اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

أين الحقيقة في مصير الرهائن المختطفين؟

كتب بواسطة : futurosahara on 28‏/05‏/2012 | الاثنين, مايو 28, 2012


بعد مرور أزيد من ثمانية اشهر على حادثة الإختطاف الجبانة التي تعرض لها ثلاث متضامنين إسبانيين وإيطالية،  تبدو التصريحات المتناقضة للساسة الصحراويين مخيفة الى الحد الذي يثير الشك والريبة ويطرح تساؤلات عدة لعل اهمها أين الحقيقة في مصير الرهائن المختطفين؟   
بقراءة بسيطة لتصريحات بعض المسؤولين الصحراويين يستشف المتابع كثافة الدخان الذي يحوم حول القضية، فمع تصريح الوزير المستشار لدى رئاسة الجمهورية لصحيفة جزائرية بقوله ان البوليساريو قد فقدت الخيط الذي كان يربطها بمتابعة أخبار الرهائن بعد الأحداث التي شهدتها دولة، مالي و تأكيد الوزير الأول فيما يشبه يأس النظام الصحراوي من الوصول الى حل  للمعضلة  بقوله إن الجيش الصحراوي جاهز للتدخل لتحرير الرهائن إذا لزم الامر  ومع تطمين وزير المدن المحتلة والجاليات على سلامة المختطفين بإعتباره كان مسؤولا عن مديرية حماية المؤوسسات  تبدو الحقيقة في الوضع الراهن  للمختطفين أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماء . 
التناقض الجلي في تصريحات المسؤولين  الصحراويين التي تراوحت بين الأسف لتلاشي الخيط الموصل للرهائن ونبرة التحدي للخاطفين المستندة الى أن الكيء قد يكون أخر الدواء، وذلك  بالإستعانة بالجيش الصحراوي لحسم الأمر في ظل صعوبة  وجود حلول، وبين  تصريحات التطمين المتكئة على منطق  تطييب خواطر الشارع الصحراوي .يشكل لامحالة  منعرجا خطيرا تدخله قضية المختطفين المتضامنين  يبدو معه  الجزم بحقيقة الأمر لغز آخر ينضاف لعديد الألغاز التي تحيط بالقضية من بدايتها وحتى اللحظة 
كثافة الدخان التي تحوم حول القضية لن تتبدد في الامد القريب بحسب المتابعين لكل ماجرى، فمنذ إعلان البوليساريو معرفته الدقيقة بالفاعلين الحقيقين للعمل الجبان ومع تصريح وزير الدفاع الصحراوي قبيل مؤتمر الجبهة الأخير من أن السلطات الصحراوية تمكنت من القبض على بعض من لهم علاقة بعملية إختطاف ضيوف الشعب الصحراوي  ومع الأرتياح الذي ساد الشارع الصحراوي حينها لقرب نهاية مأسأة المختطفين غيلة وغدر ,فجأة عادت القضية على الغموض من جديد خاصة مع أنهيار النظام الحاكم في دولة مالي وإنتشار الفوضى حذو المكان الذي يُعتقد أن الرهائن محتجزين فيه بل ثمة من شكك في هوية الخاطفين الفعليين وحقيقة مايسمى تنظيم  "جماعة التوحيد والجهاد " الذي أعلن مسؤوليته عن العملية وكذا إنشقاقه عن التنظيم الأم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"  وهي تعقيدات من شأنها زرع البلبة وخلق الكثير من السيناريوهات المرعبة عن السبل التي تتخذها قضية المختطفين والتي باتت بكل تأكيد تؤرق كل المهتمين والداعين لحل سريع لمأساة المتضامنين الابرياء .
الغرابة في التصريح الاخير الصادر عن الوزير من العاصمة الاسبانية مدريد هو تناقضه مع ماتمر به القضية الوطنية خاصة ماتشهده المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من إنتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تستدعي من النظام الصحراوي التهديد باستخدام القوة للدفاع عن المواطنين الصحراويين العزل قبل إستخدامها في ساحات أخرى قد تكون لها إرتدادات سلبية على مستقبل القضية الوطنية.
واقع يدعو الى توخي الحذر في تصريحات المسؤولين الصحراويين التي تتلقفها وسائل الاعلام العالمية وتوصلها الى مشارق الارض ومغاربها، وهذا حفاظا على المصداقية ، فالتصريحات الروتينية للقيادة الصحراوية بالشهيد الحافظ يمكن السيطرة عليها او على الاقل تصويبها من باب تدارك الخطأ ، بخلاف اي تصريح بمدريد أو غيرها من العواصم العالمية والتي يستحيل على اي كان السيطرة على إنتشاره خاصة في عصر الانترنت.