اول مجلة صحراوية مستقلة تأسست 1999

مجلة المستقبل الصحراوي

مجلة المستقبل الصحراوي

الإذاعة من الداخل

كتب بواسطة : futurosahara on 29‏/08‏/2012 | الأربعاء, أغسطس 29, 2012


بقلم الكوري سيداتي 
مرة أخرى أجد نفسي مجبرا على الكتابة عن الإذاعة الوطنية وقد يظن البعض أنني افعل ذلك حبا في الظهور وقد يقول أخر اني أبالغ في وصف الأمور، لكن دعك من هذا وتعالى معي لنلقي نظرة سريعة على واقع واحدة من اكبر مؤسسات الشعب الصحراوي وأكثرها عطاءا, كيف أصبح حالها اليوم وهي المقبلة على ذكرى تأسيسها 38 في ديسمبر المقبل.
في مقال سابق قلت أن الإذاعة الوطنية تحتضر وفي ذلك دق لناقوس الخطر لكن لا حياة لمن تنادي فدار لقمان مازالت على حالها ولا احد مهتم للأمر فكأني بهم يقولون دعها تموت فماعادت تهمنا الإذاعة في شي , مادامت التلفزة موجودة وتجمع بين الحسنين الصوت والصورة.   
حالة احتضار الإذاعة مستمرة بل ازدادت سوءا فأصبحت تتنفس اصطناعيا ولاشي يوحي بأنها ستعود للحياة مسكينة تواجه مصيرها بنفسها لعلى الموتى يشكل لها راحة من عبث وتهميش السلطة. 
عندما تريد الحديث عن واقع الإذاعة اليوم تصاب بكثير من الالم والحزن على  صرح إعلامي لطالما حمل آمال وتطلعات الصحراويين تدمع عيناك وانت تراه يصارع التهميش المقصود الذي تسبب في تراجع الاداء بهذه المؤسسة بنسبة 99 % فلا برامج اخبارية تسجل والبرامج السياسية حدث ولا حرج، فيما تسجل البرامج الاخرى  تقدما طفيفا يعود الي طبيعتها التفاعلية كبرنامج واحة المستمعين و"قوم تراثك"،  والحصاد الرياضي وفي ذلك رسالة فصيحة تؤكد نجاح هذا النوع من البرامج الذي يبدو ان قيادتنا مازالت تتخوف منه وتواصل اعتمادها على البرامج الخشبية الثقيلة المسجلة، وتبقى المسكينة تجتر حلقات من في رحاب الثقافة والأدب الشعبي باتت تصيب المستمع بالغثيان, وفي رمضان ازداد الطين بلة الي درجة يخيل اليك انك تستمع لإذاعة الجزائر إن لم تصادفك نشرة الأخبار التي تبقى الشريان الوحيد النابض بالحياة في الإذاعة رغم افتقارها هي الأخرى الي مادة إخبارية حقيقية نتيجة ظروف العمل الصعبة  وانعدام جو ملائم يساعد على صناعة الأخبار وتجميعها، السبب الأول في كل هذا هو قلة العنصر البشري بهيئة التحرير إضافة الي أنها تعمل بجهازي كمبيوتر متهالكين وبخط هاتف غير متاح دائما وخط انترنيت ضعيف جدا مع انقطاعاته المتكررة، ولعلى السبب الثاني المعرقل لتقدم العمل بالإذاعة هو التفاوت الحاصل بينها والتلفزة في كل شيء، فراتب مصور بالتلفزيون هو نفسه ما يتقاضاه رئيس تحرير الإذاعة إضافة الي الاهتمام الرسمي المتزايد بالتلفزة وإعطائها الأولوية في كل شيء حتى المهام الرئاسية في الخارج لا تغطيها الا التلفزة حتى صرنا لا نسمع بها الا من خلال نشرة أخبار التلفزيون عندما يطلع علينا احد الزملاء من عواصم الأصدقاء  ليقول لنا كان معكم مراسل التلفزيون الصحراوي، "خلاص" فهمنا الآن الإذاعة وطنية غير صحراوية فهي لا تعني شيء. 
ومن بين أهم أقسام الإذاعة يوجد القسم الثقافي أو التنشيط الحلقة الأضعف أو القسم المنسي دائما تحول في سنوات إلي ما يشبه ورشة الإصلاح التي يرمى فيها بكل الأشياء المتعطلة الغيرقادرة على العمل حتى تحول إلي قسم الضعفاء المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة ومع هذا تركت لهم حرية اختيار المادة الإذاعية دون حسيب ولا رقيب إلى أن ضاق أهل الورشة بحالهم وتفرق جمعهم وبقي القسم جسم بلا رأس عاجز عن العمل وما يقدم فيه اليوم يمكن وصفه بالحسانية ب ( تزواز الملامة ) .
الي الاستوديوهات المركزية هي ليست أفضل حال مع انها مجهزة بتقنيات تحسب على حديث التكنولوجيا والفضل يعود الي جهد المتعاونين الأجانب الذين لم يبخلوا بشي في سبيل تطوير العمل الإذاعي، لكن من طبيعة الأشياء ان تتقادم وتصبح بحاجة إلي صيانة وتجديد وهو مالم يحدث بالإذاعة للأسف فالاستوديوهات تعمل بإنارة ضعيفة جدا وكراسي متكسرة وأجهزة حاسوب أصابها الوهن حتى صارت مثيرة للشفقة من مظهرها الذي يوحي لكل زائر بالكآبة، كآبة ساهمت فيها إدارة الإذاعة بضعفها وقلة حيلتها، فهي لاتسمن ولا تغني من جوع  تدير الأمور بطريقة لا تمت للعمل الإداري في شي  تعتمد أسلوب عدم المبالاة  والتهاون، إدارة لا تملك من أمرها شيئا، لا تحيي ولكنها تميت بصمتها وغضها الطرف عن واقع الإذاعة المزري واستكثارها منصب المدير وتفضيل المصلحة الخاصة على العامة هذا إضافة إلي جملة أشياء أخرى لا يمكن الحديث عنها في هذا المقام لكنها بالطبع تنضاف إلى سلسلة فشل الإذاعة الإداري قبل المهني.
هذه جملة مكبوتات إذاعية فضلت إخراجها مرة أخرى وارجوا أن لا تصيبكم بالملل الذي سببته لكم الإذاعة عبر الأثير. 
أخيرا ادعوكم الي الخروج تضامنا مع الإذاعة ومن اجل حمايتها من موت محقق يتربص بها , وإن تسكت الإذاعة فلا صوت لكم.