اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المحمدومترية !!!....

كتب بواسطة : futurosahara on 31‏/08‏/2012 | الجمعة, أغسطس 31, 2012

م . محمد / مواطن صحراوي
منذ سنوات عديدة وأنا أحاول جاهدا فهم هذا التناقض وهذا التباعد بيننا وبين قيادتنا، فالذي نراه جميلا مشرقا يرونه قبيحا معتما، والذي نراه صالحا صادقا يرونه طالحا كاذبا، والذي يرونه  قائدا فذا نراه سارقا مجرما،والذي يرونه وزيرا حكيما نراه زيرا و فاشلا، وليس هذا فقط  بل يرون أنفسهم سمن على عسل وأن لاغنى لنا عنهم، ونرى أنهم سم على عسل وأن لاحاجة لنا بهم ولابأذنابهم، ويصفون المؤتمر الأخير للجبهة أنه ناجح بكل المقاييس لأنه أعاده وأعادها وأعادهم إلى السلطة دون حساب ولاعقاب، ويصفه كل الصحراويون بأنه تكريس وإستمرار للفساد والإفساد والظلم والفوضى والعبث، وليس هذا فقط فهم يهللون ويصفقون ويرقصون لكل جولة في المفاوضات المهزلة ويصرحون أنها كانت إجابية و بناءة و خطوة على طريق الحل بينما يقول العالم كله صديقه وعدوه قريبه وبعيده  ان المخطط برمته مسخرة ومضيعة للوقت والمال والجهد وان لافائدة منه ، وحتى حين صرح  أخيرا المبعوث الشخصي السابق للأمين العام الأممي اريك جانسن بأن هذه القيادة كانت على وشك القبول بالحكم الذاتي سنة 1996 ،فإنهم إلتزموا كعادتهم الصمت وكأن الأمر لايعنيهم والمضحك المبكي اننا كنا قبل اقل من عام من ذاك التاريخ نكرر بحماسة وغباء الإستقلال الإستقلال سلما او بالقتال .
ولكم أن تتصوروا كيف نرى نحن مأكلنا ومشربنا ومرقدنا وصحتنا و تعليمنا و و و... وكيف يراها هؤلاء، نعم إنهم ليسوا من كوكب آخر فهم يتكلمون لغتنا و في بعض الأحيان يحتسون الشاي معنا وكانوا الى زمن قريب يأكلون مما نأكل و يشربون مما نشرب، و كانوا أيضا يعيشون حيث نعيش وينامون حيث ننام . وكانوا يستخدمون نفس المقاييس و الوحدات الدولية التي نستخدمها، لكنهم الآن يستعملون المحمدومترية.                                                              والمحمدومترية لمن لايعرفها هي وحدة قياس منسوبة لصاحبها إكتشفها في أواخر الثمانينيات وبدأ تجربتها و العمل بها على نطاق ضيق حتى عام ١٩٩١ أين تم تزكيتها من طرف المجلس العلمي للجبهة وحصل على براءة إختراعه وتم المصادقة على إستعمالها، ومع مرور السنوات أصبحت واسعة الإنتشار في المخيمات، فلا تكاد وزارة او إدارة تخلو من جهاز لقياسها.
 المحمدومترية هي حاصل قسمة مجموع  الكذب + السرقة +النفاق + القبلية على مجموع النزاهة + الصدق + الإخلاص + الإستقامة ، فكلما زاد الكذب والتلصص والتمصلح والمحسوبية نقص الصدق والنزاهة والإخلاص وبالتالي زاد محصل القسمة بالمحمدومتر وأصبحت قاب قوسين او ادنى من أن تصبح عضؤ في الأمانة اوالحكومة ، والعكس بالعكس فكلما نقص الكذب والتلصص والتمصلح و المحسوبية زاد الصدق والنزاهة و الإخلاص فنقص حاصل القسمة بالمحمدومتر وأصبحت شخصا منبوذ و غير مرغوب  فيه. وهكذا فتطبيق رياضي صرف لهذه القاعدة يعطينا التالي :                                                  إن أكذب من فينا رئيسنا ثم التي تليه ثم الذي يليهما ثم الذين يلونهم  ثم الذين يلونهم  ثم الذين يلونهم  ... حتى تجد من لايحفظ غير الكذب، وأن أسرق من فينا رئيسنا ثم التي تليه ثم الذي يليهما ثم الذين يلونهم  ثم الذين يلونهم  ثم الذين يلونهم  ...   حتى تجد من  لا يملك قوت يومه يشكوهم الى الله صباحا ومساء.
وهكذا فغد او بعد غد ستطلع علينا قائمة ممثلينا في الخارج وستتأكدون بأنفسكم ان المعنيين كلهم حصلوا على معدل٩٠ محمدومتر فأكثر، ومن ليس كذلك فإما الوريث الجديد للرئاسة او وريث لوزارة .
والله لو أبصروا بعيون غير عيونهم وقلوب غير قلوبهم وأفئدة غير أفئدتهم ، وعاشوا واقعا غير واقعهم مع بطانة غير بطانتهم، لبكوا لحالنا كما نبكي ولتألموا لمآلنا كما نألم ولأشفقواعلينا لطيبتنا ولسذاجتنا ، وا أسفاه علينا وعلى حالنا ومآلنا، قتل وعذب وحبس وهجر وشرد خيرأبنائنا وبناتنا من اجل أن نحيا على أرضنا موحدين مكرمين معززين لا نسمع ولانطيع أمرا ولا نهيا إلا لخالقنا، فعشنا بعدهم حياة نكرة ذليلة رخيصة على أرضنا وعلى أرض غيرنا .            والله من وراءالقصد