اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

القيادة الوطنية وسلطة العبودية

كتب بواسطة : futurosahara on 06‏/02‏/2012 | الاثنين, فبراير 06, 2012


بقلم / نينة المبارك 
في سلطتنا الموقرة لا يوجد صوت حقيقي يصدح في جلساتها من اجل الأرقاء لان السلطة في اغلبها ملاك عبيد.. فكيف للعبيد أن يجدو حقوقا مازالت لم تفلت من أيادي أسيادهم ، وأهل السلطة والقرار مترفون وبإمكانهم شراء ذمم العبيد الذين يحاولون ولو بصوت باهت أن يتكلموا ...، فكل من حاول أن يرفع رأسه جاهرا بالتمييز أو محاولا الكلام في المساواة فهو خارج عن الخط الوطني وفق التعبير القيادي أو يشترى باسم المصلحة الوطنية ، ويجرم باسم المصلحة الوطنية ، حتى ولو كان أبنائه يباعون مثل الإبل ويقسمون ضمن التركة كالأغنام والأثاث .
بالرغم من شدة الوصف إلا أن المجتمع البيظاني عموما وخاصة الصحراوي هم أخر لازال يحافظ على العبودية البالية وقد لا تزول عنهم لخمسين سنة مقبلة لأنها تسري في سلطانهم وسلطتهم وما زالت تحط أطنابها في كل رقعة من الأرض تحت سلطة النظام الصحراوي الحالي.
وما يؤسف له ان حركة تحرير تريد التحرير من الاحتلال المغربي لازالت عاجزة تمام العجز عن تحرير العبيد لديها أو حتى الاعتراف بحقوقهم فما بلك بإشراكهم في التمثيل السياسي ولو إنصافا لمكونات الطيف الصحراوي ، وتوددا لإخواننا الأفارقة الذين تركض سلطتنا الفتية وراء مرضاتهم من اجل مجتمع مدني إفريقي متضامن مع القضية أو على الأقل ضمان إبعاد المملكة المغربية عن حظيرة الوحدة الإفريقية لكن "" فاقد الشي لا يعطيه "" 
هنا أتساءل كيف يمكننا أن نبحث جاهدين ونجمع المؤيدين لحرية الشعب الصحراوي ونحن غير قادرين على تجسيد المساواة وإحلال العدل وغير أبهين بحقوق الإنسان ولو الأساسية منها كالتصرف في حضانة الأبناء  والأملاك . 
إن نظرية الفوقية والدونية التي تستخدمها السلطة الصحراوية لهي اكبر مغذيات العبودية في المجتمع بل وأسلوبها في إنصاف الأرقاء لهو اكبر تجذير لظاهرة الاسترقاق لأنه منبت فكر الرق وعدم الإيمان بالحرية والعدالة 
إذا كان الأرقاء السابقين أبناء ثورة العشرين من مايو درسوا في كنف الثورة مثلهم مثل الآخرين ..‘ لماذا ؟ إذن لا نراهم أو نسمع بهم ضمن إطارات البوليساريو أم أن اللون الأسود في مجتمعنا .. لا يحبذ إلا في الطهي .. أو الرعي ..  أو صناعة الياجور .. ، 
و إذا كان لابد أن يتقدم قليلا فمجاله حسب القائمين على النظام الصحراوي هو سياقة مراكب الإطارات أو حراسة مكاتبهم ، لان ضحايا العبودية السابقين أو الحالين لا يسمح لهم بمجالسة ملاكهم و الشي الوحيد المبرر لهذه الفيئة 
إذا كانت النظرية الشهيرة لدى أبواق السلطة  تقول أن المؤطرين في الجبهة يستفيدون بالتساوي من المساعدات الإنسانية وهو الشي نفسه بالنسبة للصحة والتعليم أحيانا ..." 
أين الأرقاء من السلطة إذا كان كل شي بالتساوي أم أن السلطة مجسدة كما ذكرت أنفا بنظرية الفوقية و لا يمكن للأرقاء أن يحكموا من تورطوا في استعبادهم وقد يمتلكون الجيل الجديد  من الملونون في البلد بإقصائهم ونظرتهم الدونية إليهم .
 إن الجيل الجديد من الملونون في جبهة البوليساريو بقض النظر عن تكوينهم الثقافي والسياسي رغم أن هذا ليس شرطا في تولي المناصب أو في حضور تقسيم الكعكة إلا أنهم لاشي بالنسبة لرئيس الدولة ورئيس الوزراء ، أما الآخرين من السلطة  "" يستيغنو انعاج """ 
هنا لابد للإشارة إلى أننا أمام مأزق تربوي وفكري فحواه الحط من كرامة الإنسان وإعتماد التفكير المتخلف المبني على التصور السلبي وتشخيص الإنسان و خاصة الملون في خانة المشكوك في ولائهم ، وعندما يتعلق الأمر بالمطالبة بالحقوق وعلى رأسها الحق في التحرر والانعتاق فان تهما من قبيل الخيانة والعمالة لجهات خارجية اصبحت جاهزة ومفصلة على مقاس كل من يعارض التوجه النظامي في معالجته لملف العبودية. وتلقى المسؤولية لجهة غير النظام السياسي للبوليساريو رغم أن العيب يكمن في صناع قرار النظام الحاكم  لان قناعاتهم ليست سليمة ولو سألنا , هل السلطة قادرة على دفع ثمن الحرية وضريبة التحرير من العبودية ,,, لكان الجواب لا.. لان العبودية ذات جذور اجتماعية لم تتوفر لدى السلطة الإرادة في مواجهتها لكنها خبيرة في ثقافة إلقاء المسؤولية على الآخرين والاختفاء وراء مفاهيم المؤامرة والاتكال على الغيبية المطلقة ,,,.