اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

لاءات المخزن : لا للاستفتاء، لا لمراقبة انتهاكات حقوق الانسان، لا لرفع الحصار الاعلامي، لا لروس

كتب بواسطة : futurosahara on 20‏/05‏/2012 | الأحد, مايو 20, 2012


محمد لبات مصطفى
تعتبر مسيرة التسوية السلمية المتعثرة في الصحراء الغربية، بأنها مسيرة مشبعة بالأزمات والعقبات، وقد بذلت جبهة البوليساريو جهودا مخلصة، وتعاملت بطول نفس، ومرونة زائدة، مع كافة المبادرات المطروحة ، وقدمت كل ما لديها، من أجل الدفع بمخطط التسوية الأممي الأفريقي إلى الأمام. وان كانت قد تعرضت لانتقادات شعبية واسعة، بسبب ما اعتبره جزء من الصحراويين، مسلسلا من التنازلات المجانية للطرف المعتدي، تحت المظلة الأممية. وفي أحسن الأحوال اعتبره آخرون خروجا عن جوهر مخطط التسوية الأصلي.
وعوضاً عن تجاوب المملكة المغربية، مع اليد الصحراوية الممدودة للسلام، ونقيضا لمسلسل الوعود المخزنية في التأكيد على التعاون مع مساعي الأمم المتحدة، لاحلال السلام العادل والنهائي في منطقة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، أخذ الاحتلال المغربي يستثمر الوقت.. يثرثر.. ويماطل لخلق مسارات التفافية، تمكنه من التهرب من تنفيذ التزاماته الدولية، في انتظار حلقة الإجهاز النهائي على مسلسل السلام الذي لا يريده.
وفي هذا الاطار بالذات ، وللتخلص من إحراجات سلام لا يسعى اليه، جاء قراره بسحب الثقة من السيد كريستوفر روس الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية. ورغم ان اعلامه الدعائي و المؤيد سيسعى لاظهاره في موقف القوي، الذي يستطيع اقناع ادارة اوباما،  ومن يدعي صداقتهم من الدول الأوروبية ، فان القصر يدرك انه بمأزق، وقد بات محاصراً في مساحة ضيقة، ومناوراته باتت مكشوفة. و يدرك أيضا، ونتيجة لعوامل كثيرة، ان المجتمع الدولي بات مقتنعا بضرورة ادراج وضعية حقوق الانسان، ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية.
 يدرك القصر انه بمجرد ان تتمتع البعثة الأممية بمهام مراقبة وضعية حقوق الانسان في الأجزاء المحتلة من وطننا، يكون ـ القصرـ قد بَصَمَ سلفا بإبهامه على لائحة إدانته المعززة بكمّ من الوثائق وشهود العيان ؟ كما يدرك القصر كذلك، ان تلك الخطوة معناها السماح للمنظمات والجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان، بالدخول بدون عراقيل الى الأجزاء المحتلة من الساقية الحمراء ووادي الذهب، كي توًثق، وتُسجّل بالكلمة والصورة، كم هم الصحراويون تواقون للحرية والاستقلال، و كيف يرد المخزن على كلماتهم بالنار؟ و كيف يُمارس "الحمالة" حربهم  الاجرامية، ضد أهالينا العزل ، كما يدرك أيضا انه حين يوافق على دخول الهيئات الدولية، لنقل الحقائق على الارض، بدون قيد أو شرط، فان حاله سيكون حال من استقدم من سيكبّل يديه ورجليه بالقيود.. لأنه حينها لن يكون بمقدوره شن المزيد من الاعتقالات الجماعية التي تطال الأطفال والنساء والشيوخ.. والتي عبأت كثيرين من أبناء شعبنا بمشاعر السخط والنفور. وهذه المشاعر السلبية ستبقى تلاحق ذاكرة أبناء شعبنا، الذين وصفهم المحتل ذات يوم ب "أخوت جمالهم".. فحين يعرض أحدنا في شريط إخباري سريع، ما فعلته عساكر ،وبوليس، وجندرمة الاحتلال، بحق شعبنا المشتت، وتفعله اليوم قوات "كرواتيا"، وما سيفعله غدا تنكشف أمامه حالة مريعة لوضع مؤلم، سموه بسنوات الجمر والرصاص، ذهب ضحيته كذلك، مع الأسف الشديد كثيرا من الأشقاء أحرار المغرب. وفي مقدمتهم التقدميون الذين تضامنوا، مع قضية شعبنا الصابر، أيام تنكر لها حتى بعضا من حملة الهوية الصحراوية. وعودة الى سياسة التعنت والتشنج والتغطرس، من جانب القصر. نطرح السؤال التالي: لماذا يحجب الملك أبواب بلادنا عن وسائل الإعلام الدولية، لتشاهد "المسيرة التنموية" ؟ و"السلم الاجتماعي" في "الأقاليم الجنوبية" ؟ أليس من مصلحة الملك، ومصلحة نظامه، في هذه الحالة أن يُبادر إلى المطالبة بإيفاد مراقبين دوليين، ويُسارع الى رفع الحصار عن "الأقاليم المتعلقة بالأهداب الملكية" دون وضع العراقيل والشروط التي لا يرمي من ورائها، غيرالعرقلة و محاولة تشييع جنازة مخطط التسوية، لاطالة أمد الصراع ؟ باختبار ردّات الفعل الدولية، والجهوية، عن طريق تقنية )بالونات الاختبار!( لابعاد القضية عن مظلتها السياسية و القانونية. كقضية تصفية استعمار لم تكتمل بعد.
لقد احتشدت مجموعة من الشرارات الصاعقة التي فجّرت انتفاضة الاستقلال في شعب قابل للاشتعال، شعب نصفه يرزخ تحت الاحتلال، ونصفه الآخر مهجر قسرا خارج وطنه. شعب توحدت مطالبه في الحرية والاستقلال، تحت ظلال كم هائل من المكاسب الوطنية، و سيظل بالتأكيد قادرا على مواجهة سياسات الاحتلال، وابتكار جديده النضالي، واستنساب أشكاله المناسبة، في كل مرحلة، كما كان الأمر، حين صعق مخيلة الغزاة، وفجر أرض أكديم ازيك تحت أقدامهم ، ومن قبل ذلك كانت معركة أمينتو حيدار.                                                                                                                واليوم، بوحدتهم ، وترشيدا لمقاومتهم ، التي يجب ان تستنزف قوى الاحتلال، ولا تستنزف نفسها، يُجدد شبابنا وطلابنا، نفسيّاتنا بمشاعر التحدّي، وهم يدفعون ضريبة توقهم للحرية والانعتاق، وإيبائهم للضيم ومقاومتهم للغزاة، والتخفيف عن أوجاع شعبهم، من خلال وقفات مشهودة سجلها لهم التاريخ، في الاعداديات والثانويات و الجامعات المغربية. على نهج من سبقوهم، ممن امتلكوا مشروعا وطنيا، وكانوا قادرين على التأثير الايجابي، ومخاطبة الجميع، كل بحسب لغته وثقافته، ومن بين هؤلاء بالتأكيد مفجر ثورة 20 ماي الخالدة، الذي لم يكن ليمر من بين يديه نقاش، أو جولة حوار بلا رسائل سياسية جديدة، تكشف عن استيعابه لطبيعة الظروف و المرحلة، وتبوح أيضاً بقدراته رحمة الله عليه ، على فهم محاوريه بكل مساحات الاتفاق والاختلاف.
قبل عشرة أيام، و من موقع جغرافية المكان ـ الخنكة ـ  وعظمة تاريخه، احتفلت الجماهير الصحراوية، بالذكرى التاسعة والثلاثون لتأسيس الجبهة، و اليوم، وبمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثون لانطلاق أول رصاصة ضد الاستعمار الاسباني، تََُجدد جماهير الشعب الصحراوي، العهد للشهداء البررة، والوفاء لمقاتلي جيش التحرير الشعبي ، اليد المسلحة لشعبنا، وعنوان مفخرته. مؤكدين عزمهم على ترجمة ما تعالت به حناجر المسكونون بحال وطنهم، من النساء، والرجال يوم12  أكتوبر، من نبذ التنافر والفرقة، لتجسد بذلك قيم ، وطبيعة الانسان الصحراوي الذي لا يخضع لذل أومهانة، أي احتلال على   مر العصور.
المجد والخلود للشهداء والهزيمة والعار للأعداء