اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الوثائق التاريخية.. ملك حصري لبعض القادة أم إرث مشروع للشعب والباحثين؟

كتب بواسطة : futurosahara on 23‏/06‏/2012 | السبت, يونيو 23, 2012


تطرح حيازة بعض القادة في هرم السلطة لوثائق تاريخية غاية في الاهمية للشعب وذات فائدة غنية للباحثين لما تحمله من سير وتاريخ أبطال صنعوا تاريخ الشعب الصحراوي المجيد أسئلة عدة تتعلق بشرعية حيازة هذه الوثائق وإحتكارها لأسباب مجهولة، في ظل وجود مركز أرشيف وطني حديث النشأة بوزارة الاعلام ومتطور الإمكانيات ويدرب كفاءات صحراوية شبانية بعضها مختص في مجال الأرشفة وحفظها ومع ذلك تبقى هذه المراكز تفتقر  للمادة التاريخية التي هي جوهرعملها الرئيس .
 ومع ان حادثة تساؤل احد إطارات الجبهة في ملتقى الامناء والمحافظين الاخير عن شرعية إحتفاظ احد القادة بوثيقة تاريخية تتعلق برسالة للشهيد الولي الى قسم الخارجية في أرشيفه الخاص بدل تسليمها للمتاحف الوطنية قد شكلت أستثناءا في هذا الملتقى، فإن حوادث إحتفاظ بعض القادة في هرم السلطة ببعض الوثائق التاريخية المهمة كملك حصري لهم لايجوز التقرب منها باتت موضة بين القادة لمحاولة إستغلال القيمة التاريخية لهذه الوثائق الثمينة بما يخدم مصالحهم الضيقة ويجعل منهم لاعب مهم ومرجع رئيس في صناعة التاريخ يفرض على الباحثين الرجوع إليهم كلما أرادو الإستفادة من هذه الوثائق او إستنباط خلاصات منها . 
 حوادث مماثلة وقعت قبل الملتقى  إذ لاتعتبر حادثة الملتقى الإستثناء الوحيد  فقد كشف  تلفزيون الدولة الصحراوية  من حيث لايدري وفي شريط وثائقي بُث عن الشهيد الولي ليلة ال9 يونيو 2012   كيف أن قائد آخر يحتفظ في حقيبة خاصة به بالكثير من الوثائق والمقتنيات المتعلقة بمؤسس الدولة الصحراوية الشهيد الولي  ومنها رسائل الى زعماء وقادة بخط يده وكذا ساعة يدوية وسواك كان يستاك به القائد الزعيم لتتحول كل هذه المادة الى ملك حصري للقائد يستغلها كيف يشاء وبالطريقة التي يريد دون ان تتمكن المؤوسسات المختصة في الدولة الصحراوية منها كي تكون متاحة للباحثين والزوار .
الى ذالك كانت مصادر اخرى قد تحدثت للمستقبل الصحراوي في أحاديث جانبية ان بعض القادة ولوبي تابع له يعمل على تهريب الأرشيف المصور للشعب الصحراوي ويقوم ببيعه لبعض القنوات التلفزيونية خاصة الإسبانية منها  منذ سنوات بعيدا عن الانظار .
وبينما يستخدم بعض القادة هذه المادة التاريخية على شاكلة الدجاجة التي تلد الذهب  يعاني مركز الارشيف الاعلامي والمتاحف التي أسست بغرض جمع هذه المادة من الفقر الشديد و تستعيض بنقص هذه المواد بتصاميم تحاكي النماذج الأصلية اوتقترب منها بالشكل الذي يسمح للباحث او المهتم بفهم المادة موضوع الشرح .
 وفي ظل غياب الرادع الأخلاقي وثقافة الدولة التي لاتزول بزوال الرجال في اذهان هؤلاء القادة الذين يحتكرون هذه الوثائق المهمة فإن الحاجة تبقى  ملحة لتزويد مختلف المتاحف  بهذه المادة التي بات إسترجاعها واجبا وطنيا يستدعي تظافر الجهود أو إصدار مساطر قانونية لردع ظاهرة إحتكار مادة ملك لكل الشعب الصحراوي وليس منتوج خاص وحصري لأي قائد كان. لقد قال احد القادة التاريخين الصحراويين ذات يوم في مداخلة له"أن الامة التي لاتذكر عظمائها لاتستحق الحياة"  فكيف سنذكر عظمائنا وبعض قياديينا يدفن  تاريخنا في جيوبهم او تحت وساداتهم او يتلفون وثائق مهمة بعد ان يكتشفو ان حقائبهم تحمل رزم كثيرة من الورق غير المفيد والقديم فيرمونه للريح يأكله ذئب يوسف !