وتؤكد جريدة 'الباييس' أن الملكية تواجهة أكبر تحدي لها منذ 1981، تاريخ الانقلاب السعكري الفاشل.
وبمناسبة عيد ميلاه 75 الذي يحل هذه الأيام، أجرت القناة التلفزيونية العمومية حوارا معه يوم الجمعة الماضي شدد فيه على ضرورة التضامن للخروج من الأزمة الخانقة التي تعاني منها البلاد وجعلت البطالة ترتفع الى ما فوق 25'، الأعلى من نوعها في الاتحاد الأوروبي.
وانتقد في الوقت ذاته، ما سماه بمسلسل القطيعة، أي المغامرات السياسية التي تهدف الى ضرب وحدة اسبانيا، وذلك في إشارة الى إقليم كاتالونيا أساسا الذي يؤكد على إجراء استفتاء تقرير المصير خلال السنة المقبلة للانفصال أو البقاء ضمن اسبانيا.
ورحب الحزب الشعبي الحاكم بمضمون حوار الملك، ولم يبدي الحزب الاشتراكي المتزعم الرئيسي للمعارضة موقفا واضحا، أما الأحزاب القومية واليسار الراديكالي فقد شنت هجوما لاذعا على خوان كارلوس.
في هذا الصدد، اعتبر ألفريدو بوش، الناطق باسم اليسار الجمهوري الكاتالاني المكون لحكومة كاتالونيا أن 'الملك يندد بما يعتبره الانفصال في وقت لم يتم انتخابه ولا تتم محاسبته أمام البرلمان'.
وتابع قائلا 'ليترك الملك هذه الأمور ويهتم بما يجري في بيته'، وذلك في إشارة الى تورط صهر الملك في اختلاسات مالية. وطلب منه أن يكون مثل ملكة بريطانيا إييزابيث الثانية التي وافقت على إجراء استفتاء المصير في اسكوتلندا.
واعتبر غاسبار جاماساريث وهو أبرز نائب عن اليسار الموحد وشغل منصب الأمانة العام حتى السنة الماضية أن 'خوان كارلوس فقد صفة الوسيط عندما بدأ ينحاز لأطراف سياسية على حساب أخرى'، ويبرز 'كان الأجدر أن يتحدث عن الشفافية خاصة ما يجري في بيته من تورط صهره في الاختلاس وكذلك رحلة الصيد التي قام بها الى بوتسوانا'.
وكان الملك قد قام في أبريل الماضي برحلة صيد الى بوتسوانا وسقط وأصيب بكسر واضطر الى تقديم اعتذار للشعب الإسباني.
واعتبر السيناتور إنياكي أناغاستي من الحزب القومي الباسكي أن الملك لم يقدم اي شيء في خطابه، في حين قالت ليآ أورتيث عن حزب اليسار الخضر الكتالاني في البرلمان أن 'خطاب الملك يسخر منا لأنه بقي فيما هو سطحي فقط، دون التطرق الى القضايا التي تشغل الرأي العام الإسباني.
ونشرت جريدة 'الباييس' امس تحقيقا مطولا حول الملكية في اسبانيا بعنوان 'الملك خوان كارلوس يواجه أكبر تحدي له منذ انقلاب 23 فبراير 1981'.
ويعتبر ذلك الانقلاب أكبر تحدي واجهته اسبانيا والملكية عندما تمرد مجموعة من الضباط وحاولوا نتتفيذ انقلاب ضد الديمقراطية.
وتبرز أن شعبية الملك تراجعت بشكل كبير ويحاول الآن تحديث التواصل مع الرأي العام الإسباني لكي يمحو عن نفسه وعن المؤسسة الملكية تلك الصورة السلبية التي التصقت به خلال سنة 2012 بسبب الفضائح المالية والغرامية.
والمثير أن كثيرا من تعاليق القراء لا يتردد في وصف وضع ملك اسبانيا الحالي مثل ملوك ورؤساء العالم العربي أي مهدد بالرحيل، وكتب بعض المعلقين في مواقع كبريات الصحف الرقمية كلمة 'ارحل' بالإسبانية.
