اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الذكرى ال 39 أو ال 40 للبوليساريو؟

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/05‏/2012 | الأربعاء, مايو 23, 2012


حد أمين مولود سعيد
عند التخوم الشمالية الشرقية للصحراء الغربية وعلى ى بعد 70 كلومتر شمال قرية حوزة، وكتتمة لوادي كسات، يوجد أفرا، الذي هو عبارة عن وادي يحاذي مجراه ولكلومترات قليلة الحدود المغربية، وبالضبط عند گور گنيفيدة، المرتفعات المعروفة بوجود ضريح سيد احمد الكنتي. فقبل أن يغير وادي افرا مجراه ناحية الجنوب ليصبح يسمى وادي كسات، يوجد بئر محفور في حلق ترابي أو في خنكة. الخنكة المذكورة البعض يسميها خنكة كسات والبعض الآخر يسميها خنكة أفرا. ومع ذلك فمعظم الصحراويين الحاليين يسمونها، ببساطة، الخنكة، ربما لعدم درايتهم بموقعها الحقيقي. 
فمع بداية عقد السبعينات من القرن الماضي كانت كل الساكنة الصحراوية تستعمل النظام القمري لحساب الزمن. بمعنى أنه بدلا من قول يناير، فبراير، مارس كان يقال عاشور، شي عاشور( يسمى أيضا التبيع)، المولود، لبيض الأول، لبيض الثاني، لبيض الثالث, شعبان الأول، شعبان الثاني)يسمى ٲيضا  لگصار(، رمضان، الفطر الأول، الفطر الثاني، العيد.
عندما هاجم مجموعة من الرجال، بمعدات قليلة، مركز الخنكة في افرا، حدث ذلك في شهر لبيض الأول، حسب التقويم الجاري به التاريخ والذي كان يتعامل به الساكنة وقتها لحساب الشهور. 
ومع ذلك فإن منفذي الهجوم أو بعضهم أرخوا لذلك الهجوم بيوم 20 مايو بدلا من يوم 18 لبيض الأول. 
فمن أسرار الحرب التقليدية أو بطريقة أحسن حرب الغزوات هو الهجوم على العدو قبل الفجر بقليل عندما يكون نائما وغير مشدد للحراسة. ومع ذلك فإن هجوم الخنكة حدث قبل جنح الليل، أي أن الجنود الذين وقع عليهم الهجوم كانوا لا زالوا يلعبون الدومينو عندما تمت مهاجمتهم من طرف البوليساريو. 
إن الدافع الذي يبرر القيام بهجوم قبل حلول الليل في وقت لا زال فيه الجنود مستيقظين، له علاقة بتاريخ الهجوم. إن تاريخ يوم 20 مايو بالتقويم الشمسي لا يعطينا أية معلومات. ومع ذلك إذا قلنا أن الهجوم حدث يوم 18 من الشهر القمري، فإننا نعني أن القمر، بداية من منتصف الليل، سيضيء المكان بطريقة تجعل من المستحيل تحرك المُهَاجِمِين دون أن يتم كشفهم من طرف الجنود حراس المركز. إن دافع الحاجة إلى الاقتراب من المركز تحت حماية الظلام هو الذي يفسر أن الهجوم وقع وقت حلول الليل وليس وقت الفجر الذي يعتبر سر نجاح الحرب التقليدية حسب الأجداد والأوائل. 
في الحقيقة نجهل تماما ما هي المهمات المنوطة بوزاراتنا للثقافة. إن الذي نحن متأكدين منه هو أن أية ثقافة حتى تقاوم تحتاج، على الأقل، طريقة تتحكم بها في المكان والوقت. في حالتنا نحن، فإن المجال الجغرافي قد ضبطناه بالكامل بتصنيفنا وتسميتنا لكل زوايا ترابنا، حتى أننا مؤخرا،  وضمن نطاق اهتمام وزارتنا للثقافة قمنا بإقحام اسم حسي الصدادقة كإشارة لسيطرتنا على المجال الجغرافي المهم بالنسبة لثقافتنا. 
ومع ذلك تركنا المجال مفتوحا أمام العامل الزمني، أو بعبارات أخرى تخلينا عن الطريقة التي كانت بها ثقافتنا تسيطر على العالم الزمني. 
فلو أن القيِّمِين على شئون ثقافتنا وضعوا في الحسبان الطريقة التي كان يتحكم بها مجتمعنا في العامل الزمني، ومع أنها طريقة ذكية وتقليدية صحراوية محضة، كنا سنعرف، كل الصحراوين، أن إعلان الكفاح المسلح من طرف البوليساريو حدث ليلة 18 لبيض الأول سنة 1393 هجرية. 
وبأخذ في الحسبان هذا التاريخ، ومنذ أكثر من شهرين، كانت البوليساريو تكون قد احتفلت بعيدها الأربعين بدلا من تخليد عيدها التاسع والثلاثين الآن. 
في الحقيقة لا أحد يطالب بأن يتم تغيير التأريخ إنما فقط حتى نثير الأنتباه حول بعض الجوانب المنسية تماما من طرف المسئولين على للثقافة والسياسة. وللتمعن أكثر فإنه لا يوجد صحراوي مزداد قبل 1980م تم فطمه شهور المولود، رمضان والعيد لإنه بسبب العادة، التي لازالت سائدة، التي تمنع فطم الأولاد في الشهور الفردية لإنه حسب المعتقد الشعبي ذلك يجعل إن لا يتبعهم إخوة.
إننا ننتظر من الآن فصاعدا بأن تبدأ مدارسنا استعمال الشهور الصحراوية وكتابتها على السبورة. وقد يكون من المهم أكثر إن المواقع على النت مثل المستقبل الصحراوي واتحاد الكتاب، وكالة الانباء، أنها بالإضافة إلى استعمال الشهور الشمسية التي تؤرخ لميلاد المسيح أن تؤرخ مواقعها بالنظام القمري واسماء الشهور التقليدية الصحراوية.
29 لبيض الثالث  1433