اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الديمقراطية وديمومة الكراسي؟

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/12‏/2011 | الجمعة, ديسمبر 23, 2011


محمد لبات مصطفى  
عندما يشعر النظام ـ أي نظام ـ أن أنفاس الناس باتت كلها في قبضته، ينتابه شعورغريب وحالة ربما يعتقد معها بالفعل أن الوطن الكبير تجسد في شخصه الصغير.
من يختزل الوطن بأرضه وسماءه في ذاته، لايستطيع أن يفهم عن حقائق المجتمع أكثر مما يستسيغه إطاره الفكري، الذي تصنعه له حاشيته والحافّون به. لذلك يعمد الى الخلط والتشويه والتعقيد والتشويش بتقديم شكل من "الديمقراطية" التي تنتهي دائما ببقائه في الحكم.
 ذلك النوع من الحكام يوهم نفسه بامتلاكه وحده الحكمة والإخلاص والاجماع ، والقدرة السوبرمانية على قيادة الشعب لوحده. كونه هو وحده خشبة الخلاص ومستقبل الشعب.
كل ذلك يتيح له ـ الحاكم بأمره ـ ليس فقط الاعتزاز والفخر بكل تلك المآثر، بل كذلك القضاء على الآخرين وتصفيتهم إن لم يقروا بتلك "الحقائق" ـ الزعامة الأبدية ـ   
المرحوم معمر القذافي فسَّر الديمقراطية بأنها: ديموكراسي، أي ديمومة الكراسي. ففصل على مقاسه كرسيا مرتفعا، من خلاله كان يدور.. ويعطي بظهره أحيانا لرفاقه، من أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين مع الزمن لم يبق من حوله أحد منهم له دور، أو حضور، فأقواهم عبد السلام جلود منسق اللجان الثورية وقتها، انسحب واعتكف ونأى بنفسه عن الزعيم القائد.
 السيد محمد حسني مبارك، الرئيس المصري المتنحي، بطل الضربة الجوية في العمق الاسرائيلى، تغنى بقصائد الديمقراطية وعزف على أوتار مجلس الشعب، وحين طغى وتمادى في الاستبداد، وبدأت الحاشية والعائلة تأكل من رصيده التاريخي، انتهى به المقام طريحا مهانا على سرير المهانة في المحكمة.
السيد على عبدالله صالح الذي طالما تغنى بقدرته على حكم اليمنيين الذي يشبه برأيه الرقص على رؤوس الأفاعي، أرغمته الملايين على تسليم السلطة لنائبه حين استبد وسلم مقدرات اليمن لأبناءه وحاشيته...كذلك كان أمر زين العابدين الرئيس التونسي الهارب الذي اعترف ب"انهم" غلطوه؟
ولكن كذلك بالمقابل هناك من احترموا ارادة شعوبهم، فلم يسعوا الى تلغيم الدساتير بما يعطيهم الحق القانوني في تأبيد حكمهم ، ولم يتألهوا، وعاشوا أعزة كراما وبقي طيب ذكرهم بين شعبهم سنينا. وان كان لا بد من ذكر أسماء فان سوار الذهب )السودان( واليامين زروال )الجزائر( مثالين يمكن ان يُستشهد بهما في هذا المقام.
نيلسون مانديلا محرر جنوب افريقيا،غادر سدة الحكم بعد أن أنهى عهدته القانونية، وكان بامكانه لو أراد، أو طلب من شعبه ذلك، لمنحوه رئاسة جنوب افريقيا مدى الحياة. يتبع ......