحراويين.
الوطنية كما عرفها الكثير من منظري الفكر السياسي هو ذلك الشعور والإحساس الذي يجتاح الانسان كلما شعر بخطر يهدد مصير امته و يتسبب في زوالها عن الاهداف المرسومة لها. والوطنية عندنا  لديها الكثير من التعريفات والتصنيفات والخانات والتموقعات والترتيبات والمقاسات .... فحسب الجنس والعرق والقبيلة  يمكن  للوطني عندنا ان يحدد درجة وطنيته او السلم الذي يمكن ان يصعده من خلاله الى المراتب الاخرى  للوطنية ؟؟؟. وهنا لابد لنا  ان نشير ايضا الى مانحي بطاقات ائتمان الوطنية وصكوكها  وطوابعها وملصقاتها واعلاناتها وغير ذلك من الاوسمة والتشريفات والنياشين  التي يمكن ان تميز الوطني  والمخلص عن غيره من المواطنين ؟؟؟.
فلكي تكون وطني عندنا يجب عليك اتباع الاساليب التالية والسير على الخطة التموقعية والتموضعية   والتنوعة والقبلية  الاتية !! :
بالنسبة للتموقعية فيجب عليك ان تتقن صنعة التصفيق والتحميد والتهليل والتبجيل والتقديس  للأوصياء على الشعب، وصانعي الانتكاسات ومبتكري التنازلات والمتسببين في التخاذلات، و المستفيدين من الرهانات والمنقمسين في التجاذبات.  فبعد ان تتعلم كيف تجتاز هذا الاختبار الشفوي بالتحميد والعملي بالتسابق "لرقيع" الغاية  و"ترقاع" العائلة، وهذا طبعا داخل في ديمومة خدمة الوطن والشعب والوفاء لدماء الشهداء، وعدم خيانة الامانة عفوا عائدات المؤسسة من ريع التجارة الخارجية {تموين، محروقات، عجائن، ماشية } حيث لابد لك ان تحرص على ايداع الريع في جيب المسؤول، لا من يجب ان يكون مسؤول عنها حتى تثبت طاعتك وولائك  لولي النعمة و المتسبب في النغمة.
ومن ثم يجب عليك ان تنتقل الى التموضعية حيث تحرص على التموضع في اي مكان يطلبه منك وفي اي زمان يريدك فيه  حتى وان كان ذلك  على حساب  شهامتك ونزاهتك و مصداقيتك و مهنيتك.  المهم فقط، ان تتخلى عن كل هذا من اجل  الانسياق وراء رغبات ونزوات ولي النعمة. فالغاية تبرر الوسيلة والوصول الى الهدف المنشود، وهو صك الوطنية وحق المواطنة والمشاركة والمفاهمة والمناظرة والمناهزة والمغامزة، و دعمهم لك لكي يظهروا للشعب المغلوب على امره  والمتطلع الى بصيص امل، في ان يجد من هو اهلا للمسؤولية والحيلولة دون السقوط في مستنقع  الخيانة لاسمح الله،  والتي عوضهم بها من وضع  فيهم الثقة للحفاظ  على المكتسبات الوطنية التي  دفع الشعب الصحراوي  ثمنا باهضا لانتزاعها { شهداء لم ينعمو بزهرة الشباب، وارامل لم يذقن طعم الحياة، واجيال اشتعلت روؤسها شيبا انتظارا للفرج وتمسكا بعهد الشهداء ووفاءا للتضحيات الجسام} .  فشعار  المفقوعين ؟؟ " رظوني والا نهرب شور لعدو ونفشي اسراركم  ونتمونك بخيراتكم !!!"  اصبح هاجز المواطن الوحيد. فاخذ  يتلمس في ظلام الشتات  وحلوكة اللجوء والخوف من اندثار واضمحلال القضية عله يجد الشخص المخللص او المخلص  الذي يخلصه من  عبثية الوطن البديل ورهافة وتفاهة وحقارة  اسباب الوجود وتحول المسؤول بحقيقة المصطلح الى متمصلح،  ومن انتقائي الى انتهازي، ومن  مفكر الى متجر  ومن منظر الى مقبر ومن مناضل الى متماطل  ومن حامل  قضية الى شاري ارضية  في الدول المحاذية ولا داعي لذكر مصادر الفلوس الاجنبية  لانها  اولا خط احمر وسر يضاهي  الجوسسة وخيانة الوطن  ومد العدو باسرار الارتزاق وقد تثير  فضول البغية من الشعب ويطالب  بتفسيرات عن الجهات المعنية ويكشف عن خيوط القضية  فالتكتم عليها. وتسير هذه الاموال  من وراء  ستار  الجمعيات والمنظمات الدولية هي من اختصاص  وطنييّ التنوعية ...
فالتنوعية عندنا  تقتضي ان تكون دبلوماسيا محنكا "بالطلبة" ومساوما لقضيتك في المحافل الدولية وخبيرا في فتح الحسابات السويسرية لتحويل المبالغ السرية، وهنا تمنح صك الوطنية من طرف تاجرها المسترزق من عملك.  وان تتنوع  في الطرق و  الاساليب   للاستلاء على ما في الخزانات والدواليب  من اسرار وخبايا  وفظائح لايعلمه الا فاعله  ورب الغيب،  فتبوح بها وتفشيها الى مشتري اخر يتكسب بها ويساوم بها في سوق المزادات والاطاحة بالقيادات وتصفية الحسابات والشهرة  في المناسبات  للإستحواذ على الاصوات في المؤتمرات،  لضمان الكرسي في  التغييرات الدورية الوزارية  الموسمية . والتي تنسج خيوطها انطلاقا من الحصة القبلية والشعبية  العنصرية التي يصنعها المسؤول من خلال  تشيخه وتسيده في قبيلته والتي يبنيها من خلال المناصب و الهدايا والمشاريع التي  يشغل فيها غالبا  ابناء القبيلة حتى يكسب ودها واحترامها وطاعتها و يوطد وطنيته  من خلال اتقانه  العزف على وتر القبيلة الحساس لدى مجتمعنا الصحراوي.
وهنا من خلال اتقان كل هذه  الوسائل السابقة {التموضعية والتموقعية والتنوعية والقبلية} يمكننا  ان نظفر بصك  الوطنية ونيشان النضال ووسام الاخلاص وتاج الوفاء لدماء الشهداء ونهج الاستمرارية !. ونتسال هنا  نتيجة لا مقدمة، هل للوطنية صفة ملموسة؟؟ هل الشعب الصحراوي انطلق وترك ورائه  ارزاقه وخيراته  والقابه من اجل صك الوطنية؟؟؟ فلماذا لم يعيش الولي ورفاقه من الشهداء  حتى يضمنوا توزيع اللقب بشكل عادل وان يحرصوا على منحه لمن يستحق، باعتبار  وطنيتهم اجماعا لانفاقا؟؟؟  لماذا غابوا دون ان  يتسنى لنا معرفة المقاسات والمواصفات؟؟  وعلى اي اساس يمكن ان نميز بين لقب الوطني من الخائن، والمخلص من المتخلص، والمناضل من الضال،  والوفي من الواشي، والغالي من المتعالي، والمفكر من المتكبر، والقادر من الغادر....... والطائع من الضائع و...الخ؟؟؟؟.
وعلى امل الا نضطر الى الوقوف على قبور الشهداء المخلصين والوطنين  ونوقظهم  لكي يميزو لنا بين كل هذه الالقاب،  لاننا متييقنين ومقتنعين قناعة تميز بين الشك واليقين، انهم اثبتوها ولا احد، لا من الرفاق الذين خلفوهم يمكن ان يعطينا  اجابة  جادة ومقنعة على  حقيقة الوطني المخلص انطلاقا من مبادي ثورة 20 ماي والتي هي مرجع ومنبع  قناعة الشعب بهذه القضية، ولا من الجيل الصاعد الا اذا تخلى عن المقاسات القديمة . و فصل ثوبه بنفسه انطلاقا من قناعته بحجم التحدي وصعوبة المرحلة  ويقينه بعدالة قضيته وحتمية نصره على العدو من الله، لا من يستفيد من الوضع القائم ويتاجر بمأسات الشعب الصحراوي الابي .
ونرجو ان لايتحول شعار "يالقبلي طير طير يلمتخلف يلخنزير"  اذا ما استمرت المقاسات على هذه الشاكلة، ويتذمر الشعب ويسوء فهمه للوطنية فيخرج علينا يكرر"يالوطني طير طير يالمتخلف يالذليل".
ولا اجد ما اختم به في الوطنية سوى مأقولة الثائر تشي قيفارا "كل الناس لديهم وطن يعيشون فيه الا نحن فلنا وطن يعيش فينا".