اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

المستقبل المجهول

كتب بواسطة : futurosahara on 31‏/08‏/2012 | الجمعة, أغسطس 31, 2012


بقلم : محمد يسلم الصالح
تجتاحنا الهموم في أحيانها عصيبة وعصيبة ، تخفي في ثناياها رموزاً لكوارث وأحداث سيئة داكنة في سوداويتها ، متجبرة في قسوتها تزف بشائر الخوف وترفع رايات التهديد لنا بانكسار قادم.
وعواصف تسحب من تحت أقدامنا ثبات الأرض وسكينتها لتنهال علينا زخات رياح الأخبار السيئة ، والمحزنة التي تلقح نواة الطمأنينة بشرورها، وتعكر مزاج مياهنا النقية فنشرب علقم الزمن الذي نعيشه، زمن لونت أحداثه حلوقنا بالمرارة ، وتصدمنا صواعقه بصدمات متتالية لا رحمة فيها ولا شفقة فإذا ما خرج بعض من البشر عن الهالة الإلهية التي تحيط بهم حينئذٍ تغادر الرحمة أفق إنسانيتهم فيضعف الوجدان عن اداء دوره ولا يبق لمكارم الأخلاق سوى عناوين وشعارات يسخرها هؤلاء الاستيلائيون لتحقيق أهدافهم السلطوية (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فـأقم  عليهم مأتما و عويلا ) فيمارسون العنف ويعملون القسوة ويهددون أمن واستقرار المجتمع غير آبهين  بمصالح و لا مبادي و مستقبل هذا الشعب و لعل أخر قرار للحكومة الصحراوية (البوليساريو) بتاريخ 28/08/2012 القاضي  بترقية مدرسة 27 فبراير الي ولاية، و لعله  ترقية المسأة الى نكبة و هي فكرة الوطن البديل التي يسعى لها المحتل بكل ما أوتي من قوة  ليتجسد ذلك عبر أيادي صحراوية خالصة يا للاسف  ، و لعل بهذا القرار الخاطيء  صدق الوصف فينا مع الواقع الفلسطيني الذي قسم بين غزة و الضفة و الشتات حتى أقترح العدو الصهيوني فكرة الوطن البديل (الاردن ) و هذا مصداق حديث معظم راي الشارع الصحراوي من أن يؤول الحال الي ما عليه الواقع الفلسطيني ، أي أن ننقسم بين ماهو تحت الاحتلال المغربي و ماهو في الشتات (موريتانيا - الجزائر- اسبانيا) و الوطن البديل الذي يجسده قادتنا بسياستهم الخاطئة، و الذي أثار موجة من الخوف والرعب والسخط والاستنكار، قرارات أخلت بكل القيم والمعاني ونهشت حوائط أمننا وزعزعت ثقتنا وهزت كل مقومات حياتنا، كيف لا ونحن أبناء هذا البلد الأمين الذي طالما اعتززنا وتفاخرنا به وبما ينعم به مجتمعنا من مكارم أخلاق تحفظ لنا أمننا وسكينتنا وتبعث فينا الأمل بمستقبل واعد ومشرق، تلك القرارات التي تسللت إلينا وأرخت سدولها علينا، جعلتنا نعود الى صفحات ذاكرتنا القريبة نراجع فيها كل الأحداث التي وقعت في الماضي أي حقبة الثمانينات و نقول (إذا مالجرح رمى على فساد تبين فيه إهمال الطبيب ) ولانه لم يتم الاستفادة من تلك الاخطاء و القرارات الجائرة ، بمحاسبة و معاقبة الفاعلين و المسؤولين عن تلك الاخطاء الماضية فلن يؤمل من القيادة الصحراوية إلا الاسوة (لن يستقيم الظل و العود أعوج) مادام نفس الاشخاص هم أصحاب الرأي و القرار .
ثم أود أن  نستعرض وجوه أفراد  و أشخاص وثقنا بهم ولم يكونوا على مستوى الثقة، علاقاتنا معهم تبدو في نمطها الخارجي علاقات مجللة بالدبلوماسية و البروتوكولات، لكنها تفتقد الى الحقيقة من تعامل مرجو ومنتظر منها ، لقد خيمت عناوين تلك الحوادث والتجاوزات على علاقاتنا وحياتنا فأزاحت كل لحظات الفرح والبهجة وأخذت في جيوب عنفوانها كل المعاني الحلوة مما جعلت وجه حياتنا ينتابه الترهل ويعلوه الصدأ لكننا لم نبارح الأمل ولم نيأس وسنخوض معركة ننتصر فيها لأنفسنا ولقيمنا وأخلاقنا وأمننا  وشعبنا ومشروعنا السياسي، ضد كل من أصابه جنوح في عقله فأطلق لنفسه عنان العنف والطغيان يستبيح أمن المواطن وسلامه و هدفه .